الأخبار

الجثث أشلاء.. وطائرة نقلت المصابين للسويس والإسماعيلية

125

ليلة عاصفة عاشها المسعفون فى محافظة شمال سيناء، أمس الأول، بعد التفجيرات الإرهابية التى شهدتها مدينة العريش.

أحد المسعفين فى شمال سيناء، طلب عدم نشر اسمه، يقول: «كنا نجلس فى نقطة الإسعاف التى تبعد 40 كيلومتراً عن مكان الانفجار، وسمعنا صوت التفجيرات بوضوح»، وأضاف: «بعدها مباشرة تلقينا بلاغاً، كنا بنجرى ومش شايفين قدامنا، وما بنقولش غير يا رب استرها، واستدعينا كل سيارات الإسعاف، وانطلقت حوالى 30 سيارة إسعاف من كل خطوط إسعاف شمال سيناء».

ويصف المسعف موقع الحادث، قائلاً: «البيوت اللى موجودة بالقرب من موقع الحادث كانت مجرد حطام، وصراخ سيدات وأطفال، وما أتذكره أن هناك حوالى 7 مصابين منهم أطفال وسيدات»، وأشار إلى أن المستشفى العسكرى، الذى يبعد حوالى 200 متر عن مديرية الأمن، تأثر بشكل كبير، وكل نوافذه وأسقفه المعلقة تحطمت.

ويتابع المسعف: «منذ وقوع الحادث وحتى الآن لا نزال نعمل على انتشال الجثث من تحت الأنقاض، والأهالى لم يستطيعوا مساعدتنا بسبب حالة حظر التجول المفروضة فى المدينة، وما غمضناش عنينا من إمبارح، والوضع صعب فوق أى وصف، كانت مجزرة بمعنى الكلمة»، وأشار إلى أن سيارات الإسعاف نقلت حوالى 30 جثة إلى مطار العريش ومنه إلى القاهرة، ويضيف: «الجثث كلها اللى نقلناها كانت أشلاء مش عارفين نجمع جثة على بعضها، وحملت طائرة مصابين فى حالة خطرة إلى مستشفيى السويس العام والإسماعيلية، إضافة إلى مستشفى العريش»، وأشار إلى أن عدد المصابين تجاوز الـ50 مصاباً، معظمهم بطلقات نارية فى أجزاء متفرقة من الجسم، إضافة إلى بعض الحروق.

من جهة أخرى، أحمد عبدالعزيز، الشاب العشرينى، كان أحد شهود العيان، يقول إنه حضر لموقع الحادث بمجرد هدوء الاشتباكات وإطلاق النيران فى موقع التفجير، مساء أمس الأول، وشاهد اللوحة المعدنية التى تبقت من السيارة المفخخة وتحمل أرقاماً شرطية وممهورة بكلمة «شرطة»، ويؤكد أن الضباط الناجين من الواقعة أكدوا له أن سبب وصول السيارة إلى المديرية وقت الحظر هو تلك اللوحات المعدنية، ويقول إن السيارة حين وصلت لمدخل مديرية الأمن طالبها جندى الحراسة بالتوقف، فلم يستجب قائدها قائلاً: «شرطة.. شرطة»، فرد عليه بصوت مرتفع: «ثابت ثابت»، وشرع فى إطلاق النيران، ولكنه لم يستطع، إذ كانت التفجيرات أسرع منه.

ويقول «عبدالعزيز»، طالب أزهرى، إن السيارة كانت «ميكروباص» بيضاء، وهى نفس نوع السيارات التى تستخدمها الشرطة فى حملاتها داخل العريش وسيناء: «بيستخدموا تاكسى خاص أو عربية ميكروباص زى اللى اتفجرت»، ويروى أن تلك السيارات جاءت من طريق المطار صوب منطقة الضاحية، التى تعد منطقة تجمع منشآت عسكرية.

«عبدالعزيز» نجا من الموت بأعجوبة، فالصدفة وحدها لعبت دورها فى إنقاذه من الموت، قائلاً إن طلب والدته منه بخفض صوت التليفزيون قبل الانفجار بدقائق أنقذه من الموت تحت نافذة منزله التى هشمها الانفجار، مشيراً إلى أن ما طال الأهالى من أضرار جراء الانفجار كبير جداً والذى يصفه بأنه «الأبشع على مدار أربع سنوات ما بعد الثورة».

الوطن

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى