الأخبار

الأمن يكشف شفرة اتصالات الإخوان بالمحافظات

89

 

كشف مصادر أمنية مطلعة لليوم السابع تفاصيل شفرة الإتصالات السرية لجماعة الإخوان بعد سقوط قياداتها، وآخرهم القيادى البارز محمد البلتاجى، تشير إلى احتمالية العودة إلى العمل السرى تحت الأرض، فأوضاعها الراهنة، تؤكد أن الجماعة فى الرمق الأخير، على المستويات الشعبية والسياسية والتنظيمية.

وأضافت المصادر أن هذه الأزمة يدركها قياديو الجماعة، من الصف الثانى، بعد الضربات الأمنية الواسعة والموجعة التى تلقتها وانتهت إلى القبض على معظم قيادات الصف الأول.

وأوضحت المصادر انه لا يعد أساليب العمل السرى شيئًا غريبًا على جماعة الإخوان، فقد تأسست الجماعة منذ بدايتها على فكرة التنظيمات السرية، وبالتالى لن تجد مشقة فى العودة من جديد إلى أساليب التواصل بين قياداتها وباقى اعضائها فى الخفاء.

أحد القيادات الشابة المنشقة عن الجماعة – طلب عدم ذكر اسمه – يقول: عقب إلقاء القبض المتتالى على قيادات مكتب الإرشاد وأعضاء المكاتب الإدارية بالمحافظات فإن الجماعة لم تعد تنتهج نهجا منظما ومعدا له مسبقا، وحينما ننتهى من الفاعلية نتفق على موعد المناسبة القادمة مباشرة، وما لم يتم الاتفاق عليه يتم التحدث فيه من خلال «فيسبوك».. لكننا لا نعتمد عليه بشكل أساسى لأنه قابل للاختراق وخاضع للمراقبة.

ويضيف «بعد انفصال معظم أفراد الجماعة بالمحافظات عن القيادات المركزية أصبحت كل محافظة تتفق على فاعليتها من خلال الشُعب المنتشرة بالمحافظة بعيدا عن القيادات المعروفة للجميع حتى لا تتعرض لمخاطر القبض عليها».

كما يتم التواصل بشكل مباشر دون استخدام الهاتف خوفًا من تحديد أماكن المتصلين، كما أن نشطاء الجماعة يتجنبون الآن استخدام وسائل الاتصال المختلفة ويغيرون مكان إقاماتهم بصفة منتظمة ويحاولون التوارى وسط الحشود لمواجهة ما يعانون من «قمع».

أساليب العمل السرية التى لجأ إليها شباب الجماعة تفاديا للحملة الأمنية الموجهة إلى القادة لم تختلف عن أساليب العمل فى فترات الحظر قبل ثورة يناير وفقا لما يراه الخبير الأمنى اللواء ثروت جودة وكيل جهاز المخابرات السابق، الذى قال إن الاستراتيجية الجديدة للإخوان ستعتمد على إعادة تشكيل لجانها بطريقة سرية والبحث عن قيادات جديدة ووجوه غير معروفة للأمن بعد اعتقال أغلب القيادات الكبرى واختفاء عدد آخر منهم.

ويضيف «جودة» تتبع الجماعة حاليا أسلوب التفاعل من أسفل قاعدة الهرم من الأسر الإخوانية والتى لا يزيد عدد أعضائها على 7 أفراد عليهم نقيب يتواصل مع الشعبة التى تعتبر أصغر الوحدات الإدارية فى الهيكل التنظيمى للجماعة وتنتشر الشعبة فى القرية أو الحى ولها رئيس شعبة يتواصل بدوره مع رئيس المنطقة التى تعمل فى نطاقه.

ويتعامل رئيس المركز بدوره مع أمين عام المكتب الإدارى الذى يعمل فى حدود المحافظة ويتم اختياره من قبل مكتب الإرشاد العام وله مجلس شورى خاص بالمحافظة.

ويحدد «جودة» ثلاث وسائل للتواصل فيما بين تلك القطاعات الإدارية، مشيرا إلى أن الزيارات والمقابلات الشخصية فيما بين أعضاء الأسر والشعب والمناطق داخل المحافظة الواحدة تعتبر الوسيلة الأولى باعتبارها الوسيلة الأكثر أمانا وأقل إختراقا، بينما تأتى الاتصالات الهاتفية باستخدام شرائح جديدة من خطوط الشبكات المحلية ويتفادى فيها المتحدثون الكلمات العامة خوفا من المراقبة وبعد الانتهاء من المكالمة يتم التخلص من الشريحة وشراء غيرها بالإضافة إلى التغير الدائم لأماكن اجراء الاتصالات.

أما ثالث الخطوات من وجهة نظر «جودة» فهى التواصل عبر موقعى التواصل الاجتماعى فيسبوك وتويتر من خلال الصفحات الموالية للجماعة مثل صفحات حزب الحرية والعدالة التى يتجاوز عددها 100 صفحة خاصة بالحزب فى جميع المحافظات والمدن والمركز وأيضًا مجموعات التفاعل السرية المنتشرة على الفيس بوك، أو التواصل باسماء وحسابات مستعارة من خلال صفحات لا تنتمى للجماعة وهى من اساسيات عمل الكتائب الالكترونية للجماعة.

ويشير «جودة» إلى أن القبض على عدد من قيادات الصف الثانى وأفراد المكاتب الإدارية أربك تحركات الجماعة، مضيفا فى هذه الفترة ايضا يتولى التواصل شخصيات محسوبة على التيار السلفى وغير منتمية للإخوان تقوم بالتوجيه والتمويل فى عدد من المحافظات.

الخبير الأمنى محمود قطرى يرى أن القبض على أعضاء المكاتب الإدارية من مختلف المحافظات أصاب الجماعة بعجز واضح لأنها تعتبر حلقة الوصل بين مكتب الإرشاد وقواعد التنظيم، مشيرا إلى أن الجماعة من دون المكاتب الإدارية كأنها تعمل من غير «مخ».

ويقُسّم العميد السابق بوزارة الداخلية طرق التواصل إلى قسمين واحدة بين افراد التنظيم والقيادات الميدانيين الذين لم يطالهم الحبس بعد وأخرى بين القيادات الهاربة والقيادة الميدانية، مؤكدا أن التواصل من خلال اللقاءات المباشرة والزيارات هى أهم وسائل الاتصال بين افراد التنظيم وبعضهم.

وكذلك التواصل من خلال الكوادر والأفراد غير المعروفين بالنسبة للأجهزة الأمنية وهؤلاء ينقلون رسائل من القيادات إلى أفرد التنظيم، مشيرا إلى أن التنظيم المحكم هو أعز ما تملكه جماعة الإخوان وهو ما يستوجب على الأجهزة الأمنية زرع أفراد ومرشدين لاكتشاف هؤلاء لأنهم بمثابة أحد أهم طرق التواصل الآن.

ويذهب «قطرى» إلى أن إيجاد وسيلة أخرى للتواصل بين أفراد الجماعة من خلال القنوات الفضائية الموالية لهم مثل: قناة الجزيرة والقدس واليرموك التى تبث فعاليات الجماعة والتى تقوم بالحشد والإعلان عن فعاليات الجماعة، كما أنها تقوم ببث رسائل عبر شريط الأخبار تكون عادية المعنى بالنسبة للمشاهد العادى لكنها بمثابة شفرة تقوم الكتائب واللجان الإلكترونية بحلها وتوصيلها إلى الأفراد، مشيرا إلى أن الفيديو الذى بثته قناة الجزيرة قبل يومين للقيادى بالجماعة الدكتور محمد البلتاجى قد يحتوى على رسائل لا يفهمها سوى أعضاء معينين بالجماعة يقومون بتوصيلها لباقى أفراد التنظيم.

ويوضح «قطرى» أن أهم وسيلة من وسائل التواصل بين القيادات المطاردة أو الهاربة والقادة الميدانيين هو هاتف الثرايا او الهواتف الفضائية المحمولة التى تعمل عبر نظام الأقمار الصناعية وتوفر اتصالات آمنة وتتيح استمرارية البقاء على اتصال مع الشبكة حينما تنقطع الخدمة عن الشبكات المحلية، ولا تتوافر لمستخدميها قاعدة بيانات معروفة يمكن تتبعها محليًا، وهو ما يجعلها ملاذا آمنا لقيادات الجماعة المطاردة أو تلك التى تخشى فرض نظام للتنصت على مكالماتها الهاتفية.

ويضيف أن محمود عزت المنوط به إدارة الجماعة حاليا مرشدًا عاما مؤقتا يتصرف بهدوء وبحكمة خوفا من انتهاء الجماعة لو انفرط عقدها اكثر من ذلك.

أما حسين عبدالرحمن المتحدث الإعلامى لحركة «إخوان بلا عنف» فيرى أن الخبرة الطويلة للجماعة فى العمل السرى تجعل لديها دراية متراكمة تحقق لها استمرارية البقاء حتى الآن رغم شدة الملاحقات الأمنية، فمن أساسيات العمل السرى على حد قوله هو وضع الخطط البديلة.

ويشير إلى أن مهمة إدارة الجماعة بعد القبض على قيادات الصفين الأول والثانى بحسب الخطة الموضوعة تقضى بتنحية القيادات المعروفة جانبا لتصعيد المهمة شباب الصف الثالث الممثلين فى أمناء الشعب لأنهم الأكثر دارية وتواصلا واحتكاكا مع باقى أفراد الجماعة.

ويضيف أن التواصل الآن من خلال فيسبوك وهناك صفحات إخوانية كل مهمتها إصدار بيانات مغلوطة لتشتيت الأمن وأخرى سرية يستقى من خلالها أفراد الجماعة تعليماتهم وطريقة عملهم لكنها تبقى طريقة ثانوية.

اليوم السابع

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى