الأخبار

3 مرات فُرضت الطوارئ

52

 

 

 

أعلن الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، حالة الطوارئ في البلاد، عقب سلسلة من الهجمات الإرهابية تبناها تنظيم داعش، أسفرت عن مقتل ما لا يقل عن 120 شخصًا.

وأشار هولاند بأصابع الاتهام إلى تنظيم الدولة وقال إن “تنظيم داعش شن عمل حربي في باريس”، ثم أعلن الحداد الوطني على ضحايا الحادث مدة ثلاثة أيام.

واتخذت فرنسا حزمة إجراءات أمنية تخولها حالة الطوارئ وهي وضع قيد الإقامة الجبرية للأشخاص الذين يشكلون خطرا والإغلاق المؤقت لقاعات الحفلات وأماكن التجمعات والقيام ”بمداهمات إدارية”، إلغاء الأنشطة المدرسية والجامعية والرحلات في العاصمة الفرنسية، بالإضافة إلى حث المواطنين في باريس البقاء في منازلهم وعدم الخروج وانتظار تعليمات السلطات الفرنسية.

وبموجب حالة الطوارئ تم إغلاق برج إيفل لأجل غير مسمى، وحظر أي مظاهرات عامة في باريس والمناطق المحيطة بها حتى يوم الخميس المقبل.

ولا تعتبر هذه هي المرة الأولى التي تفرض فيها السلطات الفرنسية حالة الطوارئ، فقد سبق لها أن أعلنت حالة الطوارئ مرتان، الأولى أثناء ثورة التحرير الجزائرية تحديدًا عام 1955، والثانية كانت في القرن الحادي والعشرين إثر ما يعرف بـ “اضطرابات فرنسا” عام 2005.

1- فرض الطوارئ في ثورة الجزائر

صادق البرلمان الفرنسي ممثلًا في الجمعية الوطنية الفرنسية الغرفة الثانية من البرلمان على فرض حالة الطوارئ أثناء قيام ثورة التحرير الجزائرية ضد الاحتلال الفرنسي، وكانت هذه هي المرة الأولى التي فُرضت فيها حالة الطوارئ في فرنسا. وجدير بالذكر أن الثورة الجزائرية استمرت نحو 7 سنوات؛ سقط فيها نحو مليون ونصف جزائري بعد عمليات مسلحة شنها الثوار ضد المستعمرات الفرنسية، استمرت هذه المواجهات حتى حصلت الجزائر على استقلالها بموجب اتفاقية ايفيان عام 1962.

2- اضطرابات فرنسا عام 2005

بدأت موجة الاضطرابات التي استمرت نحو 23 يومًا، بعد مقتل شاببين أحدهما من الجالية العربية في ضاحية قرب باريس، وذلك بعد مطاردة من الشرطة الفرنسية، تفجرت بعدها أعمال عنف قام بها مئات الشباب المحتجين على مقتل الشابين بعد مطاردة من الشرطة الفرنسية -وهو ما تنفيه- ورشقوا الأمن بالحجارة وقنابل المولوتوف وردت الشرطة بإطلاق الرصاص المطاطي، ساهم في ذلك انتشار شائعة أن الشرطة ألقت قنبلة غاز مسيل للدموع داخل أحد المساجد.

في محاولة منه لحل الأزمة، دعا الرئيس الفرنسي -وقتها- جاك شيراك إلى تهدئة الأمور وضبط النفس، إلا أن موجة العنف امتدت إلى ضواحي متعددة قرب باريس، وهو ما استدعى السلطات لفرض حالة الطوارئ بعد 12 ليلة من أعمال العنف، وأعلنت فرنسا فرض حالة الطوارئ في الضواحي الفرنسية التي عمّها العنف. والجدير بالذكر أن فرض حالة الطوارئ كان يستند إلى القانون الذي صادق عليه البرلمان الفرنسي إبان ثورة التحرير الجزائرية 1954.

كانت نتائج هذه الموجة إحراق نحو 9 آلاف سيارة وعشرات المباني، وإصابة العشرات بجروح، والحكم على قرابة 400 شخص بالسجن.

3 – هجمات باريس 2015

ووقع مساء أمس الجمعة، ست عمليات إرهابية في العاصمة باريس راح ضحيتها ما لا يقل عن 120 شخصًا، وأعلنت فرنسا فرض حالة الطوارئ بنفس القانون الذي صادق عليه البرلمان الفرنسي في خمسينات القرن الماضي. ويمكن فرض حالة الطوارئ في البلاد في حالة الخطر الذي يستهدف الأمن القومي للبلاد.

ماذا تعني إعلان حالة الطوارئ؟

بحسب إذاعة مونت كارلو الدولية فإنه بموجب إعلان حالة الطوارئ في فرنسا يمكن للمحافظ منع حركة الأشخاص أو الآليات ضمن الأماكن أو خلال الأوقات المحددة في مرسوم خاص. كما يسمح بتشكيل نقاط أمنية تخضع فيها الإقامة لضوابط ونظم خاصة، أو تمنع كلياً إقامة كل شخص من شأنه أن يعيق بشكل أو بآخر عمل السلطات المحلية.

كما يتم إغلاق الأماكن العامة والمسارح والمكتبات والمقاهي وقاعات الاجتماع والبلديات وهو ما تم صباح اليوم السبت. وفي بعض الحالات الخاصة جداً تخوّل حالة الطوارئ السلطات الوطنية فرض نوع من الرقابة على الصحافة والمنشورات كما على برامج الراديو ومحتوى دور السينما والعروض المسرحية.

وتضيف مونت كارلو، يمكن لهذا الإعلان أيضاً تجريد القضاء من حقوقه المتعارف عليها، فتحوز السلطات الإدارية على صلاحيات للتفتيش ليلاً نهاراً، وتطلق يد القضاء العسكري للتحقيق في شؤون من خارج صلاحياته المتعارف عليها.

 

مصراوي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى