الأخبار

وثيقة سرية تكشف أسرار اجتماع مجلس الوزارء الإسرائيلي

21

جولدا مائير تطلب العدوان على مصر وسوريا بالطيران
ديان يرفض اتخاذ قرار الحرب في الساعة الثامنة صباحا
جاسوس على أعلى مستوى تعمد تضليل القيادة الاسرائيلية
خطة الخداع الإستراتيجي المصرية حرمت تل ابيب من تحقيق المباغتة في الحرب

ينفرد “صدى البلد” بنشر ترجمة وافية عن اللغة العبرية لمحضر اجتماع الحكومة الإسرائيلية يوم السبت السادس من أكتوبر الساعة الثامنة وخمس دقائق، في منزل رئيسة الوزراء جولدا مائير وبحضور ست شخصيات فقط، منهم ثلاثة من الوزراء هم موشيه ديان وزير الدفاع ويسرائيل جاليلي الوزير بدون حقيبة في مجلس الوزراء ويجئال آلون نائب رئيس الوزراء، بالإضافة إيلى إيلي زاعيرا رئيس جهاز الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية “أمان” ورئيس جهاز الاستخبارات الخارجية”موساد” بالإضافة إلى رئيس هيئة الأركان الإسرائيلية الجنرال ديفيد بن أليعازر.

سبق ان ادعت السلطات الإسرائيلية أن محضر الاجتماع في الصباح الباكر من يوم الغفران – كما تعرف في الوثائق الإسرائيلية -السادس من أكتوبر- قد فقد أو تم تمزيقه بطريق الخطأ، ولكن حصلت مصر بطريقة ما، على النسخة الأصلية من هذا المحضر، وهو ما يقدم معلومات غير منشورة وغير مسبوقة عن توجهات الحكومة الإسرائيلية قبل ست ساعات فقط من اندلاع المواجهات العنيفة على طول خط جبهتي القناة والجولان السورية.

بدأت رئيس جولدا الاجتماع قائلة: أن السكرتير العسكري في مكتب رئيسة الوزراء أيقظها في الصباح الباكر، وأبلغها أن الموساد حصل على معلومات من مصدر موثوق وعلى أعلى مستوىـ تشيرإلى اعتزام كل من مصر وسوريا شن هجوم على إسرائيل خلال هذا اليوم، ولكن المصدر أكد أن الهجوم سوف يبدأ في السادسة من مساء ذلك اليوم، مع آخر من النهار( كانت تلك المعلومة المدسوسة من مصر عن طريق الجاسوس المطلع).

واستطلعت جولدا مائير آراء المشاركين في الاجتماع، عما إذا كان من الممكن توجيه ضربة إجهاضية ضد الحشود المصرية والسورية على امتداد خطوط الجبهات، إذ ان الضربة الجوية ، قد لا تكبد إسرائيل الكثير من التكاليف، على النقيض من حشد الاحتياطي في يوم العيد، الذي يعد أهم الأعياد اليهودية على الإطلاق، وهو ما يمكن أن يتركه هذا القرار من آثار نفسية عميقة على الإسرائيليين، إذ أن أغلب الأعضاء في مجلس الوزراء تغيبوا عن الاجتنماع الصباحي، بسبب وجودهم خارج العاصمة مع أسرهم.

تشير الوثقة السرية إلى أن وزير الدفاع رفض التوسع في حشد الاحتياطي ، حتى لا يعد ذلك عملا عدائيا ، قد يثير استياء الراي العام في الداخل، إذ لم تكن هناك أية مؤشرات جادة من جانب مصر أو سوريا تبرر قرار الحشد، على أساس ان القوات المصرية المصرية المنتشرة على طول خط القناة، كانت ضمن المناورات السنوية التي اعتاد المصريون القيام بها في الخريف من كل عام، وعلى مدار ثلاث سنوات، دون أن تسفر هذه المناورات عن اية تهديدات جادة لإسرائيل.

ومن جهة أخرى رفض ديان توجيه ضربة بالطيران إلى الحشود المصرية أو السورية، إذ ان انفراد إسرائيل باتخاذ هذا القرار دون التنسيق مع الولايات المتحدة، سوف يثير غضب واشنطن وغيرها من العواصم الأوربية الكبرى.

وتوصلت جولدا مائير إلى قرار رأت أنه يمثل الحل الوسط، بين الآراء المتضاربة التي شهدها اجتماع السادس من اكتوبر، فقد طلبت استدعاء الاحتياطي بصورة جزئية، على أن يستمر سلاح الطيران في التأهب لأية طوارئ، ولكن عند الساعة الثانية بعد الظهر هدرت المدافع على طول القناة، وتدفقت حشود المصريين على سيناء، وغرقت جولدا مائير ووزرائها في كابوس الحرب.

صدى البلد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى