الأخبار

جاءني الوحي من السماء

 

319

الرئيس الراحل طالب بتسليم إسرائيل سانت كاترين وجبل موسى والعريش لمصر لإثبات حسن النية مقابل تشيد معبدًا ومركزًا للمؤتمرات بيجن كان يخشى شن مصر حربًا بعد كامب ديفيد.. والسادات: إذا قامت سيكون شارون هو الداعي لها   أماطت صحيفة “ذا بوست” الإسرائيلية اللثام عن تفاصيل جديدة تتعلق بمفاوضات السلام التي أبرمتها مصر مع إسرائيل في عام 1979 وقالت الصحيفة تحت عنوان: “وثائق تنشر للمرة الأولى: الوجه الحقيقي لأنور السادات” إن الوثائق التي أفرجت عنها الحكومة الإسرائيلية مؤخرًا تتضمن مئات الصفحات التي تسجل جلسات الحكومة والاتصالات مع الجانب الأمريكي، وبرقيات دبلوماسية ومحادثات بين مسئولي الأطراف المشاركة ومن بينهم وزير الخارجية وقتها موشي ديان ووزير الدفاع عزرا فايتسمان. ووفقا للوثائق ـ التي أوردت الصحيفة مقتطفات منها ـ فإن رئيس الوزراء الإسرائيلي مناحم بيجن كان يخشى من اندلاع الحرب مع مصر في المستقبل، وقال للرئيس الراحل أنور للسادات “غدًا سنوقع معا معاهدة السلام، وسيأتي شخص آخر غدًا ويقنع الشعب المصري بإلقاء إسرائيل في البحر”. ورد عليه الرئيس المصري الراحل “وماذا عما يتعلق بكم؟، غدا أيضًا من الممكن أن يأتي (آرييل) شارون، (الذي أصبح رئيسًا للوزراء فيما بعد) الذي يدعو دائمًا للحرب”، ورد بيجن بأن “شارون شاب طيب ولن يفعل ذلك”.      ووفق الصحيفة، فإن السادات لم يطلب دولة مستقلة للفلسطينيين ولم يطالب بتقسيم القدس، مشيرة إلى لقائه مع عزرا فيتسمان وزير الدفاع آنذاك في فندق الملك داوود بالقدس، أصر فيه الأخير على بقاء القدس موحدة تحت حكم إسرائيل. إلا أن السادات أكد أنه لابد من وجود بلدية عربية في القدس؛ موضحًا أنه هناك “700 مليون مسلم حول العالم، ومن حقهم أن يروا علمًا إسلاميًا يرفرف في أماكنهم المقدسة، لا يعنيني أي علم، سواء كان أردنيًا أم لا”. وأشارت الصحيفة إلى أنه في صيف 1978 دخلت العملية التفاوضية بين مصر وإسرائيل في طريق مسدود هدد بالقضاء عليها. وفي محاولة للخروج من تلك الأزمة اقترحت إسرائيل عقد قمة بين بيجن والسادات، وكان الرد المصري مفاجأة وهو أن الرئيس المصري لن يصافح رئيس الحكومة الإسرائيلية حتى يخرج كل جندي إسرائيلي من الأراضي العربية المحتلة، لافتة إلى أن الأمر سبب صدمة لموشي ديان وجعله يتساءل: لماذا أتى إذن السادات للقدس؟. وذكرت أن السادات طالب قبل توقيع المعاهدة بلقاء فيتسمان سرًا، وفي هذا اللقاء أراد بعث رسالة لإسرائيل؛ وهي أنه يريد بكل معنى الكلمة أي بخروج الإسرائيليين من الأراضي العربية المحتلة، الأمر الذي أغضب بيجن. وأشارت إلى أن السادات لم يطلب من إسرائيل الاعتراف بدولة فلسطينية وإنما حكم ذاتي مستقل لهم، في حين أن السادات كان يرفض أن تحكم منظمة التحرير الفلسطينية في مرحلة مبكرة لمفاوضات السلام، ووافقت إسرائيل على حكم ذاتي بالضفة الغربية وقطاع غزة، لكن تحت سيادته، إلا أنه أراد أن تنتقل السيادة لعنصر عربي أي كان هو، سواء أردني أو مصري. وبموجب الوثائق، فإن السادات قال إنه يريد سلامًا شاملاً، وقال إنه في التراث المصري هناك مثل عن عدم قدرة كبير العائلة على إهمال أي ابن من أبنائه، مقترحًا قوة مشتركة من رجال الشرطة، عرب وإسرائيليون. وذكر أنه مستعد لإرسال جنود مصريين ومشاركة الأردن في محادثات تتعلق بالانسحاب الإسرائيلي من الضفة الغربية، قائلاً “أنا مستعد لدخول الملك حسين للمفاوضات، لكنني سأستمر حتى إذا لم يشارك بها”.   ولفتت الصحيفة إلى أن الولايات المتحدة لم تكن تفهم الرئيس السادات بشكل صحيح في البداية، وأبلغ وولتر مونديال نائب رئيس الولايات المتحدة وقتها سمحا دينيس سفير إسرائيل بواشنطن أن الرئيس المصري أبعد ما يكون عن شخصية الملاك”، الأمر الذي دفع ديان إلى التأكيد بأن السادات “غير مستعد لصنع السلام مع إسرائيل”. وأشارت إلى أن مونديال اتهم السادات بأنه ذو ميول متقلبة وأنه إذا تسجل المفاوضات بين القاهرة وتل أبيب تقدمًا ملحوظًا، فإن الرئيس المصري سيقوم بمنعطف خطيرة ويتقرب من الاتحاد السوفييتي ومنظمات المقاومة الفلسطينية أو العالم العربي.  وذكرت أنه “تبين بعد ذلك خطأ التصورات الأمريكية”؛ مضيفة أن الرئيس الإسرائيلي الأسبق يتسحاق نافون أجرى سلسلة من اللقاءات مع نظيره المصري، وكشف له الأخير في أحد تلك اللقاءات أن أثناء فترة سجنه قبل اندلاع الثورة عام 1952 قبل سنوات طويلة من تعيينه رئيسا لمصر، “جاءه وحي بأن المسئولية ألقيت عليه لإحلال السلام، وشعر أنها رسالة إلهية”. ووفقا للوثائق اقترح السادات في محاولة من الأزمة التي تعرضت لها المفاوضات في صيف 78، تسليم إسرائيل سانت كاترين وجبل موسى، والعريش لمصر، كدليل على حسن النية، وفي المقابل يقيم الرئيس المصري مركزا لمؤتمرات السلام ويشيد فيه معبدًا.

المصريون

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى