الأخبار

الكنيسة بدأت تجني ثمار تأييد السيسي بعد «حشد نيويورك»

أصدر الرئيس عبد الفتاح السيسي، أمس الأربعاء، قانون رقم 80 لسنة 2016 بشأن تنظيم بناء وترميم الكنائس، بعد موافقة مجلس النواب عليه، على أن يسمح هذا القانون ببناء كنائس جديدة وفقًا لنصوصه، وتقنين أوضاع القديمة، كما أصدر قرارًا جمهوريًا آخر بالترخيص لطائفة الأقباط الأرثوذكس بإنشاء كنيسة السيدة العذراء مريم والشهيد مارجرس بمدينة مدينتي في القاهرة الجديدة، وذلك بعد موافقة وزارة الداخلية. 2 98629-العدد-38-مكرر-ه-4 91665-العدد-38-مكرر-ه-5 5 وتأتي تلك القرارات بعد أسبوعٍ من مشاركة السيسي في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، والتي شهدت «حشدًا كبيرًا من جانب الكنيسة لتأييده». هذا الحشد نظم عبر إشراف من المقر البابوي في أمريكا وإيبراشية نيويورك ونيو إنجلاند، حيث أصدر قبل سفر السيسي إلى نيويورك بأيام، بيانًا جاء فيه إنه «يتوجب على جميع المصريين المخلصين لبلادهم، الترحيب بالرئيس ودعمه لخير مصر، فالبابا تواضروس يولي تلك الزيارة اهتماماً كبيراً، ويحث كهنة الكنائس بأمريكا على بذل كل ما أمكن لإنجاحها، وضرورة التواجد صباح الثلاثاء المقبل أمام مقر الأمم المتحدة لتأييد الرئيس الذي يعمل بلا كلل من أجل مصلحة الوطن». أيضًا كلف البابا تواضروس الأنبا يؤانس، أسقف أسيوط، والأنبا بيمن، أسقف قوص ونقادة، بالذهاب إلى الولايات المتحدة الأمريكية، لعقد اجتماعات بالكنائس المصرية هناك من أجل الحشد لاستقبال الرئيس والترحيب به أثناء إلقاء كلمته أمام الأمم المتحدة. 14409138_1098661233589314_1719416590_n بالفعل نسق هذا الوفد الكنسي مع نبيل مجلع، رئيس جمعية «مصر للمصريين» في الولايات المتحدة، وتم تنظيم وقفتين مؤيدتين للسيسي؛ الأولى أمام الفندق المقيم به فور وصوله، والثانية وقت إلقاء كلمته داخل مقر الأمم المتحدة. وخرجت هذه الوقفات بتسهيلات قدمتها الكنائس المصرية في نيويورك ونيوجرسي، حيث تحرك 25 أتوبيسًا منهم لنقل المشاركين. 14388842_1098661320255972_600298378_n

كان حشد الكنيسة هذه المرة رسميًا وموسعًا عن أي مرة سابقة، ويبدو غريبًا إلى حد ما، لكن الاجتماع الذي عقده كلا من الأنبا يؤانس، والأنبا بيمن، مبعوثي البابا إلى نيويورك، بكنيسة مارجرجس والأنبا شنودة في الولايات المتحدة، لدعوة الحاضرين للمشاركة في وقفات التأييد، أظهر أن دعمهم هذا له مقابل، حيث قال الأنبا يؤانس، إن الأقباط وصلوا إلى حل لم يحلموا به فيما يتعلق بتقنين الكنائس القديمة. وقال الأنبا بيمن إن كل مدينة جديدة يتم بنائها ستخصص فيها كنيسة، كما أن الرئيس أمر ببناء كنيسة فى الوادى الجديد، وزار مدينة السادس من أكتوبر لافتتاح مشروع لقاطنى العشوائيات، وطلب بناء كنيسة على مساحة 3 آلاف متر، مشيرًا إلى أن العاصمة الإدارية الجديدة سوف تشهد بناء كاتدرائية جديدة على مساحة 30 فدانًا.

بناء كنائس جديدة، وتقنين أوضاع القديمة، التي تصل إلى 1500 كنيسة غير مرخصة، بحسب تصريحات أدلى بها القس رفعت فتحي، أمين عام مجلس كنائس مصر، لـ«التحرير» في وقت سابق، ليست هى وحدها ما تريده الكنيسة، لكنها أيضًا تريد فتح الكنائس المغلقة بدواعي أمنية، والتي يقدر عددها بنحو 49 كنيسة مغلقة فى العديد من محافظات الجمهورية – وفقًا لبيان سابق صدر عن الكنيسة. في المقابل يحتاج الرئيس لدعم الأقباط بسبب تأثر صورته خارجيًا بعد الأزمة الاقتصادية التي شهدتها مصر مؤخرًا، وأحداث الفتن الطائفية، والانتقادات الخارجية الموجهة لوضع الحريات في مصر. ابدى سياسيون وشباب أقباط في تصريحات وبيانات صحفية، رفضهم لتدخل الكنيسة في السياسة بهذا الشكل، لكن البابا تواضروس، رد بشكل غير مباشر على ذلك قائلًا: «إن تأييد الرئيس عمل وطني، لأن كرامة مصر ممثلة في كرامة استقبال رئيس مصر بكل ما يليق». لمزيد من التفاصيل اضغط هنا هذا التصريح لم يمنع ظهور الأمر وكأنه أشبه بالـ«الصفقة» بين الكنيسة والنظام، وهو ما تبين أمس، حين صدق الرئيس على قانون بناء الكنائس بعد عودته من نيويورك، رغم أن البرلمان وافق عليه وأرسله إليه في 30 أغسطس الماضي، أي منذ شهر، وعدم التفاته لما قدمته حركة «تنسيقة المواطنة» من اعتراضات حول القانون، كما قرر بناء كنيسة جديدة للأقباط الأرثوذوكس في القاهرة الجديدة، لكن هل سيستمر جنى الثمار، ويتم فتح الكنائس المغلقة أو بناء كنائس جديدة في المناطق التي تحتاج إلى ذلك؟ مسؤول الملف الديني بالمبادرة المصرية للحقوق الشخصية: الأيام ستثبت إسحق إبراهيم، مسؤول الملف الديني بالمبادرة المصرية للحقوق الشخصية، يرى أنه يمكن الربط بين دعم الكنيسة للرئيس السيسي في نيويورك وبين القرارين الأخيرين، لعدة مؤشرات ظهرت تحديدًا في حديث الأساقفة بأمريكا، وفي الوقت نفسه يمكن عدم الربط، لأنه في كل الأحوال كان لابد أن يصدق على القانون حتى لو لم تدعمه الكنيسة، واحتمالية أن يرفضه ويعيده للبرلمان مرة أخرى ضعيفة، لأن الدولة توافقت على القانون ولا ترغب في تغيره. وقال إبراهيم لـ«التحرير»: «الأيام ستوضح إذا كان الرئيس يمنح الأقباط بعض الامتيازات اللحظية، أم أن القانون الصادر سيكون فاعلًا وحقيقيًا ولن يعرقل بناء الكنائس».

التحرير

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى