الأخبار

فارس الأحلام يأتي دائما بعد الزواج

237

 

 

تحلم كل فتاة بالفارس الذي يمتطى جواده ليرفعها عن الأرض ويحلق بها بين النجوم، ويعيشان سويا يحلمان بحياة ممتدة فى عالم من الرومانسية والخيال على ضوء القمر الخافت، وفجأة تنقشع الرؤية الوردية وتبدأ الحياة الكئيبة فتتساقط الأمنيات ويشعر كل طرف أنه بحاجة إلى طرف آخر يحلم معه ويتساءل الجميع لماذا يأتي فارس أو فتاة الأحلام بعد الزواج.

“لم تظهر بعد”
يقول تحسين المحمدى، فنان تشكيلى، إن فتاة الأحلام بالنسبة إليه لم تظهر بعد، فهو اخترع لنفسه شخصية خيالية تعيش معه نهاره وليله ولا يفارقها حتى في النوم يستشيرها في كل صغيرة وكبيرة ويشتاق لرؤيتها في مرسمه ليلا، وحينما يقابل الواقع ويتحدث إلى زوجته يجد شخصية صادمة بالنسبة إليه، شخصية دونية، إنسانة لا تعى من الأمر شيئا ويكمل “زوجتى لا تأتى في أحلامى قط لذا فهى ليست حوريتى المحبوبة”.

“أحببت زميلي”
وتضيف سميحة بهجت، مدرسة، “حياتى مع زوجى شبه مستقرة إلا أنى أحتاج إلى رجل آخر غير الموجود بجانبى ليل نهار، وقد ذهبت مشاعرى يوما ما إلى زميل لي جديد انتابتنى القشعريرة بجواره، وشعرت بأنه هو فارس أحلامى الذي لم أره بسبب رغبة أهلي في الزواج من ابن عمى الثرى لحفظ نسل وأموال العائلة”، وتضيف: “أنا مش عاوزة غير واحد يحرر أنوثتى كنت مستنياه ومجاش وعشان أنا ملتزمة ببيت وزوج ومخلصة ليه محاولتش أتمادى في شعورى مع الزميل وكتمت كل حاجة جوايا والموضوع انتهى، لكن زوجى مش فارس أحلامى إطلاقا”.

“مش عاوزة رومانسية”
وتتابع ضحى رجب، طالبة بتجارة القاهرة: زمان كانت والدتى تحكى لى عن الحب العذرى وفارس الأحلام وبنت الجيران وابن صديق الوالد والكثير من القصص التي نعتقد أنها خيالية في عصرنا الحالى بالنسبة لجيلنا، وأعتقد أن الوضع الاقتصادى والاجتماعى الواقع حاليا لا يسمح بفارس أحلام، وتضيف: “أنا عاوزة واحد يعرف ربنا ويصوننى ويبقى أب كويس مش عاوزة رومانسية في زمن ضايع”.

“زواج عرفي”
ويقول أحمد سعد، موظف بمطار القاهرة: عائلتى أجبرتنى على الزواج من الفتاة المحترمة تحت ما يسمى “زواج الصالونات”، لا أنكر أنها جميلة ومثقفة ومحبوبة وأنا أحبها كثيرا وأكن لها كل الود إلا أنها ليست من أردت الارتباط به، قابلت زميلة مجنونة طائشة أصبحت هي فتاة أحلامى أحببتها كثيرا وتزوجنا في السر، وكانت أجمل أيام حياتى حين وجدتها، إلى أن تفاقمت المشكلات ووضعت تحت اختيارين لا ثالث لهما إما الأسرة أو الحب فاخترت الأسرة حفاظا على الأبناء.

“نظام اجتماعى”
وتشير عزة علي، اختصاصية نفسية، إلى أن النظام الاجتماعى الذي يفرضه العرف والمجتمع يجبر الكثيرين على الخضوع والتنازل عن فارس أو فتاة الأحلام حتى لا يصبحوا موضوعا للنقد الدائم، فالشاب الحر الذي لا يريد الزواج يصبح مجالا للسخرية، وترسم حوله الأقاويل التي تثبت عدم التزامه، والفتاة التي ترفض تحاك حولها الشكوك مثل لماذا ترفض؟ هل تحب آخر؟ هل فعل أحد معها شيئا وتخاف؟ هل هي معقدة؟

وتكمل كل هذه العوامل تجبر الشباب على الزواج وبعد الدخول إلى العش الهادئ يفاجأ كلا منهما بأن الطرف الآخر ليس هو الطرف المطلوب فيسرع بالبحث بدون وعى عن الطرف الآخر، والذي غالبا تكون العلاقة به عابرة حتى لا تتشتت الأسرة.

وتنصح بمراعاة الدين والأخلاق في التعامل مع الطرف الآخر فالصدمة التي تحدث في سنة أولى زواج هي المشكلة ولكن إذا تعود الطرفان على التفاهم سيصبح كل منهما هو فتى وفتاة أحلام الطرف الآخر.

 

فيتو

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى