الأخبار

عالم آثار: الكتابة المصرية القديمة تجسيد حي للغة القرآن

Untitled-1_2013121192220

القاهرة –

أكد الدكتور عبد الرحيم ريحان الباحث الأثري أن الكتابة المصرية القديمة تعد تجسيدا حيا للغة العربية مستندا إلى كتاب (سر اللغة المصرية القديمة) للأثري عادل عبد الحليم مدير عام المنافذ الأثرية بمطار القاهرة.

وقال ريحان فى تصريح له، اليوم الاثنين، إن العديد من الكلمات التي استخدمها المصري القديم للتعبير عن متطلبات الحياة اليومية ذكرت في القرآن لتعبر عن نفس المعنى القديم واللغة بصفة عامة قد أنعم الله بها على البشر كمادة خام مثل كل المواد الخام الحديد والنحاس والبترول وترك للإنسان حرية تشكيل هذه المادة واستخدامها .

ويستشهد الدكتور ريحان بتفسير الآية الكريمة “وعلم آدم الأسماء كلها ثم عرضهم على الملائكة فقال أنبئونى بأسماء هؤلاء إن كنتم صادقين” البقرة 31 بأن هذه الأسماء هي علامات مستوحاة من البيئة البدائية عرضها سبحانه وتعالى على آدم أبو البشر ثم علمه صوت كل علامة من تلك العلامات.

ونوه بعظمة القرآن ولغته من خلال هذه العلامات التى تعلمها آدم أبو البشر وبدأ الناس في تكوين الكلمات من خلال الصفات التي تحملها كل علامة من العلامات المجسدة لأن الله أنعم على خلقه بحروف اللغة وأصواتها كمادة خام .

وأوضح الدكتور ريحان أن القرآن فك رموز اللغة المصرية القديمة قبل شامبليون بحوالى 1250 عاما ويتضح ذلك فى سورة القلم ” ن والقلم وما يسطرون” القلم1 وقد أقسم سبحانه وتعالى بحرف النون وهذا الحرف فى اللغة المصرية القديمة على شكل موجة ويرمز إلى الماء أو السائل الذى يمثل مادة الكتابة (المداد).

ويقسم سبحانه وتعالى بمادة الكتابة التي تتمثل فى السائل (حرف النون) وأداة الكتابة وتتمثل فى القلم أما الكتابة نفسها فتتمثل فى قوله تعالى ” وما يسطرون”

وقد وردت كلمة ذا النون فى سورة الأنبياء آية 87 على أنه صاحب البحر أو الماء وليست صاحب الحوت التي ارتبطت بنبى الله يونس وهذا المداد أيضا ارتبط بكلمات الله فى القرآن الكريم ” قل لو كان البحر مدادا لكلمات ربى لنفد البحر قبل أن تنفد كلمات ربى ولو جئنا بمثله مددا” الكهف 109.

وقال الدكتور عبد الرحيم ريحان الباحث الأثري إن حروف اللغة العربية وجذورها فى الكتابة المصرية القديمة مثل حرف الألف فى اللغة المصرية على شكل طائر العقاب ملك الطيور له منقار معقوف ومخالب حادة ويرمز للقوة وصفات هذا الحرف القوة والعظمة والعلو والزعامة والقيادة والسيطرة وحرف الميم يصور على شكل طائر البوم ومن صفاته يعبر عن الكائن الحى أو الإنسان بصفة خاصة أو الشخص المنقاد.

وأضاف أنه إذا دخل حرف الألف على الميم فى كلمة (أم) تعنى قاد أو تزعم فهناك قائد وهناك منقاد ومن هنا جاءت صفة النبي الأمي فى سورة الأعراف 157 بأنه القائد أو الراعي أو المربى وليس المعنى الظاهري فقط وهو من لايقرأ أو يكتب، وكذلك كلمة (فك) فى اللغة المصرية تعنى تفرق أو تحرر أو هرب وترمز الحية لحرف الفاء والسلة لحرف الكاف ووردت في القرآن ” فك رقبة” البلد 13 وعندما نعكسها (كف) تأتى بمعنى منع أو غطى أو حجز ، وهو الذى كف أيديهم عنكم “الفتح 24 .

وأوضح الدكتور ريحان أن حرف الباء يأخذ شكلين الأول شكل قدمين متلاصقين والثاني شكل صندوق حجري مربع الشكل ذو غطاء حجري وصفاته التوحد والتجمع والإخفاء والتآلف ويتضح ذلك من التصاق القدمين وارتباط الغطاء بالصندوق وصوت كلمة باء فى المصرية تعنى رجع وعاد أفمن اتبع رضوان الله كمن باء بسخط من الله ” آل عمران 162 .

وأشار إلى أن صوت كلمة (بتر) فى المصرية يعنى قطع و(بطر) تعنى رفض و(بث) تعنى نشر أو فرق أو أظهر و(بحث) تعنى فتش أو اجتهد و(بخل) تعنى منع و(بدا) تعنى ظهر وقد وردت فى سور الكوثر 3 ، القصص 58 ، الأنفال 47 ، البقرة 164 ، الشورى 29 ، الجاثية 4 ، يوسف 86 ، الأعراف 160 ، المائدة 31 ، محمد 38 ، آل عمران 180 ، النساء 37 ، وحرف التاء أو الطاء على شكل رغيف من العجين مستدير الشكل صفاته الليونة والتمدد.

ولفت الدكتور ريحان إلى كلمة (تخن) بمعنى عظم وكلمة (طرى) بمعنى لين أو ضعيف “لتأكلوا منه لحما طريا النحل 14 و(طاف) بمعنى دار وحام ولف في سورة القلم 19 الطور 24 البقرة 158 الواقعة 17.

وقال الدكتور عبد الرحيم ريحان الباحث الأثري إن كلمة (طفل) تعنى صغير و(تم) تعنى اكتمل و(طمس) تعنى غطى و(تاه) تعنى ضل ” يتيهون فى الأرض” المائدة 26 وحرف الثاء على شكل حبل تنتهى أطرافه بحلقتين للتقييد والتثبيت ويتصف بالتقييد والإعاقة فنجد كلمة (ثبت) أو (تبت) بمعنى شدد أو قيد أو عاق ” ويثبت به الأقدام” الأنفال 11 ” يثبت الله الذين آمنوا” إبراهيم 27 البقرة 250 الرعد 39 الإسراء 74 .

وأضاف أن حرف الجيم في المصرية على شكل سلاح فأس أو بلطة من المعدن وبه فتحة لتثبيت اليد وصفاته الحدة والقطع والتمزيق فنجد (جاء) بمعنى أدرك أو فاجأ إذا جاء أحدكم الموت” الأنعام 61 ، النساء 43 الأنعام 61 ، مريم 23 ، الحديد 14 و(جب) تعنى بئرفى سورة يوسف 10 و(جذ) تعنى جزء أو قطعة ” فجعلهم جذاذا إلا كبيرا لهم” الأنبياء 58 ، هود 108 ، القصص 29 و(جر) أو (كر) بمعنى سحب أو أعاد أو اتبع الأعراف 150 ، البقرة 167.

ويؤكد الدكتور ريحان أن أحد علماء الآثار العرب لو تمعن فى آيات القرآن الكريم جيدا ودرس اللغة المصرية القديمة لتمكن من فك رموزها بسهولة قبل شامبليون لأن اللغة العربية هي اللغة التي اختارها سبحانه وتعالى لخلقه في مشارق الأرض ومغاربها ” تبارك الذى نزل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيرا ” الفرقان 1 ” إنا أنزلناه قرآنا عربيا لعلكم تعقلون ” يوسف2 .

وخلص الدكتور ريحان إلى أن اللغة العربية ليست لغة العرب فقط بل يجب أن يتعلمها كل البشر لأنها اللغة التى اختارها سبحانه وتعالى لتكون لغة القرآن الذى أنزل للناس كافة وليس للعرب فقط.

(أ ش أ)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى