الأخبار

حقيقة تطوير «جهاز مخابرات الإخوان» علي يد قيادات الــ فافـاك

resiz19

 

 

تحدث الكثير الايام الماضة عن زيارة سرية قام بها مسئول مخابرات إيراني رفيع المستوي للقاهرة في الفترة من 26 الي 30 ديسمبر الماضي، ولقائه مع مسئولين مصريين ينتمون لجماعة الإخوان، علي رأسهم عصام الحداد مستشار الرئيس للشئون الخارجية، بهدف بناء جهازها الأمني والمخابراتي، وبشكل مستقل عن أجهزة الأمن الوطني والاستخبارات التي يسيطر عليها الجيش المصري.

  •  الجماعة تسعي لإنشاء كيانات علي غرار “الباسدران ”  و” الباسيج  ” وفيلق ” القدس

  •  جهاز سيادي يسرب سيديهات  مسجل عليها لقاءات خاصة لمكتب الارشاد تفيد أنهم تحت المراقبة

  •  الرئاسة كلفت رفاعة الطهطاوي “رئيس الديوان ” بزيارة سرية  للقاء رئيس المخابرات والأركان الإيراني  الشهر الماضي لكنها بأت بالفشل

  •  الرئاسة   تفكر بجدية في تعيين الحداد نائبا لجهاز المخابرات العامة

  •  الشاطر يجهز اللواء أحمد عبد الجواد  نائب الأمن الوطني لتولي وزارة الداخلية في أول حكومة للإخوان

  •  جمال الدين  اعترض علي توجهات الإخوان في الاستعانة بقيادات الحرس الثوري فتمت الإطاحة به من وزارة الداخلية

ووفقا لمصادرنا فإن المسؤل هو نائب  رئيس جهاز المخابرات الإيرانية   الـ (فافاك) وليس قاسم سليماني، قائد فيلق القدس بالمخابرات الايرانية  .
وأوضحت المصادر أن اللقاء هدف إلي تدريب وتأهيل عناصر إخوانية علي أيدي قيادات الحرس الثوري علي الفنون الاستخباراتية والاستراتيجية  والعسكرية و أنه لم يتحدد المناطق التي سيتم فيها تدريب العناصر , وإن كان قطاع غزة هو الجهة المفضلة من الجانب الإخواني .
ورغم نفي الجماعة  لهذه المعلومات إلا أن صحيفة «التايمز» اللندنية أكدت ذلك نقلا عن هيئة الإذاعة البريطانية التي ذكرت أن مسئولاً بالمخابرات الإيرانية قام بزيارة سرية لمصر وطلب منه عصام الحداد دعم النظام المصري في بناء جهاز أمن ومخابرات جديد ومستقل عن أجهزة الأمن الوطني التي يسيطر عليها الجيش.. وقد اكد اثنين من مكتب المرشد للتايمز تفاصيل زيارة المسئول الإيراني للقاهرة وأن الحكومة المصرية طلبت عقد لقاء رفيع المستوي مع مسئول إيراني بهدف بث رسالة الي أمريكا مفادها «أن القاهرة ينبغي أن تكون لها تحالفات أخري ” .
وقد اشارت مصادرنا  أن هناك زيارة سرية اخري سبقت هذه الزيارة من جانب رئيس ديوان رئيس الجمهورية المستشار محمد رفاعي الطهطاوي  بصحبة اثنين إلي طهران  في منتصف ديسمبر الماضي  التقي فيها برئيس المخابرات الايرانية ورئيس الاركان بغرض  ارسال رسالة من محمد مرسي يطلب فيها رفع  طهران يدها عن دعم نظام بشار ودعم نظام الاخوان في القاهرة لكن هذه الزيارة بأت بالفشل , حيث طلبت طهران فتح العلاقات اولا ثم الحديث عن دعم للقاهرة , وعن طريق وسطاء تم دعوة نائب رئيس جهاز المخابرات الايراني , ووزير الخارجية الايراني  علي اكبر صالحي لزيارة القاهرة .
واكدت المصادر  أن اللقاء السري الذي جمع بين عصام الحداد، مستشار رئيس الجمهورية، والمسئول الايراني كان السبب الرئيسي  وراء رحيل اللواء أحمد جمال الدين، وزير الداخلية السابق الذي اعترض على اللقاء، وأبدى رفضه لطريقة جماعة الإخوان فيما يتعلق بعمل الأمن, وأن الجماعة انزعجت بشدة من  اللقاءات  المتكررة بين جمال الدين والفريق السيسي , ومن الحملات الامنية التي يقودها جمال الدين علي عناصر وبؤر مرتبطة بالاسلام السياسي , مثل ازمة خلية مدينة  نصر ,  والقاء القبض علي الحارس الشخصي لخيرت الشاطر نائب المرشد، والذي كان أيضا يشارك في حراسة الرئيس محمد مرسي، ورئيس حزب الحرية والعدالة  د. سعد الكتاتني , والكشف عن  تورطه في عمليات تهريب سلاح لغزة وتلقيه تدريبات مع كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحماس .
استعانة الاخوان والرئاسة بالنظام  الايراني يؤكد أنهما لم يستطيعا  الوثوق والسيطرة  علي  الأجهزة الأمنية سواء الأمن الوطني أو الاستخبارات العامة والعمل لصالحه  في الداخل ، فضلا عن احساسه بالفشل في استخدام  اجهزت الدولة  الاستخباراتية للعمل الخارجي لصالح التنظيم العالمي للجماعة , ومن ثم كان لابد من السعي لمعرفة الوسائل التي يمكن بها السيطرة  على هذه الأجهزة وطرق تسييرها لطموحات ومتطلبات الجماعة ومكتب ارشادها  وفق مبادئء السمع والطاعة .
وقد كشفت المصادر عن تسريب سيديهات من إحدي الاجهزة السيادية  إلي مقر مكتب الارشاد  وخصوصا إلي خيرت الشاطر نائب المرشد مسجل عليها جميع اللقاءات الخاصة التي تمت بين قيادات الجماعة  وتحدثت عن اسرار تخص مخطط الإخوان خلال المرحلة المقبلة , والتأكيد علي  اختراق مكتب الارشاد والتجسس عليه  ورصد تحركات القيادات , الأمر الذي ازعج الجماعة .
واشارت المصادر  إلي أن الجماعة سوف تسير في اتجاهين احدهما إعادة هيكلة الاجهزة السيادية وتصعيد لبعض العناصر التي تميل للاخوان وتدين بالولاء للشاطر وقيادات الجماعة , وزيادة ضخ عناصر الجماعة في الاجهزة السيادية حتي تسهل عملية الاحلال والتبديل علي مدار السنوات القادمة , وقد أفادت  المصادر  أن الرئاسة تفكر بجدية في تولي  د. عصام الحداد منصب نائب رئيس جهاز المخابرات وتولي مسؤلية ملف الامن القومي  وانه سوف يصدر له قرار بذلك  قريبا .
وقد صرحت  المصادر أن اللواء أحمد عبد الجواد نائب رئيس جهاز الأمن الوطني  علي علاقة وثيقة بخيرت الشاطر , لدرجة أن الشاطر زاره الفترة الماضية في مكتبه بمدينة نصر , وأن رئيس الجهاز  اللواء خالد ثروت  عندما علم بوجود الشاطر نزل بنفسه إلي مكتب عبد الجواد  واستقبل الشاطر , وبينت  المصادر أن  اللواء عبد الجواد يتم تجهيزه ليكون وزير الداخلية في أول حكومة للاخوان عقب  انتخابات البرلمان القادم والمتوقع أن يتولي رئاستها د . سعد الكتاتني .
الامر الثاني هو تطوير جهاز المخابرات الخاصة بها وصقله بالخبرات اللازمة التي تصنع منه جهازا أمنيا اسخباراتيا دوليا يمكن الاعتماد عليه في تحقيق أهداف الجماعة خلال المرحلة المقبلة , وبالتالي لن تجد الجماعة افضل من الجهاز الايراني في تدريب عناصرها وجهازها .
وبالتالي تطوير جهاز مخابرات الاخوان أو النظام الخاص أصبح هدفا ومتطلبا اساسيا في هذه المرحلة , لإعادة تأهيله  وتدريبه علي أعلي مستوي من الاجهزة المخابراتية الدولية علي غرار جهاز مخابرات حزب الله الذي  قام بتدريبه الحرس الثوري الايراني  في الماضي ،  اضافة أن القوات المسلحة ارسلت  عدة رسائل للجماعة وقادتها أن الجيش لن ينحاز الا للشعب  , الامر الذي دفع الجماعة للاستقواء بنظام ثوري إسلامي يمكن الاستفادة من خبراته العسكرية والاستخباراتية  لدعم تنظيمها لاحكام سيطرتها علي الدولة  ، و الاستفادة بخبرات الحرس الثوري “الباسدران ”  وقوات حفظ النظام ” الباسيج  ” في رفع مستوي الكفاءة للميليشيات الإخوانية في الجانب الاستخباراتي ، والتعرف على البنية الأمنية الإيرانية التي أسستها دولة المرشد الأعلى للجمهورية الإيرانية، وتقسيماتها وطرائق بناء كوادرها والسيطرة عليها والتحكم فيها بما يضمن ولاؤها الكامل للمرشد الأعلى.
كما أن اللجوء إلى إيران، يمثل نوع  من الابتزاز لدول مجلس التعاون الخليجي وفي مقدمتها السعودية والإمارات والتلويح لها وتهديدها في حال عدم تعاونها باعتبار أن إيران مصدر تهديد رئيسي لأمن هذه الدول .
وقد مر جهاز مخابرات الإخوان بمراحل من القوة والضعف ، خلال سنوات اعتقال الإخوان، وتم إجهاض بنيانه وقوامه بشكل غير مباشر نتيجة حالة التضييق التى شهدتها الجماعة فى منتصف القرن الماضى، وقد عاد للحركة و العمل بقوة أواخر تسعينات القرن الماضى وفق ما كشفت عنه قيادات سابقة لجماعة الإخوان ، من أن الجماعة عاودت استئناف نشاط جهازها الاستخباراتى مرة ثانية بهدف جمع المعلومات و تحليلها واستخدامها فى تحقيق  أغراضها و أهدافها .
وقد قام جهاز مخابرات الإخوان بعدة أدوار مهمة منذ نشأة الجماعة ، وكان أول من تولى قيادته الدكتور محمود عساف ثم أسعد سيد أحمد  أحد كوادر الإخوان .
ويعتمد جهاز المخابرات أو المعلومات الإخوانى  فى المقام الأول على زرع أشخاص فى القطاعات المختلفة داخل بنيان المجتمع المصرى مثل قطاع التعليم و قطاع الصحة و الهيئات الحكومية والنقابات والمؤسسات الصحفية والأحزاب و مؤسسات ومنظمات المجتمع المدنى من مراكز حقوقية ومراكز للأبحاث والدراسات ، إضافة لمحاولة زرع بعض عناصر هذا الجهاز فى أماكن حساسة بالدولة .
و ينقسم جهاز مخابرات الإخوان إلى قسم المعلومات الخارجية، وهو قسم خاص بمتابعة أخبار المجتمع ومؤسساته المختلفة.
وقسم المعلومات الداخلية وينحصر دوره فى مراقبة الجماعة من الداخل لمعرفة كل ما يدور فيها ، أى أن دوره يتجه نحو التجسس على الإخوان أنفسهم للحفاظ على الجماعة من أى عملية اختراق ممكنة !
ويقسم الإخوان جهاز المعلومات الخارجية إلى خلية معلوماتية بكل محافظة تبحث فى كل القطاعات  المعنية بالمحافظة لجمع المعلومات عنها وزرع عناصر الجهاز بداخلها لضمان صحة وسلامة المعلومات الواصلة إليهم.
ولكل قطاع مسئول و مجموعة خاصة به تتحرك فى اتجاه معين مع ضمان سرية العمل و عدم معرفة أفراد القطاعات الأخرى !
ويشرف على مسئول الخلية المعلوماتية للمحافظة مسئول مكتب القطاع التابعة له المحافظة سواء قطاع الوجه البحرى أو الوجه القبلى أو القاهرة الكبرى ، و يعتبر الأخير هو أخطر و أقوى قطاعات جهاز مخابرات الإخوان .
ويترأس جهاز المخابرات الإخوانى الخارجى لجنة يطلق عليها .. لجنة السياسة العامة .. ومسئوليتها تحليل المعلومات بدقة ، و تحوى بعض أصحاب الخبرة السياسية و أساتذة الجامعات .
يضاف إلى ذلك أن جهاز مخابرات الإخوان شمل قسماً خاصاً بالحركات الإسلامية الأخرى لرصد تحركاتها و أسرارها ، و استغلال المواقف لصالح الجماعة فيما بعد .
أما قسم المعلومات  الداخلية فهو يخص الجماعة من الداخل و حصر كل كبيرة وصغيرة فيها خشية اختراقها أو تحول قياداتها لمراكز قوى ، حيث يوضع بكل شعبة إخواني مهمته الأولى كتابة التقارير السرية عما يدور داخل الشعبة وعن قياداتها وعناصرها ومخالفاتهم ، وغالبا ما يكون هذا الفرد عضوا بمكتب الشعبة حتى يسهل له التحرك وإتمام عمله دون تكلف أو ترقب  من أحد .
ويشرف على هذا العنصر مسئول القطاع حيث يتم تقسيم كل محافظة إلى أربعة أو خمسة قطاعات ومسئول القطاع يتبع بدوره مسئول المحافظة لقسم المعلومات أو المخابرات الداخلية، وتنقسم محافظات الجمهورية لثلاثة قطاعات تكون فى النهاية اللجنة المركزية لقسم المعلومات الداخلية .
ولجهاز المخابرات الداخلية دور أساسى فى عملية تصعيد كوادر الجماعة فى الأماكن الحساسة حيث لا تتم الموافقة على ترشيحه إلا بعد تقرير هذا الجهاز إذ يعتبر مرجعية لقرارات القيادة الإخوانية ويتولى مسئولية هذا القسم أحد أعضاء مكتب الإرشاد المسيطرين فعلياً على مقاليد الجماعة .
الجدير بالذكر ان جهاز الاستخبارات الايرانية الـ (فافاك) تم انشائه عقب الثورة الاسلامية بأمر من المرشد خامنئي   وتم الاعلان رسميا عنه عام 1984 وصاحب فكرة انشائها هو (سعيد هاجريان) .
ويضم  الـ (فافاك)  سبعة اجهزة مخابرات وقوات أمنية معا ومن بينها قوة المخابرات التابعة للمرشد نفسه وتسمى (القسم 101) والحرس الثوري (الباسدران) و(قوات الباسيج) وتعني قوة المقاومة ورفع الظلم , ووحدة ” فيلق القدس ” ووحدة ضبط امني للانترنت وهذه المخابرات مسؤولة عن ضبط الامن في داخل وخارج ايران.
ويعتبر الحرس الثوري (الباسدران ) الجيش العقائدي لايران أو الحرس الحديدي للمرشد الاعلى و يتمتع باستقلالية ويتبع أوامر المرشد مباشرة وأنشئ بأمر من الخميني نفسه بعد نجاح الثورة مباشرة ، أما “الباسيج ” فهو الرديف للحرس الثوري وهو عبارة عن قوات مقاومة شعبية وأخذ شهرته أيام الحرب العراقية الايرانية (1980_1988) عندما كان يقوم بهجمات انتحارية لاختراق الخطوط الدفاعية العراقية المحصنة ويعهد لها قمع الثورات الداخلية والاضطرابات والسيطرة عليها .كما يعتبر ” فيلق القدس ” المسؤل عن الأمن الخارجي لإيران ويقوم  بتنفيذ عمليات مخابراتية خاصة وحرب عصابات ودعم الحركات والأنظمة الصديقة لإيران مثل نظام بشار الأسد في سوريا والبشير في السودان وحزب الله في لبنان وحماس في قطاع غزة والحوثيين في اليمن وجنوب السعودية والانفصاليين في الصومال، ويتولي تجنيد خلايا نائمة  وزرعها داخل الدول ويتم تدريبها في معسكرات داخل ايران وبعض البلدان العربية .وتقاد

المخابرات الايرانية بأسلوب عقائدي (الملالى) قائم علي اهل الثقة وليس اهل الخبرة  ,اي  ان القيادة للاكثر ولاء للمرشد وليس الاكثر ذكاء .

مبتدا

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى