الأخبار

من الاحتلال لـ”إعلان ترامب”.. القصة الكاملة لـ”هضبة الجولان” السورية

بعد 52 عاما من الأزمة بين سوريا وإسرائيل حول “هضبة الجولان المحتلة”، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أنه “حان الوقت” لتعترف الولايات المتحدة بسيادة إسرائيل عليها.

وكتب ترامب، في تغريدة عبر حسابه على تويتر: “بعد 52 سنة، حان الوقت للولايات المتحدة للاعتراف الكامل بسيادة إسرائيل على هضبة الجولان، التي تتسم بأهمية استراتيجية وأمنية بالغة الأهمية لدولتها والاستقرار الإقليمي”.

جاءت تلك التغريدة بعدما قال رئيس وزراء حكومة الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، إن بلاده ستبقي على هضبة الجولان السورية التي احتلتها عام 1967 إلى الأبد، ولفت مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي، في كلمة موجهة للأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، وفق وكالة “الأناضول” التركية للأنباء.

هضبة الجولان، تحد سوريا من الشرق والأردن من الجنوب وإسرائيل ولبنان من الغرب، وتطل على بحيرة طبرية، وتتبع إداريا محافظة القنيطرة منذ عام1967 ذلك التاريخ المرتبط باحتلال القوات الإسرائيلية لجزء منها، وذلك قبل إصدار قرار إسرائيلي بضمها في ديسمبر من عام 1981.

وترجع بداية أزمة “هضبة الجولان” السورية مع إسرائيل، عندما احتلها الجيش الإسرائيلي في التاسع من يونيو 1967، بما في ذلك مدينة القنيطرة التي عادت في اتفاق فك الاشتباك بين سوريا وإسرائيل بعد حرب 1973.

وفي عام 1981، أعلنت إسرائيل ضم أجزاء كبيرة من الجولان، الأمر الذي رفضه مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة في قراره 497 لسنة 1981، ونص  في فقرة منه: “يعتبر قرار إسرائيل بفرض قوانينها وسلطاتها وإدارتها في مرتفعات الجولان السورية المحتلة ملغياً وباطلاً ومن دون فعالية قانونية على الصعيد الدولي.”

وعقب رفض مجلس الأمن، وضع الاحتلال الإسرائيلي نقاطا عسكرية في الهضبة، أهمها حصن عسكري في جبل الشيخ على ارتفاع 2224 مترا عن مستوى سطح البحر، كما أقيمت قاعدة عسكرية جنوب الجولان.

وجرت مفاوضات بين سوريا وإسرائيل حول الوضع المستقبلي لمرتفعات الجولان؛ بدأت خلال محادثات ثنائية في مدريد في 1991، واستمرت بشكل متقطع حتى انهارت تماما في عام 2000.

وظلت رغبة إسرائيل في السيطرة الكاملة على الهضبة، فعقب اندلاع الحرب الأهلية السورية، ظلت “الجولان” بعيدة عن خط وقف إطلاق النار بين إسرائيل وسوريا، حتى 2013 حينما وصل القتال بين القوات الحكومية السورية وفصائل المعارضة المسلحة، إذ ردت إسرائيل بإطلاق نار بعد أن سقطت قذائف أطقتها المعارضة في الجولان، حسب ما أفادت “سكاي نيوز”.

وفي عام 2014 أصبح الجزء المحتل من هضبة الجولان الواقعة في بلاد الشام، وجهة ومزارا سياحي يقصده الإسرائيليون ليشاهدوا من خلاله الحرب القائمة بين “داعش” و”سوريا”.

وعام 2016، عقدت لأول مرة الحكومة الإسرائيلية اجتماعا لها في الجولان السوري المحتل، لتظهر مطالبات مرة أخرى  بالاعتراف بضم إسرائيل لهضبة الجولان السورية المحتلة، حيث أوضحت الإذاعة الإسرائيلية العامة (رسمية) عام 2017، إن نتنياهو كشف خلال حديثه مع الصحفيين الإسرائيليين المرافقين له خلال زيارته لواشنطن، أنه اقترح على ترامب فكرة الاعتراف بمرتفعات الجولان جزءا من دولة إسرائيل.

ورغم مرور الأعوام، لا تزال هضبة الجولان ذات أهمية بالنسبة إلى إسرائيل ولاسيما أنها تعاني نقصا مزمنا في المياه، وكذلك بالنسبة إلى سوريا خصوصا مع نهر “بانياس” الذي يغذي نهر الأردن، ونهر الحاصباني الذي ينبع في لبنان ويمر في الجولان قبل أن يصب في نهر الأردن.

الوطن

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى