الأخبار

الأردن يسعى لتطوير منظومته العسكرية

 

44

فيما أكد وزير الدولة لشؤون الإعلام الناطق الرسمي باسم الحكومة محمد المومني أن الأردن “لمس ردة فعل ايجابية من قبل المسؤولين الأميركيين تجاه احتياجاتنا العسكرية التي تم نقاشها في واشنطن مؤخرا”، رجحت مصادر أميركية قرب تراجع الولايات المتحدة عن قرارها برفض تصدير طائرات استشعار عالية الدقة من طراز “بريداتور إكس بي” إلى المملكة.
وقال المومني، في تصريح خاص لـ”الغد” أمس، إن الأردن “يثمن الدعم الأميركي المستمر والاعتماد الاستراتيجي المتبادل بين البلدين”، لافتا إلى سعي المملكة لتطوير منظومتها العسكرية التي “تعد الأقوى والأكثر احترافية في المنطقة”، وأن الولايات المتحدة هي من “الداعمين الأساسيين لنا في هذا الإطار”.
إلى ذلك، كان النائب الأميركي دنكن هنتر بعث برسالة إلى الرئيس الأميركي باراك اوباما، بعيد لقائه جلالة الملك عبدالله الثاني في واشنطن يوم الثلاثاء الماضي، دعاه فيها الى “إلغاء فوري لقرار سابق لإدارته برفض إرسال طائرات من طراز “بريدتور اكس بي” الى الأردن.
وقال هنتر، في رسالته عقب استشهاد الطيار معاذ الكساسبة، إن “على الإدارة التراجع عن قرارها الرافض لطلب تقدمت به شركة “جنرال اتوميكس”، (وهي شركة أسلحة خاصة)، لتصدير طائرات “بريداتور إكس بي” التي تعمل بدون طيار الى الأردن”.
وكانت الشركة، التي يقع مقرها في سان دييغو بولاية كاليفورنيا الأميركية، تقدمت برخصة تصدير بعنوان “DSP ” لتسويق هذه الطائرات إلى الأردن، الا ان “الرفض جاء في أواخر تشرين الأول (اكتوبر) الماضي”، بحسب هنتر.
وقال هنتر إن “جلالة الملك كان طلب خلال زيارته الأخيرة، قطع غيار الطائرات، ومعدات إضافية للرؤية الليلية وذخائر دقيقة، كما أن الأردن طلب مواد محددة بما في ذلك الذخيرة”.
وتابع “نظرا لمصالحنا المشتركة، وعلاقتنا القوية، فإنه من الأهمية بمكان أن نقدم للأردن الدعم اللازم لهزيمة تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)”.
يذكر أن طائرات “بريداتور اكس بي”، تتمتع بمواصفات عالية من حيث الأبعاد المادية والارتفاع والسرعة، والقدرة على التحليق التي تصل إلى 35 ساعة.
وكانت طائرة شبيهة لها أنتجتها الشركة نفسها، تدعى “بريداتور أر كيو 1” استخدمت للمرة الأولى العام 1995 من قبل القوات الجوية الأميركية، وتم تحديثها لتشمل القدرة على الإقلاع والهبوط إلكترونياً.
يشار إلى أنه يمكن تجهيز طائرة “بريداتور أكس” بأنظمة بيانات لخط الرؤية وما وراءها في عمليات دقيقة، وهي مزودة بعدة مستشعرات للاستخبارات والمراقبة والاستطلاع، بما فيها الكاميرات الإلكتروضوئية العاملة بالأشعة دون الحمراء، ورادار البحث في المساحات الواسعة.
كما يقدم رادارها أداء عالي الدقة ليلا ونهارا، وفي كل الظروف الجوية، للبحث في منطقة شاسعة، ويوفر مؤشر الأهداف البرية المتحركة القدرة على تحديد موقع المركبات المتحركة بشكلٍ سهلٍ وسريع.
وتتضمن الطائرة نظام “كلاو” للاستشعار ومراقبة الحمولة وتحليلها، مع شاشة عرض خرائط متحركة، وتوجيه كل أجهزة الاستشعار على متن الطائرة، والتخطيط قبل القيام بعملية التنفيذ، فضلا عن تحليل بيانات الاستشعار بعد انتهاء المهمة.
وذكرت مصادر هندية قبل أيام أن واشنطن “أعطت موافقتها على تصدير ذات الطائرة للهند””.
من جانبه، كان رئيس لجنة القوات المسلحة بمجلس الشيوخ الأميركي السناتور جون ماكين، قال في تصريح صحفي الأربعاء الماضي، بعيد لقاء جلالة الملك، إن الأردن “يشعر بالإحباط من الإجراءات البيروقراطية الضخمة في وزارة الخارجية الأميركية”.
وأضاف إن الأردن “يحتاج إلى بعض أنواع الأسلحة بشكل عاجل جدا”، مضيفا “سنعمل فورا على محاولة تحقيق ذلك للأردنيين”.
وطلب 26 عضوا في مجلس الشيوخ، يشكلون أعضاء لجنة “ماكينبريدا إلكترونيا”، من وزير الدفاع الأميركي “تسريع شحنات الأسلحة التي يحتاجها الأردن”.
وقالت مصادر إن أولئك “طلبوا إعداد إيجاز من طاقم من الكونغرس، قبيل الثالث عشر من الشهر الحالي، حول ما وصلت إليه جهود التعجيل في المساعدات إلى الأردن”.
وتوقع ماكين “الموافقة السريعة من لجنته لتشريع القرار”، مضيفا أنه يأمل بأن “يحفز فيديو اغتيال الكساسبة، ليس القيادة الأميركية فحسب، بل العالم العربي”.
من جهته، قال المتحدث في السفارة الأميركية بعمان سيلفيو غونزاليز، لـ”الغد” أمس، إن بلاده “مستمرة ببذل كل جهد ممكن للتعجيل بالمساعدات العسكرية للأردن، وإن وزارة الخارجية الأميركية تعمل بشكل فوري ومستعجل بالشراكة مع وزارة الدفاع (البنتاغون)، حول طلبات تقدم بها الأردن تخص القدرات العسكرية”.
كما أكد المتحدث باسم البيت الأبيض قبل أيام، في مؤتمر صحفي، إن “الولايات المتحدة تبقى ملتزمة بالوقوف جنبا إلى جنب مع شركائها في الأردن في هذا الوقت الخطير جدا”.
وفي رده على سؤال حول ما إذ كان الرئيس أوباما سيدعم دعوة المشرعين الأميركيين لتقديم مساعدات عسكرية اضافية للأردن، قال “لدينا علاقة قوية جدا ومهمة مع الأردن لمكافحة الإرهاب والأمن، وقد استفادت اميركا من هذه العلاقة الى حد كبير لجهة مصالحنا في الأمن القومي بمنطقة الشرق الأوسط”.
وأضاف “وجدنا في الأردن شريكا قويا ضمن التحالف الدولي ضد “داعش”، ونحن نقدر بالتأكيد هذه العلاقة، ونحن مهتمون بالحفاظ على العلاقات الأمنية وقوامها العسكري القوي”.

 

 

 

 

 

الغد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى