الأخبار

السينمائيون يودعون سعيد مرزوق

139

 

 

عمر عبد العزيز: معاناته مع المرض تثبت أنه ليس كل الفنانين مليونيرات

محمد خان: عانى من إهمال الوسط الفني له.. وأعماله تتميز بالجرأة

مجدي الطيب: قال لي إنه لم يشعر بأن الدولة ظلمته

مخرج لم تساعده ظروفه المادية على دراسة الفن الذي أحبه ألا وهو السينما، ولكن عشقه لهذا المجال لم يقف أمامه أي عائق لتحقيقه، فمنزل المخرج سعيد مرزوق المجاور لاستوديو مصر جعله يتابع في سن صغيرة هذا المجال عن قرب بكل تفاصيله.

وقرر «مرزوق» أن يكون مكانه خلف الكاميرا يدير كل الحركة السينمائية للفيلم، عندما شهد وتابع بالصدفة قيام المخرج الفرنسي سيسيل دي ميل بإخراج فيلمه «الوصايا العشر»، ومن هنا بدأ «مرزوق» مشواره السينمائي كمخرج للأفلام التسجيلية منها «أعداء الحرية» و«الطبول» واختتمه بعدد من الأفلام الروائية الطويلة وآخرها «جنون الحياة» و«قصاقيص العشاق».

سعيد مرزوق الذي وافته المنية أمس، ترك بصمة سينمائية كبيرة وألمًا في نفوس كل السينمائيين الذين يقدرون إسهاماته وأعماله، ويقول المخرج محمد خان: «سعيد مرزوق كان قامة كبيرة ومؤثرة وأهم ما يميز أفلامه هو الجرأة في التناول والعمق أيضًا، ولعل أبرز مثال على ذلك أفلام المذنبون وزوجتي والكلب، ولكن رغم جرأة بعض أفلامه فإن ذلك لم يمنع من وجود بعض الأفلام التي تناولت قضايا اجتماعية، ولعل أبرزها أريد حلا لسيدة الشاشة العربية فاتن حمامة».

وأضاف «خان»: «مع الأسف ورغم قامته السينمائية الكبيرة فإن مرزوق عانى كثيرًا من الإهمال، وشعرت في بعض المواقف الاجتماعية والإنسانية أن الوسط الفني والسينمائي تخلى عنه».

وقال المخرج عمر عبد العزيز: «سينما سعيد مرزوق أكبر من أن يتم الحديث عنها في بضعة سطور، فرغم أنه لم يكن خريجًا من معهد السينما فإنه استطاع التأسيس لسينما حقيقية ومدرسة خاصة به»، واستطرد قائلا: «وفاة هذا القدير تؤكد أنه ليس كل الوسط الفني مليونيرات؛ لأنه عانى 7 سنوات مع المرض، وواجهت أسرته ظروفًا قاسية للغاية من أجل علاجه، وبعض الجهات وقفت إلى جانبه ومنها نقابة السينمائيين واتحاد الفنانين، ولكن معاناته كانت أكبر».

ويقول الناقد مجدي الطيب: «أذكر آخر حوار أجرته مع سعيد مرزوق وكان مهمًّا للغاية، وقال فيه: إنه لا يشعر بأن الدولة ظلمته بل يشعر أنه نال ما يستحقه من جوائز وتكريمات، ولكنني أقول إننا كمتابعين للحركة السينمائية نشعر أن سعيد مرزوق تعرض لظلم كبير، وأنه كان يستحق تقديرًا أكبر وجوائز أكثر تليق بمكانة يستحقها ويحتلها بالفعل».

وتعقيبًا على استبعاد المخرج سعيد مرزوق من جوائز الدولة التقديرية، قال «الطيب»: «كنت أعتمد على معلومات تم تصحيحها في وقت لاحق، وهي أن جائزة الدولة التقديرية في الفنون متأخرة عن باقي الجوائز الأخرى بمعنى أن كل جوائز الدولة تعتمد على الترشيحات التي تتم في نفس العام، أما الجوائز التقديرية فتتأخر عامًا عن باقي الجوائز الأخرى، وبالتالي فإن نقابة السينمائيين عندما رشحت مرزوق فإنها رشحته لنيل جائزة في عام 2015 وليس 2014».

وأضاف «الطيب»: «تتميز سينما مرزوق أنها مختلفة تمامًا عن السينما المصرية، ويبدأ الاختلاف من أننا أمام مخرج عصامي كون نفسه بنفسه وعجز عن الالتحاق بمعهد السينما لظروف أسرية، ولكن هذا لم يمنعه من أن يؤسس لمدرسة خاصة به وتتميز باللغة التشكيلية والسينمائية، فضلا عن أنه جمع بين تميزه في اللغة السينمائية وقدرته على تناول القضايا الاجتماعية والانحياز إلى كل ما يشغل المواطن المصري بجميع طبقاته».



الشروق

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى