الأخبار

70 ألف مصري انضموا لـ”التنظيم”

6666

 

ارتبطت الأخبار والإحصائيات التى تنشرها وسائل الإعلام المسموعة والمرئية عن تنظيم الدولة الإسلامية الإرهابى المعروف بـ«داعش» فى سوريا والعراق واليمن وليبيا، بتلك المواقع الناطقة باسمها على شبكات الإنترنت، الأمر الذى تسبب فى تداول العديد من المعلومات المغلوطة بسبب انتحال بعض المواقع لاسم التنظيم ونشر معلومات خاطئة، خاصة فى ظل حالة السرية التامة التى يفرضها التنظيم على أعضائه والمنتمين له. «الوطن» أجرت هذا الحوار مع أبوكمال الكنانى، وهو شاب مصرى انضم إلى التنظيم منذ بداية الإعلان عنه، وتقلد مؤخراً منصب مسئول المعابر والدعم التقنى فيه، ما يعنى أنه أصبح مسئولاً عن إدارة شئون مصر من الخارج، والذى وافق على التحدث إلينا دون شروط، لإقامته خارج مصر من ناحية، ولثقته فى القوة التى أصبح يتمتع بها التنظيم فى مصر من ناحية أخرى، بعد أن أصبح له كوادر ثابتة، طبقاً لتعبيره. وفى الحوار، كشف أبوكمال الكنانى، الثلاثينى العمر، عن أعداد المصريين الذين انضموا للتنظيم على مدار السنوات الماضية وحتى الآن، والطرق السرية التى يتم تسفيرهم بها، وحقيقة قيام ولاية لهم فى سيناء ومدى صحة الأنباء التى ترددت عن قرب إعلان دولة الصعيد التابعة لهم، سألناه عن سبب قتل التنظيم لـ22 مصرياً قبطياً فى ليبيا بهذه الطريقة البشعة، وتصويرها بأحدث التقنيات العالمية والترويج لها، وما مدى صحة الأنباء التى تتردد عن مقتل زعيم التنظيم أبوبكر البغدادى والشاب المصرى محمود الغندور. كما كشف عن الخطة التى يسعى التنظيم لتنفيذها فى مصر خلال الفترة المقبلة، وعلاقتهم بجماعة الإخوان المسلمين فى مصر، وما عقوبة من يرغب فى ترك العمل أو الجهاد فى صفوف التنظيم والعودة إلى دولته مرة أخرى، وما هى علاقة «الدولة» بالتفجيرات الأخيرة التى شهدتها السعودية، سألناه عن مصادر تمويل أعضاء التنظيم فى الدول التى يتمدد فيها والدول التى تساعده.. وإلى نص الحوار.

■ بداية كيف يتم سفر المنضمين من مصر إلى التنظيم فى سوريا والعراق؟

– تفاصيل رحلة السفر تبدأ بحجز تأشيرة سفر إلى تركيا أو أى بلد آخر ومنها إلى تركيا مرة أخرى، وهناك يكون الدخول إلى العراق أو سوريا فى منتهى السهولة عن طريق أفراد التنظيم الذين يستقبلون المنضمين حديثاً لتوصيلهم إلى مواقعهم، وبعد التضييقات الأمنية خلال الفترة الأخيرة علينا فى مصر لجأنا إلى تسفير المنضمين بشكل غير رسمى عن طريق مراكب هجرة غير شرعية يكون من المقرر لها التوجه إلى إيطاليا أو أى دولة أجنبية أخرى، ثم تغيير مسارها إلى أقرب الشواطئ للمناطق التى يتمركز فيها تنظيم الدولة سواء فى سوريا أو العراق، وحين يدخل تسفير المنضمين فى نطاق الصعوبة البالغة، يتم إلحاق الشباب الراغبين فى السفر بجنود الدولة فى ليبيا، أو نلحقهم للجهاد مع جنود الدولة فى سيناء لحين تهيئة ظروف السفر لهم، وفى كل الأحوال تتراوح مصاريف السفر ما بين 5 و7 آلاف جنيه على أقصى تقدير.

■ هل تقصد بجنود الدولة فى سيناء وجود كيان لكم هناك؟

– بالتأكيد، فتنظيم الدولة فى سيناء أسسه أنصار بيت المقدس ووضعوا الركيزة الأولى له منذ عدة سنوات، وبعد مبايعتهم لنا تم إعلانها ولاية سيناء، والآن يلتحق الشباب بها من داخل مصر وخارجها أكثر من ذى قبل بعد أن اتضحت رؤيتها وأصبح خط الجهاد فيها أكثر وضوحاً للجهاد ضد أفراد الجيش والشرطة الموجودين فيها واستهداف عناصر ومنشآت عسكرية.

 

■ ما مدى صحة الأنباء التى ترددت عن قرب إعلان «دولة الصعيد»؟

– بالفعل تم تكوين مجموعات فى محافظات الصعيد المختلفة من الشباب الذين يؤمنون بفكر التنظيم الخاص بضرورة تطبيق الشريعة الإسلامية ومحاربة الحكام وجيوشهم وشرطتهم، بعد تحصين «السيسى» للكنيسة فى تلك المناطق على حساب المسلمين، واستمرار عمليات القمع والقتل للمسلمين هناك، وفى الوقت المناسب سوف تتم البيعة لتنظيم الدولة وإعلان ولاية الصعيد بشكل رسمى.

■ ولكن حتى الآن لم تقع عمليات فى الصعيد تؤكد صحة ما تقوله؟

– هذا الكلام غير صحيح، جنودنا فى مصر قاموا بالكثير من العمليات الشهيرة المسجلة بالصوت والصورة لقتل جنود جيش السيسى وداخليته واغتنام دبابات ومدرعات وأسلحة فى مناطق متفرقة داخل مصر، الوضع الأمنى الآن لا يتيح لجنودنا القيام بعمليات عسكرية فى أماكن معيشتهم، لذلك فهم يتوجهون لمساندة زملائهم فى عملياتهم فى مناطق مختلفة.

■ كيف يتم التواصل مع المنضمين لكم لتنفيذ هذه العمليات؟

– العمل فى مصر لم يعد عشوائياً أو يدار بالصدفة، فلدينا الآن العديد من الكوادر المنتشرة فى جميع أرجاء مصر، يتم التنسيق بينهم على أعلى مستوى من السرية والكتمان، ونجحوا فى ضم عدد كبير من الشباب المصرى «التقنيين والعلميين» يعملون معنا بأجور مرتفعة دون أن ينضموا لصفوف المجاهدين، دورهم يقتصر على تقديم علمهم لنا للاستفادة منه فى تصنيع المواد المتفجرة وزرعها فى الأماكن التى نرغب فى استهدافها.

■ بمناسبة تلك العمليات، ما كواليس إعدام التنظيم لـ22 مصرياً فى ليبيا بهذه الطريقة البشعة والترويج لمشاهد ذبحهم؟

– غالبية المسيحيين الذين يعيشون فى ليبيا يعملون فى التنصير والترويج له ومحاربة الإسلام والمسلمين تحت مرأى ومسمع من الكنيسة هناك، التى ترغب فى تحويل ليبيا إلى دولة قبطية، فكرنا فى توجيه رسالة قوية إليها بعد أن أنذرناها أكثر من مرة دون فائدة، وتوصلنا إلى ذبح عدد من الأقباط المصريين الذين ثبت تورطهم فى عمليات التنصير بهذه الطريقة، لتكون رسالة واضحة لقطع الطريق على كل من يحاول الوقوف أمام دعوتنا.

■ إذن، فكيف تتعاملون مع الأقباط الذين يعيشون فى المناطق التى تسيطرون عليها؟

– «الدولة» تقيم الشريعة والحدود على كل التابعين لها من جنود وقادة قبل المواطنين، ولا تجامل أحداً على حساب آخر، وفى معاملة غير المسلمين، فإنهم يعيشون فى نعيم الله وأمان الدولة، مقابل دفع الجزية وهى مبلغ زهيد إذا ما قورن بالخدمات التى نوفرها لهم، ويتم بناء مشروعات ومصانع خاصة بهم للعمل فيها فى تجمعات تضمهم.

■ ما صحة مقتل أبوبكر البغدادى، والشاب المصرى محمود الغندور؟

– الحديث عن وفاة البغدادى أو مرضه كلام عار تماماً من الصحة، وقد نفى ذلك بنفسه فى تسجيل جديد له أذاعه منذ أقل من شهر عبر قنواتنا، وبافتراض مقتله هو وكل قيادات التنظيم، فلن يؤثر ذلك على الطريقة التى تدار بها الدولة فى سوريا والعراق وليبيا واليمن، فالمسار أصبح موجوداً ومعروفاً لكل الأعضاء، والنهج الذى نعمل به لم يعد فى حاجة إلى من يفرضه علينا، أما محمود الغندور فما زال حياً يواصل الجهاد، ما حدث أن مكانه كان مستهدفاً من قبل أجهزة أمنية معينة، وتم تأمينه ونقله إلى موقع آخر، وهو الآن يواصل الجهاد، والمواقع التى نشرت خبر وفاته غير تابعة لنا يسيطر عليها جهات أمنية.

 

■ كم مصرياً انضم إليكم حتى الآن؟ وما الفئة التى تستهدفونها؟

– يتم استقبال كل الراغبين فى الهجرة من مصر إلى تنظيم الدولة فى أماكن نفوذه ووجوده بالعراق وسوريا وليبيا، وبالفعل يوجد الآن رجال ونساء وأطفال مصريون داخل صفوف المجاهدين، وصل عددهم إلى 70 ألف مصرى انضموا خلال الثلاث سنوات الماضية، 15 ألفاً منهم أتوا للجهاد والحرب من أجل تطبيق شريعة الله فى الأرض وإيماناً منهم بفكر التنظيم وأهدافه، والباقون جاءوا من أجل العمل والاستقرار بعد أن ضاقت بهم الظروف المعيشية فى مصر خاصة بعد علمهم بتفاصيل الحياة هنا.

■ ما مخططكم الذى تسعون لتنفيذه فى مصر؟

– نسعى لعمل «كماشة» مكونة من ثلاثة أضلاع حدودية «سيناء والصعيد وليبيا» على محافظتى القاهرة والجيزة، لأنها أكثر المراكز المصرية حيوية، ومن ثم السيطرة عليها، بعدها سوف نتلقى البيعة من عناصرنا فى باقى المحافظات، لتثبيت أركان حكمنا.

■ ولماذا لا تتوجهون بتلك «الكماشة» إلى إسرائيل فهى أولى بجهادكم؟

– الأنظمة العربية هى دول «الطوق» التى تحمى إسرائيل، عندما حاولنا الهجوم على إسرائيل عن طريق سيناء تعرض لنا جيش كامب ديفيد وحاربنا بشتى الطرق، عاودنا ضربها من الجولان فى سوريا وقف ضدنا بشار الأسد، لذلك لم يعد أمامنا سوى التخلص من تلك الأنظمة الخائنة العميلة، وبعدها سوف نتوجه لتحرير القدس من قبضة إسرائيل ومن والاها.

■ هل توجد علاقة بين التنظيم فى مصر وجماعة الإخوان المسلمين؟

– لا يوجد تنسيق مع الإخوان نهائياً فى مصر، وفى ليبيا يحاربوننا من داخل من يطلقون على أنفسهم فجر ليبيا، وكذلك فى العراق وسوريا على يد «الصحوات»، وهو ما يضطرنا لقتلهم والتنكيل بهم، لأن منهجنا يقوم على محاربة من يرفع علينا السلاح ومعاركنا معهم مستمرة حتى يكفوا عنا.

■ كيف تتم معاملة من يترك العمل لديكم ويرغب فى العودة لدولته مرة أخرى؟

– من يترك العمل أو الجهاد لدينا، ليس عليه حرج فى العودة إلى دولته، ولكن بشرط ألا تكون له علاقة بأى جهاز أمنى أو مخابراتى «يعنى ميكونش جاى يتجسس علينا وراجع»، وأن يتم تزكيته من آخرين لا يزالون داخل التنظيم يثقون فيه ويعلمون أنه لن يعلن عن أخبارنا، فى هذه الحالة يتم مراجعة مواقفه خلال الفترة التى قضاها معنا، ومن ثم تحديد مصيره.

■ إحدى الصفحات الناطقة باسم الدولة أذاعت تسجيلاً صوتياً يعلن مسئوليتكم عن تفجيرات السعودية الأخيرة.. ما مدى صحتها؟

– التنظيم مسئول عن تفجير حسينية الشيعة فى السعودية، بعد أن شاهد الجميع فيديوهات انتشار المذهب الشيعى داخل أراضى الحرمين الشريفين، وعلى الرغم من انشغالنا بقتال الحوثيين -ومن وراءهم- من مناطق نفوذنا داخل اليمن، فإن جهودنا سوف تنصب على محاربة المشروع الصفوى الفارسى لأن ولاء هؤلاء ليس للإسلام ولا لأوطانهم التى يعيشون فيها وإنما لإيران، وعندما يتمكنون من الحكم سوف يقومون بقتل وذبح المسلمين السنة كما يفعلون فى العراق وسوريا واليمن.

■ كيف تتم إدارة التنظيم فى تلك الدول التى تسيطرون على أجزاء منها؟

– الدولة من الداخل تدار بأسلوب حديث عالمى، يعتمد على نظام الحلقات والخلايا والمتابعة والحساب والثواب والعقاب، وفى داخل مدينة الرقة السورية عاصمة الدولة الإسلامية توجد كافة الوزارات والدواوين والصناعات الحديثة، التى أسسناها بعد نجاحنا فى ضم عدد كبير من التقنيين من مختلف دول العالم العربى والغربى، حكمنا يعتمد على نظام «الوالى» فى إدارة كافة المحافظات، فهو خليفة الخليفة فى محافظته، يديرها بنفس النظام الإدارى المتبع مع ضرورة تطبيقه بشدة وحزم.

■ من أين يحصل أفراد التنظيم على التمويل فى الوقت الذى لا يمتهنون فيه أى عمل؟

– لدينا من آبار البترول ومصادر الطاقة ما يكفينا للاستمرار ألف سنة، نبيع البترول بنصف سعره دون الارتباط بالمنظمات العالمية، التصدير يتم تحت الأرض بأساليب نقل عالمية، بالإضافة لما نحصل عليه من أسلحة كغنائم من المعارك التى ندخلها، فأمريكا والخليج وإيران تسلح جيوشهم بأحدث المعدات والمقاتلات، ونحن ننتصر عليهم ونأخذها منهم فى النهاية، وهو ما يدعم موقفنا العسكرى فى الحروب التى ندخلها بشكل مستمر ومتواصل.

 

■ كيف يتم التعامل مع المواطنين فى المناطق التى تسيطرون عليها؟

– من يعيش على الأرض التى تخضع لسيطرتنا يتم إعفاؤه من ثمن الخدمات العامة بشكل كامل، مثل الكهرباء والطاقة والمياه، بالإضافة إلى مجانية السكن، أيضاً التموين والسلع الغذائية مجانية لا يدفع فيها المواطن مقابلاً مادياً، ويتم صرف مبلغ 500 دولار شهرياً لكل فرد كمعونة معيشة له، على أن نوفر للراغبين فى الزواج منزلاً مكتملاً بأثاثه.

■ ألا ترى أن ما تذكره أقرب للدعاية غير الواقعية لتحسين صورة التنظيم؟

– لم نعد فى حاجة لتحسين صورة التنظيم من عدمه، فقد أصبحت «الدولة» ذات كيان مكتمل يعرفه الكثيرون فى كافة دول العالم عبر قنواتنا ووسائل الإعلام الخاصة بنا، والدليل على ذلك أن الآلاف من المهاجرين جاءوا إلينا من كافة دول العالم العربى والغربى للعيش والاستقرار معنا دون ربط ذلك بالجهاد والحروب، فالموظفون والإداريون يعملون داخل الريف والمدن دون أن يحملوا السلاح إلا لمدة 7 أيام فقط فى الشهر لحماية منازلهم وشوارعهم طبق لما هو متعارف عليه فى أجهزة الشرطة العالمية، وهو ما يعنى أنهم يأتون إلينا فى إعارة للعمل وكسب الرزق الحلال، وإذا أبدوا رغبتهم فى العودة نوافق لهم بعد التأكد من هويتهم الأمنية.

■ ما الوسائل التى تعتمدون عليها فى الترويج للتنظيم؟

– لدينا العديد من وسائل التواصل والقنوات التليفزيونية، ونمتلك أقوى جهاز إعلامى فى العالم يعتمد على الشبكات العنكبوتية ومواقع التواصل الاجتماعى، ولنا منابر إعلامية وجهادية كثيرة نستطيع من خلالها توصيل صوتنا إلى الفئة التى نستهدفها، وعلى الرغم من غلق الأجهزة الأمنية عشرات المنابر التابعة لنا، فإننا نعيد فتح مئات المنابر الأخرى فى وقت قصير، فنحن المنتصرون دائماً لأننا لا نعترف بالحدود ولا الأرض، فقط ندافع عن الشريعة.

 

 

تواصل

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى