اخبار عالمية

شظايا «الجهل والتربص الإعلامي» تصيب أفكار «روسيا اليوم»

هل هو غياب للمهنية؟.. أم منهج متعمّد لمحاولة تعكير صفو العلاقات بين القاهرة وموسكو والتي وصلت لأفضل حالاتها بعد ثورة 30 يونيو في مصر.. فيوما بعد يوم يثبت موقع «روسيا اليوم» الناطق بالعربية أنه بات مؤخراً وكأنه أحد المنصات الإعلامية التي تعتمد عليها جماعة الإخوان الإرهابية في نشر بياناتها الكاذبة أو الترويج لأفكارها المسمومة، حتى بات الموقع بمثابة «نافذة» للإخوان داخل روسيا التي صنفت هذه الجماعة المارقة ضمن قائمة ضمت 17 منظمة إرهابية.

«الانفجار النووي.. ومحدودية الأفكار»

ولأن جماعة الإخوان ضيقة الفكر ومحدودة المعرفة.. فلابد لمن يستقي معلوماته منها أن يسير على نهجها.. وتطبيقا للمثل القائل ” ان لم تستح فافعل ما شئت ” .. حيث طالعنا موقع «روسيا اليوم» الناطق بالعربية اليوم الخميس 15 أغسطس، بتحليل منسوب لمحلل سياسي يدعى «ألكسندر نازاروف» – له مواقف تثير الريبة والشكوك تجاه مصر- يحمل عنوان « صحيفة “أخبار اليوم” المصرية تفجر قنبلة ذرية في روسيا، فهل تصل شظاياها إلى القاهرة؟» ادعى خلاله نشر «بوابة أخبار اليوم» خبرا حول «الانفجار النووي» الذي حدث في روسيا ووصفه بأنه مصحوبا بصورة لانفجار هائل لا تمت بصلة للواقع.

وأضاف في مقاله أن الخبر المنشور في «بوابة أخبار اليوم» أكد أن مصر بعيدة تماما عن مسار الغبار الإشعاعي الناتج عن الانفجار النووي الذي حدث في مدينة سفرودفنسك (سيفيرودفينسك–RT) الروسية، وكأن ذلك «الغبار الإشعاعي» من «الانفجار النووي» موجود بالفعل، وليس من بنات أفكار محرري الصحيفة.. ثم واصل تحليله وتعريفه لما هو الانفجار النووي.

ولعل أسوأ ما في التقرير ادعاء كاتبه ان هذه ليست المرة الأولى التي تنشر فيها صحيفة وبوابة «أخبار اليوم» معلومات تسئ للعلاقات بين مصر وروسيا وهو ما يثبت سوء نية كاتب المقال وموقع روسيا اليوم وتربصهم بكل ما يدعم العلاقات الثنائية بين البلدين.

السيسى وبوتين.. 6 لقاءات تعزز علاقات القاهرة وموسكو

«قصور معلوماتي»

و يبدو أن المحلل السياسي المدعو ألكسندر نازاروف، لم يتقن اللغة العربية بالشكل اللازم لفهم الخبر المنشور على «بوابة أخبار اليوم» بتاريخ الأربعاء 14 أغسطس، بعنوان «عاجل| الأرصاد توضح مدى تأثر مصر بالانفجار النووي الروسي».. أو أنه استقى معلوماته من مصادر مجهلة ولم يكلف نفسه عناء البحث عن الخبر المنشور ليعلم ويتأكد انه بيان رسمي صادر عن هيئة الأرصاد تطمئن به المصريين مثلما فعلت دول عديدة لطمأنة مواطنيها .. والبيان تم نشره في «بوابة أخبار اليوم» وعدد كبير من المواقع الالكترونية المصرية.. بنفس الصياغة والعناوين تقريبا ..

ولأن لدينا مثل شعبي في مصر يتغنى به شعبها الذي يحكي عنه ألكسندر نازاروف يقول: «التكرار يعلم.. الشطار».. نبين له الأتي:

• أولا: الخبر المنشور بيان وزعته هيئة الأرصاد الجوية على الصحف والمواقع الالكترونية المصرية وليس من بنات أفكار المحررين ونشرته غالبية المواقع المصرية .. ولكن القصور لدى المحلل السياسي الروسي والموقع الناشر «روسيا اليوم» الناطق بالعربية جعلهما يتكاسلان في البحث عن مصدر المعلومة وإعلان العداء المباشر لـ«بوابة أخبار اليوم»

• ثانيا: الصورة المنشورة في الخبر تم التعليق عليها بأنها صورة أرشيفية موضوعية وذلك لغياب الصور الأصلية للانفجار عن النشر.
• ثالثا: فيما يتعلق بالاتهام «المغلوط أو الموجهة» من ألكسندر نازاروف والموقع الناشر «روسيا اليوم» الناطق بالعربية بشأن تكرار «أخبار اليوم» لنشر معلومات مغلوطة تسئ للعلاقات بين البلدين هو قمة التزييف والجهل والتربص أيضا ويمكن الرد على ذلك عن طريق الاستعانة بـ«الأرشيف» لبيان ما تم نشره في «بوابة أخبار اليوم» حول طبيعة العلاقات المتينة بين مصر وروسيا منذ 30 يونيو 2013، مرورا بالترحيب الحار الذي استقبل به الشعب المصري الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أثناء زيارته لمصر في عام 2015 وشرح طبيعة العلاقات وحجم التبادل التجاري بين مصر وروسيا واحترام الموقف الروسي من تعليق الطيران لمصر عقب حادث طائرة شرم الشيخ وحتى إعادته بشكل جزئي وتوقيع عقود إنشاء محطة الضبعة النووية ومميزات المفاعلات النووية الروسية ومعدلات الأمان المزودة بها وكثير مما يصعب رصده في هذه السطور ناهيك عن موضوعات تؤكد أمان محطة الضبعة النووية وعدم تأثير الحادث الأخير علي استمرار التعاون بشأنها.

بوتين: العلاقات المصرية الروسية تقوم على صداقة قوية

«ألكسندر نازاروف.. مواقف مشبوهة تجاه مصر»

ولأن الشيء بالشيء يذكر.. فكان لابد من البحث في كتابات المحلل السياسي المحلل السياسي الروسي ألكسندر نازاروف والتي يحتكرها موقع «روسيا اليوم» الناطق بالعربية.. والحقيقة أن كلاهما «المحلل والموقع» وبسبب أسلوب «دس السم في العسل» والمعلومات المستقاة من مواقع الإخوان والدول الداعمة للجماعة الإرهابية يكادا أن يتسببا في أزمات بين القاهرة وموسكو لولا العلاقات المتينة بين الشعبين الشقيقين.. فهذا المحلل كتب على نفس الموقع المشبوه في عام 2018 مقال بعنوان: «غياب مصر يجعل تركيا وإيران زعيمتي الأمة العربية» والذي يتطاول من خلاله على السياسة والدور المصري والسعودي في المنطقة العربية ويتملق فيه تركيا ومواقف رجب طيب أردوغان – الأب الروحي لجماعة الإخوان الإرهابية- ويصف تركيا بأن لديها من الإمكانيات ما يجعلها زعيمة للأمة العربية، ثم يعدد من بعدها في مزايا النظام الإيراني الداعم للمليشيات الحوثية الإرهابية، والتي يؤكد أنه يمكنها الوصول إلى زعامة الأمة العربية دون مجهود يذكر.

وكالعادة ولأنه من أصحاب «النفس القصير» تناسى أو تعمد المحلل الروسي ألكسندر نازاروف في مقالاته التي يحتكرها موقع «روسيا اليوم» الناطق بالعربية أن طموحات أردوغان في استعادة الخلافة قد تحطمت على صخور الشعب المصري في 30 يونيو 2013، كما تقف المملكة العربية السعودية «سد منيع» في مواجهة طموحات المد الشيعي الإيراني بالمنطقة.

التعاون التجاري بين مصر وروسيا يصل إلى مستوى غير مسبوق

«روسيا اليوم.. مواقف مشبوهة تدعم جماعة الإخوان ضد مصر»

ما نعلمه عن موقع «روسيا اليوم» الناطق باللغة العربية، أنه أحد المواقع التابعة لشبكة إخبارية تلفزيونية عالمية متعددة اللغات تمولها الحكومة الروسية، ومقرها في موسكو وتديرها وكالة أنباء نوفوستي.. أذن التوصيف الرسمي لهذا الموقع أنه إعلام حكومي ممول من الحكومة الروسية، وهو ما يستتبع أن يكون هذا الموقع متحدثاً ومُنفذاً لسياسيات روسيا.. لكن للأسف الشديد ومن واقع المتابعة اليومية لما ينشر على هذا الموقع تحديداً من أخبار وتقارير تخص مصر والشأن المصري نرى الكثير من الخروج عن النسق الإعلامي الذي من المفترض أن تتمتع به وسيلة إعلامية، أولاً تابعة للحكومة الروسية، وثانياً، لها كل هذا الحضور الإعلامي الدولي.

وحول مواقف موقع «روسيا اليوم» الناطق بالعربية ضد الدولة المصرية فحدث ولا حرج.. فمن خلال هذا الموقع الناطق باللغة العربية وجدت جماعة الإخوان الإرهابية منفذاً لها تدخل من خلاله إلى روسيا، حيث بات وكأنه أحد المنصات الإعلامية التي تعتمد عليها الجماعة في نشر بياناتها كما هى دون التدخل وإعادة صياغة هذه البيانات صحفياً.

مصر وروسيا.. فصل جديد وشراكة إستراتيجية

«خلية الكويت»

تخيلوا أن موقع «روسيا اليوم» المملوك للدولة الروسية التي تصنف جماعة الإخوان بأنها منظمة إرهابية، هو نفسه الذي يروج للجماعة وبياناتها، بل أنه يسوق لما تدعيه الجماعة أنه مراجعات داخلية تمت مؤخراً، على شاكلة التقرير الذي نشره الموقع الروسي قبل عدة أسابيع وحمل عنوان «جماعة الإخوان المسلمين بمصر تعلن عن توجه وأولويات جديدة بعد مراجعة داخلية»، وأعاد نشر بيان الجماعة كما جاء نصاً على موقعها بـ«فيسبوك»، بل أن الأسابيع الماضية، نشط الموقع الروسي في نشر بيانات الجماعة، وزاد على ذلك أنه وضع وسائل الإعلام الإخوانية، الممولة من المخابرات التركية والقطرية مثل موقع «العربي الجديد» الذي يديره عزمي بشارة، عضو الكنيست الإسرائيلي السابق والمستشار الخاص لأمير قطر، وضعها الموقع الروسي ضمن قائمة المواقع التي ينقل عنها الأخبار دون حتى التدقيق في مصداقية ما تنشره هذه المواقع، وهو ما جعل النسخة الناطقة بالعربية لـ«روسيا اليوم» عرضة للوقوع في فخ «الأخبار المفبركة» التي تصيغها المواقع الإخوانية لتجد لها صدى عند مواقع أخرى، وخير مثال على ذلك ما نشره «روسيا اليوم» نقلاً عن «العربي الجديد» تحت عنوان «صحيفة: أنباء عن توقيف مصر ناقلة نفط إيرانية في قناة السويس»، دون أن يكلف الموقع الروسي نفسه عناء البحث عن حقيقة هذا الخبر الذي فبركه الموقع الإخواني، لإظهار مصر بأنها تعيق الملاحة البحرية في قناة السويس.

كما أن النسخة العربية من الموقع الروسي تتعامل مع البيانات الصادرة عن بعض المنظمات الحقوقية المعادية لمصر وكأنها الحقيقة التي لا خلاف عليها حتى إن القائمين على النسخة العربية من الموقع ينقلون نفس «الصيغة الإخوانية» في بيانات المنظمات المشبوهة، دون حتى التحقق منها أو محاولة التواصل مع السلطات المصرية للرد على مثل هذه التقارير.

«مساس بالأمن القومي المصري»

ولا يغيب عن الأذهان محاولة «روسيا اليوم» العبث بالأمن القومي المصري في استفتاء طرحته حول تبعية حلايب وشلاتين لمصر.. وحينها عبرت الهيئة العامة للاستعلامات عن رفضها وإدانتها للاستفتاء الذي أجراه الموقع العربي لقناة «روسيا اليوم» وأكدت الهيئة في بيان لها استدعاء المسئولين المعتمدين لديها عن مكتب «روسيا اليوم» لإبلاغهم برفض مصر التام وإدانتها الكاملة لطرح ما يخص سيادتها ووحدة أراضيها.

وأكدت الهيئة للرأي العام المصري أنه فور نشر هذا الاستطلاع المسيء والمستفز للحقائق الثابتة وللعلاقات الراسخة بين الدول الشقيقة والصديقة، بدأ التشاور بينها وبين الجهات المصرية المختصة وعلى رأسها وزارة الخارجية، للاتفاق على الخطوات والإجراءات التي سيتم اتخاذها في مواجهة هذا الخروج عن التقاليد الإعلامية المهنية واحترام سيادة الدول ووحدة أراضيها.

وحتى يتم إعلان هذه الخطوات والإجراءات، فقد قررت هيئة الاستعلامات استدعاء المسئولين المعتمدين لديها عن مكتب «روسيا اليوم» في مصر صباح اليوم السبت 12 مايو، لإبلاغهم برفض مصر التام وإدانتها الكاملة لطرح ما يخص سيادتها ووحدة أراضيها بتلك الطريقة، والتعرف منهم على ملابسات نشره تمهيداً لاتخاذ الخطوات والإجراءات المشار إليها سابقاً.

وعقب ذلك قامت «روسيا اليوم» بحذف استطلاع الرأي، وأبدت إدارة الموقع اعتذارها الرسمي وما تسبب فيه من تداعيات، وأكدت أنها لن تشكك في وحدة وسيادة الأراضي المصرية.

وقالت «روسيا اليوم» في بيانها: «إنها تأسف لما سببه الاستطلاع من استياء لدى الجانب المصري، وإنها توضح أن الغرض منه لم يكن الإساءة لمصر، ولا التشكيك في وحدة أراضيها، بقدر ما هو شكل إعلامي معمول به في تناول قضايا وملفات الساعة.. مع التزامها بقواعد الموضوعية والحياد التي تميز تعاطينا الإعلامي مع جميع المواضيع الإخبارية».

«مصر وروسيا.. علاقات وثيقة»

وفي النهاية نؤكد من جانبنا على دعمنا الكامل والمستمر في إبراز العلاقات المتينة والقوية بين مصر وروسيا.. وأن التجاوزات التي يقوم بها موقع «روسيا اليوم» الناطق بالعربية والتي تتكرر من وقت لآخر وباتت تمس هوية الموقع لن تنال من التقدير الشعبي المصري تجاه روسيا ولا موقف بوابة اخبار اليوم الداعم وبقوة لتلك العلاقات اتساقا مع موقف مصر الرسمي وعلاقتها الوطيدة مع روسيا ولن يتزعزع موقفنا هذا بفعل مواقف مشبوهة ليس لها هوية ولا تتسق مع مبادئ او قيم.

RT

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى