الأخبار

سد النهضة يضع مصر فى أزمة حقيقية

110

 

المياه الجوفية ومعالجة الصرف حل جزئى لمشاكل نقص المياه فى فترة ملء الخزان
الحكومة لم تقدم للمنظمة تفاصيل حول «المليون فدان» وتوجد بيانات مفقودة منذ ثورة يناير
«الفاو» ستطلق برنامج «Investment Mapping Program» للاستثمار بقطاع الزراعة
اعتبرت منظمة «الفاو» أن سد النهضة الإثيوبى يمثل خطراً على حصة مصر التاريخية من مياه النيل وقد يسبب أزمة فى مشروعاتها لزيادة الرقعة الزراعية حال عدم توفير البدائل الهندسية للتعامل مع نقص المياه المتوقع خلال فترة ملء خزان السد.
وقال باسكالى ستيدوتو الممثل الإقليمى لمنظمة الأغذية والزراعة «الفاو» فى مصر، إن سد النهضة يضع مصر فى أزمة مياه حقيقية، لكنها تمتلك قدرات هندسية وعلمية قادرة على التعامل مع العجز المتوقع فى تدفق مياه النيل أثناء فترة ملء الخزانات.
أضاف فى مقابلة مع «البورصة»، أن الحوار الثلاثى بين مصر والسودان وإثيوبيا يمثل بداية لإيجاد حلول للخلافات حول السد والتعاون لتقريب وجهات النظر الفنية فى عملية البناء وفترة التخزين.
أوضح «ستيدوتو» أن ملء خزانات سد النهضة قد يستغرق عدة سنوات، ما يساهم فى بطء تدفق مياه النيل وتابع «مصر فى حاجة لإدارة المشكلة بطريقة سليمة لتقليل مخاطر نقص المياه فى فترة تخزينها خلف السد».
وأشار إلى أن الحكومة المصرية عليها توفير المياه عبر مصادر أخرى تشمل المياه الجوفية ومعالجة مياه الصرف الصحى وتحلية مياه البحر كحل جزئى لتجنب أزمة المياه المتوقعة.
وقال ستيدوتو «الزيادة المستمرة فى استهلاك المياه بمصر ترجع إلى ارتفاع عدد السكان والاستخدام المفرط للمياه فى الزراعة والمنازل والحكومة فى حاجة لوضع قيود على استخدام المياه لأن المشكلة مستمرة دون ضوابط أو اتجاه للحل مما يهدد الأمن المائى المصرى».
أضاف أن «الفاو» تعتزم إطلاق برنامج جديد فى العام المقبل بالمشاركة مع الحكومة لحل مشكلة نقص المياه فى مصر من خلال زيادة إنتاجية الأرض الزراعية مع تقليل استخدام المياه فى الوقت نفسه.
أشار إلى أن «الفاو» ستقدم الدعم الفنى والتكنولوجى وأدوات الزراعة الحديثة للمزارعين، وخضع البرنامج للعديد من الاختبارات خلال السنوات الماضية بهدف العمل على زيادة إنتاجية الأرض والحفاظ على المياه.
أوضح «ستيدوتو»، أن الزراعة فى مصر تعتمد على الأساليب التقليدية ما يمثل خطأ كبيراً فى ظل نجاح كفاءة استخدام التكنولوجيا الحديثة فى الزراعة، وتابع: «الحكومة والمزارعون فى حاجة للنظر إلى المستقبل واستخدام التقنيات الحديثة».
أشار إلى أن «الفاو» وفقاً للبرنامج تمنح المزارعين تقييماً شاملاً عن نوعية المياه المستخدمة وجميع الاستشارات المطلوبة لتحسين كفاءة المشروعات الزراعية الجديدة.
وذكر أن الانتقال لزراعة محاصيل ذات قيمة مالية عالية مثل «الفواكة والخضراوات» يدعم القطاع الزراعى فى المنافسة على التصدير بجانب استهداف السوق المحلى وإيجاد فرص عمل للشباب بنسب مرتفعة من خلال الاستثمارات فى القطاع الزراعى.
وقال «ستيدوتو»، إن «الفاو» على وعى بأن مصر تمتلك فرصاً كبيرة للاستثمار فى القطاع الزراعى، وانتقد عدم اهتمام المؤتمر الاقتصادى فى شرم الشيخ مارس الماضى بالمشروعات الزراعية سوى بمشروع استصلاح مليون فدان وتابع «الحكومة لم تقدم أى تفاصيل خاصة بالمشروع والمراحل التى تم البدء فيها على الرغم من الاتفاق المبدئى لتقديم الدعم للمشروع من قبل المنظمة».
أضاف أن «الفاو» أطلقت برنامجاً آخر لتغذية الطلاب فى المدارس، خاصة فى الريف والمناطق البعيدة عن العاصمة بتمويل من جهات إيطالية رافضاً الإفصاح عن قيمة الاستثمار فى البرنامج وتوقع استمراره لمدة عام آخر على الأقل.
أوضح «ستيدوتو» أن المنظمة لديها أحد البرامج الخاصة بأمراض الحيوانات منذ سنوات وتتعاون مع منظمة الصحة العالمية «WHO» للقضاء على الأمراض التى تنتقل عن طريق الحيوانات إلى الإنسان.
أشار إلى أن دور «الفاو» يهدف إلى العمل مع المنظمات الدولية والحكومية للقضاء على الأمراض ومحاصرتها من خلال التطعيم من أجل الوقاية أو مجموعة من المبادرات التى تستهدف تقليل عدوى انتشار المرض من الحيوانات.
وذكر «ستيدوتو» أن «الفاو» تساهم فى مساعدة الشباب بجميع دول العالم للحصول على فرص عمل من خلال برنامج يستهدف رسم خرائط للاستثمار فى القطاع الزراعى يسمى «Investment Mapping Program».
وقال إن البرنامج يهدف لتوسيع قاعدة جذب مستثمرين فى القطاع الزراعى وإتاحة فرص عمل فى مشروعات جديدة، وسيتم العمل به فى مصر خلال العام المقبل على أقل تقدير.
وحول تقرير «الفاو» عن انعدام الأمن الغذائى فى الشرق الأدنى وشمال أفريقيا، أوضح «ستيدوتو» أن مصر حققت تقدماً فى تقليص نسبة الأشخاص الذين يعانون من نقص التغذية حيث يعانى منها 5% من إجمالى السكان.
أشار إلى أن ذلك يدعو للتفاؤل نحو تحقيق الأهداف الإنمائية للألفية الخاصة بالجوع وسعى مؤتمر القمة العالمى للأغذية لخفض أعداد الجياع على مستوى العالم.
أضاف الممثل الإقليمى لـ«الفاو» فى مصر، إن المنظمة واجهت تحديات عند إعداد التقرير الخاص بمصر بسبب فقدان بعض البيانات منذ ثورة 25 يناير 2011 مطالباً الحكومة ووزارة الزراعة بتوفير البيانات المطلوبة.
يذكر أن منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة «الفاو» منظمة متخصصة تقود الجهود الدولية للقضاء على الجوع فى العالم، وتساعد جميع الدول المتقدمة والنامية.
وتعتبر «الفاو» مصدراً للمعلومات الدقيقة الخاصة بالزراعة والأغذية فى العالم، وتقوم بمساعدة البلدان النامية لتطوير وتحسين ممارسات الزراعة ومصايد الأسماك والاستخدام الأمثل للمياه وتوفير التغذية الجيدة والحفاظ على الأمن الغذائى.
البورصة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى