الأخبار

توقعات بقرارات سعودية جديدة

138

• ديفيد هيرست: تصعيد بن نايف وبن سلمان مكسب لقطر وتركيا وخسارة لمصر والإمارات.. والمملكة تحاول استعادة ثقة واشنطن
• الكاتب البريطانى: خط الخلافة سيكون عبر بن سلمان لأن بن نايف ليس لديه أبناء ذكور.. وأنجلوس تايمز: التغييرات الملكية تنبئ بسياسة خارجية أكثر حزما

«التغييرات الملكية التى أجراها العاهل السعودى، الملك سلمان بن عبدالعزيز تثبت أن اتخاذ القرارات بالمملكة مازال فى يد شخص واحد، وأن الملك الحاكم فى إمكانه تجاوز أى تراث تركه أسلافه من قبله، دون الرجوع إلى هيئة البيعة المسئولة عن الآليات الدستورية فى الدولة»، بهذه الكلمات استهل الكاتب البريطانى ديفيد هيرست مقاله، المنشور فى صحيفة «هافنجتون بوست» الأمريكية، أمس، حول قراءته التحليلية لقرارات الملك سلمان الأخيرة بتعيين الأمير محمد بن نايف وليا للعهد، ونجله الأمير محمد بن سلمان، وليا لولى العهد، وسط توقعات غربية بالإطاحة بوزيرى البترول، على بن إبراهيم النعيمى، والحرس الوطنى، متعب بن عبدالله.

محمد بن نايف بن عبد العزيز وزير الداخلية السعودى

 

وأوضح هيرست أنه «بإقالة العاهل السعودى لمعظم مسئولى النظام السابق، استطاع نقل السلطة من جيل إلى آخر، حيث يتبقى أخيرا الأمير متعب بن عبدالله وزيرا للحرس الوطنى». وقال إن مصادر لم يكشف عنها تتوقع أن «يضم العاهل السعودى الحرس الوطنى إلى وزارة الدفاع والتى يترأسها نجله الأمير محمد بن سلمان».
هيرست أشار أيضا إلى أن إقالة «الأمير سعود الفيصل من منصبه كوزير للخارجية، وتعيين عادل الجبير، المقرب من الإدارة الأمريكية، نظرا لمنصبه السابق سفيرا للسعودية فى واشنطن، يدل على أن المملكة تحاول أن تستعيد ثقة الولايات المتحدة، وتبقى المسافات بينهما قريبة».

ولفت هيرست إلى أن «التعيينات الجديدة، خاصة تعيين الأمير محمد بن نايف وليا للعهد، يأتى فى صالح تركيا وقطر، نظرا للعلاقات الجيدة بين نايف وإدارة الدولتين، مؤكدا أن القرارات الملكية ستكون ذات تأثير ملحوظ على علاقة المملكة مع الدول المجاورة».
وتابع هيرست «سيكون الجانب الخاسر هو مصر والإمارات العربية المتحدة»، معللا ذلك بأن «فيصل ومقرن كانا ذى أثر مميز فى توثيق العلاقات بين القاهرة والرياض، فى حين أن العلاقة متوترة بين الأمير محمد بن نايف والأمير محمد بن زايد، ولى عهد أبوظبى والحاكم الفعلى للإمارات، وقد زار بن زايد الرياض ثلاث مرات منذ وصول سلمان إلى السلطة فى يناير، والتقى الملك مرة واحدة فقط»، موضحا أن «السبب الرئيسى لهذه التداعيات هى الحرب السعودية الحالية فى اليمن، حيث لايزال بن زايد يساند قوات الرئيس المخلوع على عبدالله صالح، ولاتزال أبوظبى تستضيف نجله أحمد على، فى وقت الذى تقصف فيه السعودية القوات الموالية لصالح».

وقال هيرست إن «الخلافات داخل المملكة نفسها قد اكتملت الآن. فالرجلان اللذان يديران البلاد وحروبها هما محمد بن نايف ولى العهد الجديد، ونجل الملك سلمان، الأمير محمد بن سلمان»، لافتا لـ«علاقة الاحترام بين الرجلين»، إلا أنه اشار إلى أنه «لدى محمد بن سلمان ميزة واحدة على ابن عمه الأكبر، وهو أن بن نايف ليس لديه ابن، وبذلك فإن خط الخلافة سينتقل عن طريق بن سلمان وليس عن طريق بن نايف (لديه بنتان)، ما يعنى أن ما حدث يوم الأربعاء سيكون له انعكاسات لعقود قادمة».
وتساءل هيرست ختاما عن كيفية استخدام الأمير محمد بن سلمان لسلطاته الجديدة كوزير للدفاع، خاصة فى حرب النفوذ بين السعودية وخصمها الأكبر فى المنطقة إيران، مؤكدا أن نهاية معركة السيطرة بين القوتين الإقليميتين ستكون دموية مثلما حدث بين إيران والعراق من قبل، لتقضى على ثروات الدولتين.
بدورها، أشارت مجلة «فورين بوليسى» الأمريكية إلى أن «التغييرات الملكية كانت متوقعة إلى حد ما، منذ تولى الملك سلمان بن عبدالعزيز مقاليد المملكة، إذ بدأ نجله الأمير محمد بن سلمان فى الصعود بمناصب الدولة، إلى أن تم تعيينه وزيرا للدفاع ووليا لولى العهد، ومن غير المتوقع تغييره بعد أن يتولى الأمير نايف الحكم، لأن الأخير ليس لديه ذكور بين أبنائه».
ونقلت المجلة عن المستشار السابق لوزير المالية السعودى جون سفاكيانكس، قوله إن «العديد اعتقد أن الإعفاءات الملكية جاءت نتيجة لخلافات بين العاهل السعودى وأفراد النظام السابق، ولكن الحقيقة أن الملك سلمان اجتمع مع العديد من الأمراء قبل اتخاذ القرارات بالإجماع».

محمد بن سلمان

وأشارت المجلة إلى أن «التغييرات توضح حرص العاهل السعودى على تطوير علاقاته الخارجية خاصة مع الإدارة الأمريكية، ما بدا فى تعيين الجبير وزيرا للخارجية، وهو أول وزير معين من خارج العائلة الملكية»، لافتة إلى أنه كان أول من أعلن عن عملية «عاصفة الحزم» من واشنطن.

وحسب المجلة، يتوقع محللون أن الملك السعودى لديه بعض المفاجآت الأخرى، متمثلة فى بعض التغييرات التى قد تأتى مستقبليا، تطيح بوزيرى البترول (على بن إبراهيم النعيمى) والحرس الوطنى، حيث أكد سفاكيانكس أنه بالرغم من أن «هذه التغييرات تاريخية بالنسبة للمملكة، ولكن الموجة القادمة من القرارات سيكون لها وقع أكبر».
من جانبها، وتحت عنوان «التغييرات الملكية تهدف لسياسة خارجية أكثر حزما»، قالت صحيفة «لوس أنجلوس تايمز» الأمريكية، إن «الملك سلمان بن عبدالعزيز تعمد تسليم السلطة إلى الجيل القادم من الشباب، فى خطوة اعتبرها المحللون السياسيون أساسية، ومن المفترض أن تخلق سياسات خارجية جديدة وحازمة للمملكة، بجانب قطع نفوذ إيران فى المنطقة».

ونقلت الصحيفة عن خبيرة العلاقات الخليجية بمعهد واشنطن، سيمون هندرسون، قولها إن «القلق الوحيد الذى يجب أن يساور الإدراة الأمريكية بشأن التغييرات الملكية السعودية، هو احتمالية وجود صراع على السلطة فى الرياض»، فيما أكد رئيس جهاز الأمن القومى الإيرانى على شامخانى أن «القرارات تدل على صراع داخلى على السلطة، وأن السعودية فقدت نفوذها فى العالم الإسلامى».
اقتصاديا، أوضحت الصحيفة أن «التغييرات التى حدثت فى نظام المملكة أحد أكبر الدول الموردة للبترول فى العالم، جاءت فى وقت غير مناسب، بعد أن أطاحت ثورات الربيع العربى بالدول العربية الرائدة فى مجال البترول مثل اليمن وليبيا، فيما استمرت الحروب فى دول أخرى مثل العراق وسوريا، ما يجعل الاعتماد على السعودية أساسيا فى الحصول على البترول الخام»، وإن أى عدم استقرار فى المملكة سيهدد سوق النفط.

 

 

 

 

 

 

الشروق

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى