الأخبار

رغم توتر العلاقات بين البلدين.. لماذا يزور أردوغان إيران؟

165

 

تأتي زيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إلى طهران، اليوم، في ظل جو من التوتر الذي أثارته تصريحات أردوغان حول دعم التدخل العسكري في اليمن، حيث وجَّه أردوغان تهمة مباشرة إلى إيران، بمحاولة “الهيمنة” على اليمن، قائلًا: “إيران تبذل جهودًا للهيمنة على المنطقة، كيف يمكن السماح بذلك؟”.

تصريحات الرئيس التركي السابقة، قوبلت من جانب وزير خارجية إيران، بتصريحات ينتقد فيها تركيا، ويتهمها بتغذية زعزعة الاستقرار في الشرق الأوسط، واستدعى القائم بسفارة تركيا في طهران إلى وزارة الخارجية الإيرانية التي طلبت منه “توضيحات” بشأن تصريحات أردوغان.

وندد نواب محافظون إيرانيون وبعض الصحف بـ”إهانات” أردوغان مطالبين بإلغاء هذه الزيارة.

السفير محمود فرج، مسؤول شؤون المصريين في السفارة المصرية في طهران سابقًا، يرى أن زيارة أردوغان لإيران، تأتي لعدة أسباب أولهما وجود مصالح كبيرة اقتصادية وسياسية، تجمع بين تركيا وإيران، بالرغم من الاختلافات في الرؤى بين البلدين تجاه القضايا التي تحيط بالشرق الأوسط.

وأضاف فرج، في تصريحاته لـ”الوطن”، أن ثاني الأسباب ترجع إلى أن المنتجات التركية تغزو الأسواق الأيرانية، حيث إن إيران تعتمد بشكل كبير على عدد من المنتجات الغذائية والضرورية لمواطنيها، كما أن تركيا تريد تقريب وجهات النظر بين دول الخليج التي تربط بينها مصالح مشتركة، وبين إيران التي تربطها بأنقرة مصالح مشتركة أيضًا، وهو السبب الثالث.

وأوضح فرج أن زيارة أردوغان لإيران، تعني أن تركيا رأت أن الوقت أصبح مناسبًا، خصوصًا بعد اقتراب نجاح المفاوضات حول الملف النووي الإيراني، لتقريب وجهات النظر بين الأطراف المختلفة في المنطقة، والمتمثلة في دول الخليج من جهة، وإيران وحلفاؤها في المنطقة من جهة أخرى، مشددًا على أن تركيا تريد أن تلعب دور الوسيط والمقرب لوجهات النظر في المنطقة.

وأكد السفير السابق أن السبب الرابع لزيارة أردوغان تأتي لأن تركيا تسعى لتهدئة، واعتماد حلول غير صدامية بين الأطراف التي تتدخل في دول النزاع في الشرق الأوسط، مثل العراق وسوريا، فتركيا لا تريد أن تنعزل عن الشرق الأوسط، وتريد أن تلعب دورًا غير ذلك الذي تلعبه الآن، وهو ما ستسعى له في زيارة أردوغان المرتقبة لإيران.

وأشار فرج إلى أن أكثر قضيتين سيتم طرحهما على طاولة المفاوضات بين تركيا وإيران، هي اليمن وسوريا، ومحاولة الوصول إلى حلول تمنع الصدام الذي قد يكون بات وشيكًا بين دول الخليج من جهة، وإيران من جهة أخرى، وهو ما ستسعى تركيا لتجنبه في الزيارة المرتقبة.

من جانبه، يرى الدكتور سعيد اللاوندي، الخبير في العلاقات الدولية، أن أهداف أردوغان من تلك الزيارة، هي رغبته في الهيمنة على الشرق الأوسط من خلال إعادة إحياء “الإمبراطورية العثمانية القديمة”، وذلك بتوطيد علاقتة بإيران بعد أن أصبحت دولة نووية، بدلًا من الارتماء في أحضان الاتحاد الأوروبي.

كما يهدف الرئيس التركي إلى محاولة تحقيق حلمه من خلال إنشاء تحالف بين دولة في “حلف الناتو” ودولة “نووية” ما يشكِّل تحالفًا تخضع له كل الدول العربية، فالتحالف الإيراني التركي هو ما يسعى إلى إقامته بشكل أو بآخر، والهيمنة مع إيران على إعادة هيكلة الشرق الأوسط.

كما يسعى أردوغان لأن ترتعد فرائس الدول في الشرق الأوسط من تركيا، بتحول هذه الدول إلى دويلات تابعة له، وذلك من خلال توطيد علاقته بدولة نووية مثل إيران، بحسب اللاوندي.

 

 

 

 

الوطن

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى