الأخبار

«جبل المر».. من هنا خرج الإسرائيليون مهزومين ومنكسرين

جبال شاهقة الارتفاع ووديان فسيحة متسعة يشطرها طريق ضيق إلى نصفين، يصل بين شمال سيناء وجنوبها، وفى جانب منزوٍ فى الصحراء، يظهر مبنى هرمى الشكل، محاطاً بأسوار شائكة، وأمامها تستقر مدرعات ودبابات زيتية اللون، هذا كل ما تبقى من معركة «جبل المر» والسيطرة على مركز القيادة بممر «متلا»، الواقع فى قلب شمال سيناء.

«محسن»: ترجع أهمية المعركة إلى أن المكان كان يؤثر على الأهداف الحيوية فى قناة السويس

هنا كانت تدار المعركة فى سيناء، تصدر كل الأوامر للقوات الإسرائيلية لمواجهة المصرية، وآخر قلاع الكيان الصهيونى التى سقطت بعد معركة عنيفة، حيث توقف عندها تقدم القوات المصرية وتوقفت معها المعارك، ولجأ الرئيس الراحل أنور السادات للحل السياسى التفاوضى عبر معاهدة السلام.

سعادة كبيرة ترتسم على وجه الجندى المرابط على بوابتها، تلك البقعة التى قلما تستقبل زيارات سياحية، نظراً لموقعها المنزوى فى الصحراء فى ذلك الطريق الضيق الواصل لمدن بشمال سيناء تفرض عليها إجراءات أمنية شديدة نظراً للحرب بين الجيش والإرهابيين.

بنايات خرسانية الحوائط، تغوص فى الرمال، مملوءة بالغرف، ومكاتب، كانت تحتوى على قيادة أسلحة وأذرع جيش إسرائيل، يقول مسعد ممدوح، مجند بالمنطقة، إن تلك هى النقطة القوية التى كانت تدير منها إسرائيل الحرب فى أكتوبر، وإن هناك مبنيين؛ واحد بالجزء الشرقى من الموقع وهو للقيادة ومكاتب الأسلحة، وآخر فى الغرب يضم مطعماً ومستشفى ومبيتاً للجنود.

داخل تلك الحصون ذات الحوائط الإسمنتية، ترتكز بعض المجسمات لعساكر العدو، تشرح شكل العمل داخل تلك النقطة القوية بمتلا، ويقول «ممدوح» إن تلك الحوائط صممت فى إسرائيل ونقلت إلى هنا لتشكل ذلك المبنى تحت الرمال، بجانب أنهم صنعوا فتحات فى جوانب المبنى لتمكنهم من الهرب حال الهجوم عليهم.

أحمد محسن، ملازم أول بالقوات المسلحة، يتولى مسئولية قيادة ذلك الموقع منذ عام ونصف العام، يقول إن تلك المنطقة وذلك الطريق الذى يشق الصحراء دارت فيه معركتان؛ إحداهما للاستيلاء على مقر القيادة هنا، والآخر لتحرير جبل المر، الذى ظل تسيطر من فوقه قوات العدو على المنطقة من خلال إلقاء الدانات والقذائف.

«محسن» يقول إن المعلومات عن المعركتين شحيحة للغاية، وإن المعركة بدأت يوم 9 أكتوبر، وتمت محاصرتهم ليوم كامل، من خلال اللواء الخامس مشاة ميكانيكا، وتم الاستيلاء عليه فجر العاشر من أكتوبر، وهو نفس الموعد الذى تم الاستيلاء فيه على عيون موسى.

ويضيف أن أهمية المعركة جاءت من أن المكان هنا كان يؤثر على الأهداف الحيوية فى قناة السويس، خصوصاً أنه لا يفصلها عن المجرى الملاحى سوى 13 كيلو، وتلك الأهمية دفعت العدو للقيام بعدد من العمليات بعد الاستيلاء عليه لمحاولة استعادته أكثر من مرة ولكن الجنود أحبطوا كل الهجمات المضادة.

كانت المعركة، حسب «محسن»، مفاجئة للجميع، حيث كان من المقرر، حسب خطة الرئيس السادات، الاستيلاء على عشرة كيلومترات شرق القناة، ولكن الهجوم تطور، ووصلوا لتلك النقطة التى تبعد للداخل بمسافة 3 كيلو، ما دفع قيادة الموقع، بعدما يئسوا من المقاومة، للانسحاب إلى داخل سيناء وترك الموقع بكامل معداته للقوات المصرية.

ويقول «محسن» إن مركز القيادة كان آخر نقطة وصلت لها القوات المصرية، وإن المكان تركته القوات الإسرائيلية بكامل هيئته ومعداته حتى مولدات الكهرباء تركوها ومتعلقاتهم الشخصية وأسلحتهم الخفيفة تركوها وفروا هاربين.

الوطن

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى