الأخبار

الحكومة الليبية المؤقتة تعتزم مقاضاة تركيا وقطر

كشفت مذكرة التفاهم، التي وقعتها تركيا مع حكومة الوفاق الوطنى الليبية برئاسة فايز السراج، بعض بنود الاتفاق الأمنى والعسكرى، التي توضح الأطماع التركية في ليبيا، وأظهرت بنود الاتفاق التي نشرتها مواقع إخبارية ومنها «سكاى نيوز عربية»، مجالات التعاون الأمنى والعسكرى بين الطرفين، حيث تتضمن نقل الخبرات والدعم التدريبى والتخطيطى والمعدات من الجانب التركى إلى نظيره الليبى، إضافة إلى المشاركة في التدريبات والمناورات العسكرية، بينما أعلنت وزارة الخارجية في الحكومة الليبية المؤقتة أنها بصدد رفع دعوى قضائية دولية ضد تركيا وقطر، بسبب دعمهما للميليشيات في ليبيا.

وأعلنت وزارة الخارجية في الحكومة الليبية المؤقتة، شرق البلاد، أنها بصدد رفعِ دعوى قضائية دولية ضد تركيا وقطر، بسبب دعمهما للميليشيات في ليبيا، وقالت، في بيان، إن لجنة وزارية تقوم بحصر الأضرار التي خلّفتها الأعمال الإرهابية، ورصد الأدلة التي تُثبت تورط قطر وتركيا في تلك الأعمال على مدى 5 سنوات، وأوضحت أنه سيتم التنسيق بين القضاء المحلى والدولى، لرفع دعاوى ضد الدولتين، والمطالبة بمعاقبة المتورطين، وكان الجيش الليبى أعلن أنه رصد مخازن للسلاح تحوى طائرات تركية مسيرة، وذخائر ومعدات عسكرية مصدرُها تركيا في مدينة مصراتة.

وفى غضون ذلك، أعلنت السفارة الليبية في العاصمة القاهرة، تعليق جميع أعمالها ابتداء من أمس، لأسباب أمنية، وقالت في بيان صحفى: «سفارة دولة ليبيا بالقاهرة تعلن للسادة المواطنين الليبيين المقيمين والجالية الليبية بجمهورية مصر العربية الشقيقة أنها علقت العمل بالسفارة لظروف أمنية، وذلك اعتبارا من يوم الأحد الموافق 15 ديسمبر 2019 وحتى إشعار آخر». ويأتى بيان السفارة بعد يوم واحد من مطالبة بعض الدبلوماسيين بالسفارة بالانشقاق عن حكومة الوفاق بعد توقيعها اتفاقا بين فائز السراج وتركيا، وأعلنوا دعمهم للعملية العسكرية التي أطلقها الجيش الوطنى الليبى بقيادة المشير خليفة حفتر، لتحرير طرابلس.

وبحسب مذكرة التفاهم، قررت أنقرة وحكومة السراج منح وتبادل وتخصيص الخدمات العسكرية في إطار التعاون اللوجيستى، وتبادل الذخائر وأنظمة الأسلحة والآليات العسكرية، وبحسب مذكرة التفاهم، يمكن للحكومة التركية وحكومة طرابلس التعاون من خلال تبادل الخبراء وعقد اتصالات بين المؤسسات الأمنية والعسكرية، إلى جانب المشاركة في التدريبات العسكرية، بما فيها مناورات الذخيرة الحية.

وفيما يخص مجال الاستخبارات، يلتزم الطرفان بالتعاون لمواجهة تهديدات الأمن الوطنى، ومكافحة الهجرة غير الشرعية ومحاربة أسلحة الدمار الشامل، كما اتفق الموقعان على المذكرة على عدم إفشاء أو نقل أو مشاركة المعلومات والمواد السرية إلى طرف ثالث «دون موافقة كتابية مسبقة»، وتظل المذكرة سارية المفعول لمدة 3 سنوات من تاريخ دخولها حيز التنفيذ، على أن يتم تمديدها تلقائيا لمدة سنة واحدة، ما لم يقم أحد الطرفين بالتعبير عن رغبته في إنهائها.

وفى الدوحة، قال أمير قطر، تميم بن حمد آل ثان، أمس، إن الدوحة مستعدة لتقديم أي دعم أمنى واقتصادى تطلبه حكومة الوفاق الليبية، وذكرت حكومة الوفاق، في بيان، أن أمير قطر أكد خلال استقباله السراج، مساء أمس الأول، أن «قطر ستضاعف العمل من أجل أن تتجاوز ليبيا الأزمة التي تمر بها، مبديا الاستعداد لتقديم أي دعم تطلبه حكومة الوفاق الوطنى في المجالين الأمنى والاقتصادى»، وأضاف البيان أن أمير قطر «جدد دعم بلاده لحكومة الوفاق الوطنى ولجهود السيد الرئيس لتحقيق الأمن والاستقرار في ليبيا»، وأوضح أن السراج وتميم بحثا «مؤتمر برلين المزمع عقده لبحث الأزمة الليبية، واتفق الجانبان على ضرورة دعوة كل الدول المعنية بالشأن الليبى إلى هذا اللقاء دون أي إقصاء».

وكان السراج التقى وزير الخارجية التركى مولود جاووش أوغلو، ووزير الدفاع التركى خلوصى أكار، وبحث اللقاء، الذي عُقد في قطر على هامش «منتدى الدوحة»، الخطوات العملية لتنفيذ مذكرتى التفاهم الأمنية والبحرية التي وقعها الجانبان، وقال أوغلو، أمس الأول، إن حكومة السراج لم تقدم طلبا إلى تركيا لإرسال جنود لدعمها في مواجهة الجيش الوطنى.

وكان البرلمان التركى أعلن أنه صادق على مذكرة التفاهم المتعلقة بتحديد مناطق الصلاحية البحرية، في 5 ديسمبر الجارى.

كما أعلن المجلس الرئاسى للحكومة الليبية أنه أقر مذكرتى التفاهم.

وأمنيا، أفادت مصادر بوقوع اشتباكات في منطقة زاوية الدهمانى في العاصمة طرابلس بين ميليشيات كتيبة ثوار طرابلس وميليشيا قوة الردع، وكلاهما يتبعان حكومة الوفاق الليبية، وحققت كتائب الجيش الليبى تقدماً في محور عين زارة جنوب شرقى طرابلس، وأكدت سرية المشاة بالكتيبة 127 مجحفلة التابعة للجيش أن عناصرها تمكنت من الاستيلاء على مراصد ومواقع مهمة لقوات حكومة الوفاق، والسيطرة على المخازن «الهناقر» في منطقة الأبيار بعين زارة، مكبدة تشكيلات الوفاق خسائر فادحة في الأرواح والمعدات والعتاد، كما تجددت الاشتباكات في منطقة وادى الربيع، على بعد 37 كيلومتراً عن قلب العاصمة الليبية، وأعلن الجيش الليبى أن قواته الجوية دمرت كميات كبيرة من الأسلحة والذخائر التركية ومواقع لتخزين الطائرات المسيرة والمعدات العسكرية، خلال قصف جوّى على الكلية الجوية بمصراتة. وقال مسؤول عسكرى في القيادة العامة للجيش الوطنى الليبى إن اقتحام طرابلس وحسم المعركة قد يستغرق بعض الوقت «بسبب حرص الجيش على حياة المدنيين والحفاظ على أرواحهم، وحذره الشديد لتفادى تدمير المنشآت العامة والخاصة»، موضحا أن «الجيش يسير وفقاً لخطة عسكرية محكمة تضع سلامة المدنيين والمرافق الحيوية للدولة على رأس الأولويات وفوق كل اعتبار»، موضحاً أن «هدف الجيش هو تخليص العاصمة وسكانها من الميليشيات المسلّحة الجاثمة فوق صدورهم، وليس ضربها وتدمير بنيتها التحتية أو الدخول إليها في أسرع وقت ممكن».

 

المصرى اليوم

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى