الأخبار

«أبوتريكة» اللعب على الحبال

14

هو ليس لاعباً عادياً، أو حتى نجم داخل نادٍ كبير بحجم «الأهلى»، الأمر الذى يصعب معه اختزاله فى كلمتين «محمد أبوتريكة» الظاهرة التى فرضت نفسها على الجميع ببطولات وانتصارات وضعته دوماً فى محط أنظار الجميع.

 

بدأ «أبوتريكة» ابن قرية ناهيا مشواره الكروى لاعباً فى الدرجة الثانية، حتى وصل إلى النادى الأهلى الذى استحوذ من خلاله على عقول عشاق القلعة الحمراء، فأصبح خطاً أحمر لا يمكن الاقتراب منه، خوفاً من غضب الجماهير. حاز على جماهيرية كبيرة من خلال إنجازات عديدة، سواء فى الداخل مع ناديه العريق، أو فى الخارج مع المنتخب القومى، غير أن جماهيرية أخرى جاءته تسعى بسبب مواقف شخصية كانت بعيدة عن أدائه الرياضى، مثال ذلك ما فعله فى عام 2008، عندما رفع ملابسه عقب تسديده أحد الأهداف فى مباراة مصر والسودان ليكشف عن شعار «تعاطفاً مع غزة» المنقوش على فانلة داخلية فى وقت كانت فيه غزة الفلسطينية تتعرّض لحملة حصار وتجويع فرضتها عليها قوات الاحتلال الإسرائيلى، ورغم أن الاتحاد الأفريقى لكرة القدم «الكاف» هدّد وقتها بإيقافه، إلا أنه حصل على شعبية عريضة، خصوصاً بين صفوف الفلسطينيين الذين تأثروا للغاية بما فعله، والتضامن الذى أبداه مع قضيتهم.

 

وفى مصر راحت شعبيته تتزايد، خصوصاً عندما امتنع عن حضور حفل الاحتفاء بفوز المنتخب الوطنى ببطولة كأس الأمم الأفريقية عام 2008 بسبب وجود المطربة اللبنانية نانسى عجرم، وعندما وقعت أحداث مجزرة استاد بورسعيد التى راح ضحيتها 72 شاباً من مشجعى الأهلى رفض مصافحة المشير محمد حسين طنطاوى عند استقباله بعثة الأهلى الفائزة بالبطولة الأفريقية، الأمر الذى سبّب أزمة كبيرة بين النادى والمؤسسة العسكرية، كشف اللاعب وقتها عن نيته فى الاعتزال. وأبلغ حسن شحاتة المدير الفنى السابق للمنتخب، أن كأس أفريقيا مع الأهلى «الموسم الماضى» ستكون آخر مشواره، ثم تراجع ونفى.

 

وفى كأس السوبر المصرى التى جمعت بين الأهلى وإنبى عام 2012 رفض «أبوتريكة» المشاركة فى المباراة بعد أن تدرّب بالفعل مع زملائه رافعاً شعار «التضامن مع الشهداء»، مما دفع «الأهلى» لاتخاذ قرار ببيعه، لكنه تراجع خوفاً من الجماهير، واكتفى بمعاقبته مالياً وحرمانه من شارة كابتن الفريق طوال حياته، إلى أن جاء القرار بالتخلص منه وإعارته إلى بنى ياس الإماراتى قبل أن يعود من جديد.

 

على أن الشعبية التى تمتع بها اللاعب على مدار مشواره الكروى بدا أنه فى طريقه لفقدانها، خصوصاً بعد أن تردّدت شائعات عن ارتباطه بالإخوان المسلمين، ومعتصمى «رابعة»، وإهانة قيل إنه وجهها للمؤسسة العسكرية قبل أن يخرج بقراره الأخير الذى أعلن فيه نيته الاعتزال عقب خسارة المنتخب القومى الفادحة أمام منتخب غانا فى تصفيات كأس العالم الأخيرة.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

الوطن

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى