منوعات

العالم ينعى الراحل الكبير.. والجثمان يصل «الأحد»

 

طالبت أسرة العالم الراحل، أحمد زويل، المواطنين، بدلاً من أن يدفعوا أموالاً فى نعى العالم الراحل، بتوجيه هذه الأموال لصالح مدينة زويل، ليتحول رحيل رئيس مدينة زويل للعلوم والتكنولوجيا، إلى قيمة مضافة للعلوم استكمالاً لمسيرته العلمية الحافلة، عقب ساعات من إعلان نبأ وفاته، فيما توالت ردود الفعل العالمية على رحيل العالم الحاصل على جائزة نوبل عام 1999.

مؤسسة «نوبل»: عبقرى العلوم.. والسفير البريطانى: إرثه سيستمر.. ومخرج يجهز فيلماً عن حياة الفائزين بـ«نوبل»: نابغ فى تعامله مع صدام الحضارات

وقال شريف فؤاد، المتحدث باسم مدينة زويل، إن جثمان الفقيد لن يصل القاهرة قبل الأحد المقبل تمهيداً لدفنه، وتشييع جثمانه فى جنازة عسكرية، وأشار إلى أن المدينة تمضى فى تحقيق النهضة العلمية لمصر من خلال المشروع القومى الذى خطا خطوات وصفها بـ«الواسعة» ليتكامل مع المراكز، والجامعات المصرية لتمثل قاطرة للبحث العلمى فى مصر. وأضاف «فؤاد»، فى بيان رسمى: «المدينة إذ تنعى الفقيد الكبير بقلوب يعتصرها الألم تؤكد أنها ستستمر فى مسيرتها العلمية ككيان قومى تسعى لنهضة مصر، ويعاهد طلابها وأعضاء هيئة التدريس، وكل العاملين بها، الشعب المصرى، على تحقيق حلم الفقيد الراحل المتمثل، فى مدينته، بأن يرى مصر من الدول المتقدمة علمياً، وأن نجاح المدينة فى تحقيق الهدف الذى أنشئت من أجله هى أعظم ما يمكن أن يقدم لروح العالم الجليل أحمد زويل».

من جانبه، أكد مسئول فى وزارة الخارجية، أن جثمان زويل سيصل مصر مساء الأحد المقبل على متن الخطوط التركية، حيث يغادر من مطار كاليفورنيا إلى مطار أسطنبول الدولى ويظل 6 ساعات ترانزيت حتى ينقل إلى مطار القاهرة حسب الإجراءات التى تم ترتيبها بما يلائم أسرة الفقيد.

وأوضح المسئول، لـ«الوطن»، أن مواعيد الخطوط التركية كانت الأنسب لنقل جثمان العالم الراحل أحمد زويل وأنه تم التواصل مع أسرته بشأن إجراءات نقله حسب ما يرغبون، بعد أن أصدر وزير الخارجية سامح شكرى توجيهاته إلى كلٍ من القنصلية العامة المصرية فى لوس أنجلوس والسفارة المصرية فى واشنطن بالتحرك الفورى من أجل تقديم كل التسهيلات لسرعة نقل جثمان الفقيد إلى أرض الوطن، والقيام بالاتصالات اللازمة مع السلطات الأمريكية وأسرة الفقيد من أجل إتمام تلك المهمة على أكمل وجه وبالشكل الذى يليق بمكانة وقيمة فقيد الوطن.

وأشارت وزارة الخارجية، فى بيان لها أمس، أن الاتصالات الأولية التى أجرتها القنصلية المصرية فى لوس أنجلوس تشير إلى أن زويل وافته المنية أثناء زيارة كان يقوم بها لابنته فى مدينة سان فرانسيسكو بولاية كاليفورنيا، وأنه على الفور تم نقل الجثمان إلى المركز الإسلامى فى مدينة لوس أنجلوس.

ونعى وزير الخارجية سامح شكرى ببالغ الحزن العالم المصرى، معرباً عن صادق المواساة باسمه وباسم جميع أبناء وزارة الخارجية لأسرة الفقيد وتلامذته ومحبيه، مؤكداً أن زويل كان وسيظل نموذجاً تقتدى به الأجيال فى إنجازاته العلمية التى توجت بفوزه بجائزة نوبل فى الكيمياء عام ١٩٩٩، ليصبح أول مصرى وعربى يفوز بهذه الجائزة الدولية المرموقة فى مجال الكيمياء، فضلاً عما تحلى به من قيم أخلاقية وإنسانية رفيعة، جعلت منه بحق خير ممثل لمصر فى مختلف المحافل الدولية.

«الرئاسى للتعليم» يناقش تخصيص منح دراسية باسم «العالم».. ووزير الخارجية: مكانته العلمية لم تثنه يوماً عن الانشغال بوطنه

وأضاف وزير الخارجية أن مكانة زويل العلمية على المستوى الدولى لم تثنه يوماً عن الانشغال بوطنه فى كل الأوقات، خاصة خلال السنوات الأخيرة، التى حرص فيها كل الحرص على أن يخرج مشروع مدينة زويل للعلوم والتكنولوجيا إلى أرض الواقع كصرح شامخ لأبناء مصر علماء المستقبل، ليحمل اسم هذا العالم الجليل الذى حفر اسمه بأحرف من نور بين رجالات مصر العظماء، وليظل ميراثه العلمى والأخلاقى والإنسانى حياً بيننا.

وفى محاولة لتخليد مسيرة «زويل» العلمية على المستوى المحلى، كشف الدكتور طارق شوقى، رئيس المجلس التخصصى للتعليم والبحث العلمى التابع لرئاسة الجمهورية، مناقشة اجتماع المجلس أمس لمقترح تخصيص منحة دراسية علمية لشباب الباحثين باسم زويل. ونعى الدكتور فاروق الباز، مدير مركز تطبيقات الاستشعار عن بُعد فى جامعة بوسطن الأمريكية، رحيل «زويل» قائلاً: «فقدنا الدكتور أحمد زويل عالم الكيمياء القدير الذى شرف مصر والعالم العربى»، وأضاف «الباز»، فى رسالة بريدية لـ«الوطن» ستبقى ذكرى «زويل» خالدة بالقلوب ومثالاً متميزاً لدعم العلم والمعرفة.

ونعى الدكتور أشرف شعلان، رئيس المركز القومى للبحوث، رحيل «زويل»، مطالباً بضرورة استكمال مسيرة المدرسة العلمية للعالم الفقيد، وأضاف أن التعاون بين القومى للبحوث ومدينة زويل للعلوم مستمر، وأن الأمة العربية فقدت رمزاً من رموزها. ونعى الدكتور محمود صقر، رئيس أكاديمية البحث العلمى، رحيل «زويل» قائلاً: «كل علماء العالم ينعون رحيل زويل بمزيد من الحزن فهو خسارة للعالم أجمع»، وأضاف: «اسم الدكتور زويل سيكتب بأحرف من ذهب، وسيستمر التعاون العلمى بين الأكاديمية ومدينة زويل التى وصفها بأحد أعمدة البحث العلمى فى مصر».

وتوالت ردود الأفعال المحلية والعالمية على رحيل العالم أحمد زويل الحاصل على جائزة نوبل فى الكيمياء عام 1999، بدأتها الصحف العالمية بنشر الخبر تحت عنوان «رحيل المصرى الحاصل على نوبل فى الكيمياء».

ونعت كل من السفارة البريطانية والسفارة الأمريكية فى القاهرة وفاة زويل، واعتبر السفير البريطانى جون كاسن زويل واحداً من العظماء المصريين وأنه إرثه سيستمر، كما قالت السفارة الأمريكية إن العالم والإنسانية فقدوا شخصية كبيرة أفادت الجميع.

ونعت الصفحة الرسمية لجائزة نوبل على موقع التواصل الاجتماعى «فيس بوك» رحيل «زويل» من خلال مشاركة مقطع مصور لتسلمه جائزة نوبل عام 1999، ووصفته بـ«عبقرى العلوم».

وبدأ العديد من الباحثين العالميين فى مجال الكيمياء فى مشاركة تنويهات عن جائزة خصصتها الجمعية الكيميائية الأمريكية للباحثين الكيميائيين، منذ عام 2005، باسم الدكتور أحمد زويل تصل قيمتها إلى 5 آلاف دولار، ويفوز بها كل عامين الأبحاث التى تصل لابتكارات جديدة فى مجالات الفيزياء والكيمياء وعلم الأحياء.

وأعلنت الجمعية فتح باب التقدم للحصول على جائزة «نوبل للكيمياء» لعام 2018 منذ يوليو الماضى وحتى نوفمبر المقبل، وفاز بها هذا العام الدكتور «أندريه توكماكوف»، أستاذ الكيمياء بجامعة شيكاغو الأمريكية. من جانبه، نعى المخرج والكاتب الأمريكى الشهير تيرك بيبكين، المسئول عن مشروع «نوبيلتى» الذى يقوم بتصوير فيلم عن حياة الفائزين بجائزة نوبل، رحيل العالم أحمد زويل، مؤكداً أن «العالم سيتذكر دوماً زويل»، وأضاف: «التقيته خلال تصوير مقابلة معه فى إطار الفيلم عن الفائزين بـ(نوبل)، وهو فيلم يتناول نظرة جديدة إلى العالم من خلال العلماء التسعة الذين فازوا بالجائزة، وجائزة نوبل كانت مجرد بداية للعالم المصرى، وقد علمت أنه نابغ وعبقرى ويتمتع بمنطق كبير، خصوصاً فى تعامله مع صدام الحضارات بين الغرب والشرق».

«زويل» الذى رحل عن عمر يناهز ٧٠ عاماً، كان مقيماً فى لوس أنجلوس الأمريكية، وكان عضواً فى الجمعية الملكية، والأكاديمية الملكية السويدية للعلوم، والأكاديمية البابوية للعلوم، والأكاديمية الوطنية للعلوم، والأكاديمية الصينية للعلوم، والأكاديمية الفرنسية للعلوم.

وحصل «زويل» على جائزة نوبل فى الكيمياء لسنة 1999 لأبحاثه فى مجال كيمياء الفيمتو حيث اخترع ميكروسكوباً يصور أشعة الليزر فى زمن مقداره فيمتوثانية وهكذا يمكن رؤية الجزيئات أثناء التفاعلات الكيميائية. ونشر «زويل» أكثر من 350 بحثاً علمياً فى المجلات العلمية العالمية المتخصصة مثل مجلة ساينس ومجلة نيتشر، وورد اسمه فى قائمة الشرف بالولايات المتحدة التى تضم أهم الشخصيات التى ساهمت فى النهضة الأمريكية، وجاء اسمه رقم 9 من بين 29 شخصية بارزة باعتباره أهم علماء الليزر فى الولايات المتحدة، وتضم القائمة ألبرت أينشتاين، وألكسندر جراهام بيل.

من ناحية أخرى، بمقابر طريق الواحات بمنطقة السادس من أكتوبر وبالتحديد فى الطريق الرئيسى للجبانات يقع مدفن العالم الراحل الدكتور أحمد زويل والذى يحتوى على مدخلين أحدهما به غرفة الدفن والمدخل الآخر مخصص لاستراحة المعزين، بعض الآيات القرآنية مكتوبة باللون الأسود على الواجهة الحجرية البيضاء، وأمام مدخلى المقبرة تم تبليط الأرضية بالرخام باللون البنى الفاتح والداكن، وأمام الباب المعدنى لمدخل المقبرة توجد ثلاث درجات من السلالم الرخامية، وفى المقبرة من الداخل توجد قطعة رخامية كبيرة مكتوب عليها «بسم الله الرحمن الرحيم.. قل هل يستوى الذين يعلمون والذين لا يعلمون.. صدق الله العظيم» وبجانبها بعض الأدوات والمعدات التى ما زالت موجودة والتى كان يتم بها إنهاء أعمال الرخام ومنها المولد الذى يمد المعدات بالكهرباء. وعند النزول إلى الغرفة التى سيستقر بها جثمان العالم الراحل والتى تملأها الرمال، فتوجد 10 درجات من السلالم حتى تصل إلى الأسفل والذى يحتوى على غرفتين للدفن واحدة للرجال والأخرى للسيدات إلى جانب مكان يسمى «العضامات» وهو مخصص لعظام الموتى. وعلى الجانب قام الجهاز التابع لمدينة السادس من أكتوبر بعملية تطهير وتنظيف الطريق المؤدى إلى مدفن الدكتور أحمد زويل عن طريق عمال النظافة واللودرات والتى قامت بتسوية الأرض.

وأمام مدخل المدفن يقف حسين على، 37 عاماً، التُربى المسئول عن بعض المقابر بمدافن طريق الواحات بمدينة السادس من أكتوبر وبالتحديد مدفن العالم الراحل الدكتور أحمد زويل يقول «إحنا بقالنا 4 سنين ماسكين المدافن هنا، وانا اللى بدفن بنفسى الجثامين وبصراحة العالم الراحل أحمد زويل هو أول حد مشهور أدفنه بإيدى، وقصة الدفن مش بتفرق بين حد عادى وحد مشهور».

ويتابع حسين «من ساعة ما خبر الوفاة طلع والجهاز التابع لمدينة 6 أكتوبر بدأ فى التجهيزات أمام المدفن وقام بتطهير طريق الجبانات الرئيسى بالكامل المؤدى إلى المدفن من بدايته، بالإضافة إلى عمال النظافة الذين قاموا بتنظيف المنطقة المحيطة بالمدفن فى انتظار وصول الجثمان والمعزين، وكل ذلك بإشراف المهندسين والمسئولين التابعين للجهاز عن طريق اللودرات والعمال، ولسه مانعرفش الموعد المحدد لوصول جثمان العالم الراحل زويل، وإحنا جاهزين فى أى وقت يوصل فيه الجثمان وكل حاجة متظبطة».

وبجوار «حسين» يجلس خميس سعدان، 37 عاماً، الغفير المسئول عن مدفن الراحل أحمد زويل ويقول «المدفن ده جديد وأول مرة حد يدفن فيه وجثمان العالم الراحل هيبقى أول جثمان ينزل فيه، وكان الدكتور زويل فى الأول اشترى 40 متر من نحو أكتر من سنة وبعد كدة ضاف عليهم 40 متر تانيين من نحو 6 شهور وأصبحت مساحة المدفن بالكامل 80 متر، والواجهة الجديدة اللى بالحجر دى خلصت من أسبوعين».

ويضيف خميس: «الدكتور زويل مجاش هنا قبل كده خالص من ساعة ما اشتراها واللى بييجى يشرف على المدفن وتشطيباته وتجهيزاته المهندسين صلاح وعمرو وعبدالمنعم بس وبييجوا يشوفوا اللى حصل ويصوروا الشغل ويبعتوه له، والمدافن اللى بجواره هو مدفن حسن تاجر خردة كبير ومدفن عبدالحلوانى».

الوطن

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى