قبل ما تكشف فى مستشفى «إمبابة العام».. خد معاك ملاية!

آلام شديدة داهمتها فى منطقة البطن، تحسست جنينها وهرعت مع والدتها إلى مستشفى «إمبابة العام» باعتباره الأقرب لمحل سكنها، هناك وقفت فى طابور كشف طويل أمام حجرة النساء والولادة، الزحام وعدم النظافة والروائح التى تنبعث من المستشفى جعلتها تنقبض ولا تتفاءل كثيراً، لكنها لم تكن تتوقع أنها عندما سيأتى دورها سيطلب منها الطبيب النوم على سرير ملوث بـ«دماء ولادة» للكشف عليها ومعرفة حالتها.

رفضت «ريهام» التى كانت تعانى من مخاض ولادة مبكر أن ترقد على السرير الملطخ بالدماء، حسب رواية والدتها سهير سيد، 52 عاماً: «المستشفى كلها من أول ما دخلنا وهى ريحتها وحشة، لكن آخر حاجة توقعناها إن سرير الكشف ملوث بالدماء يعنى ممكن ينقل عدوى ده غير إنه مسبب ريحة سيئة»، لم تجد «سهير» الحائرة بين صرخات ابنتها من الألم وعدم وجود مستشفى آخر قريب، سوى أن تحضر ملاءة سرير وتفرشها على السرير المتسخ: «قلت للدكتور إزاى يا دكتور عايزها تطلع على سرير مليان دم وبالمنظر ده، قالى إحنا مش بإيدينا حاجة نعملها، إحنا فى مستشفى حكومة ومش هنقوم ننضف السراير ورا كل مريض». وحسب السيدة الخمسينية فإنها كانت مجبرة على ذلك المستشفى لإجراء سونار لابنتها للاطمئنان على الجنين، مؤكدة أن ذلك هو حال كل المستشفيات الحكومية: «هما الغلابة مش بنى آدمين وحرام يتعمل فيهم كده»، لافتة إلى أنها رفضت تقديم أى شكوى تجاه الطبيب أو المستشفى: «أنا فرشت ملاية لبنتى واتصرفت لأنها كانت قرفانة تطلع على السرير وهو كله دم، المشكلة فى اللى معرفتش تتصرف وكشفت بالمنظر ده».

الوطن