الأخبار

لماذا لم يظهر عماد عبد الغفور إلا في لقاء آشتون؟

153

 

عجيب أمر الدكتور عماد عبد الغفور، مساعد الرئيس السابق لشؤون التواصل المجتمعى، رئيس حزب الوطن السلفى. فرغم أنه بحكم موقعه السابقفى الرئاسة، وقربه من دائرة صنع القرار الإخوانية، كان يفترض تصدره المشهد بعد عزل محمد مرسى، أو على أقل تقدير كان قد ظهر ضمن صفوف التحالف الإخوانى لدعم ما يسمونه بالشرعية.

لكن الرجل اختفى عن المشهد تماما، حتى إنه سقط من ذاكرة كثيرين، لكنه وللعجب ظهر فجأة فى أثناء لقاء الممثلة العليا للسياسة والأمن بالاتحاد الأوروبى، كاترين آشتون، بممثلى الإخوان محمد على بشر وعمرو دراج أول من أمس. وهو ما يدعو إلى التساؤل لماذا ظهر الآن عبد الغفور؟

كان مساعد الرئيس اختفى خلال الفترة الماضية، ومنذ عزل مرسى بينما لم يظهر أبدا إلا على استحياء فى مناسبتين إحداهما فى أثناء اعتصام أنصار الرئيس المعزول بإشارة رابعة العدوية، والثانية خلال المظاهرات الإخوانية التى أطلق عليها الطوفان، ثم كان الظهور الثالث بأحد فنادق القاهرة فى أثناء مقابلة آشتون.

ولا شك أن مسيرة عبد الغفور السياسية خلال الفترة الماضية، أثارت عديدا من علامات الاستفهام. فالرجل الذى كان على رأس حزب النور السلفى بعد تأسيسه عقب ثورة 25 يناير، سرعان ما استقال من الحزب ليعلن عن تحالفه مع المرشح السابق لرئاسة الجمهورية حازم صلاح أبو إسماعيل، حيث أعلنا أمام وسائل الإعلام عن تأسيس حزب جديد يحمل اسم «الوطن».

ولكن ليس كل ما يتمناه المرء يدركه، فبعد أيام قليلة من إعلان أبو إسماعيل تحالفه مع «الوطن» من خلال تحالف أطلق عليه آنذاك «التحالف الإسلامى» وكان يضم 7 أحزاب جميعهما ذات مرجعية سلفية، لم يجد عبد الغفور مفرا من الانفصال بحزبه على أثر رغبة أبو إسماعيل فى الهيمنة على التحالف.

ولا يبدو أن عبد الغفور قد أضاع الوقت كثيرا. حيث بالارتماء فى أحضان الإخوان، بعد أن تأكد من أن قواعده فى أوساط السلفيين بدأت تترنح، وأنه لا خيار أمامه إلا أن يكون داخل عباءة الجماعة، حتى يتمكن من الحصول على مكاسب سياسية تمكنه من مواصلة الطريق وعدم السقوط، ومن ثم لا يشمت فيه أصدقاء الأمس، ولكن جاءت الرياح بما لا تشتهى السفن، وخرج المصريون ليعلنوا عن رفضهم لنظام الإخوان الفاشى بعدما قاموا بثورة 30 يونيو التى جسدت عراقة وأصالة هذا الشعب ليختفى عبد الغفور طيلة الفترة الماضية، ثم يظهر مجددا فى أثناء اللقاء الذى جمعه وعمرو دراج ومحمد على بشر بممثلة الاتحاد الأوربى كاترين آشتون.

ويشار إلى أن عبد الغفور لم يكن يصل إلى موقف مساعد الرئيس المعزول محمد مرسى لملف الواصل المجتمعى، إلا بعد أن تم استقطابه من قبل رجل الجماعة القوى المهندس خيرت الشاطر ليشق به صفوف الدعوة السلفية التى كانت بمثابة شوكة فى حلق الإخوان.

المتخصص فى شؤون الحركات الإسلامية الدكتور أحمد الشوربجى، قال من جانبه إن رئيس حزب الوطن الحالى الدكتور عماد عبد الغفور فقد جزءا كبيرا من قوته ونفوذه بعد خروجه من حزب النور الذى يمثل الدعوة السلفية، بعد أن كان أحد المؤثرين داخل الدعوة، لكنه وبعد أن خرج من الحزب السلفى فقد البيئة التى يمكنه أن يؤثر فيها، كما أنه فشل فى استقطاب قواعد «النور» بعد أن غادرته، وعليه ضعف مركزة السياسى، بينما أن القوى التى كان يتمتع بها وحزبه «الوطن» كانت نابعة فقط من وجوده فى السلطة.

الشوربجى أضاف أنه بعد ثورة 30 يونيو وجهت له الضربة القاضية مما دفعه إلى الاختفاء لأنه لم يعد مؤثرا أو له وجود حقيقى فى المشهد السياسى، وذلك على عكس حزب النور الذى ظل موجودا على الساحة، معتبرا ظهوره فى الوقت الحالى ما هو إلا محاولة للوجود فى العمل السياسى مرة أخرى.

 

الدستور الاصلى

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى