الأخبار

انحسار هجمات الحوثيين على عدن

141

شهدت المواجهات والحرب من أجل إعادة الشرعية إلى اليمن، أمس، تطورات دراماتيكية، وذلك عبر تحقيق مكاسب ميدانية كبيرة، إضافة إلى دخول أجزاء من محافظة إب، بوسط البلاد، في المواجهات ضد المتمردين الحوثيين والقوات الموالية للرئيس السابق علي عبد الله صالح.

وفي حين انحسرت هجمات الحوثيين في عدن نتيجة لتلقيهم لهزائم متتالية، جدد طيران التحالف، أمس، قصفه على مواقع عسكرية في العاصمة صنعاء وتحديدا في منطقة فج عطان بجنوب العاصمة، ومنطقة ريمة حميد في مديرية سنحان، مسقط رأس الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح، وهي المنطقة التي يوجد بها معسكر نموذجي ويعتقد أن صالح يوجد فيه بين وقت وآخر، لإدارة وتوجيه قواته التي تغزو المحافظات الجنوبية إلى جانب الميليشيات الحوثية، كما قصف طيران التحالف معسكر «اللواء 35» الواقع بين محافظتي الحديدة وتعز في جنوب غربي البلاد.

وفي المعارك الدائرة في عدن بين المقاومة الشعبية من جهة، والميليشيا الحوثية المسنودة بالقوات الموالية لصالح، قتل نحو 18 مسلحا حوثيا في تلك المواجهات التي شهدتها مناطق متفرقة من عدن، وقالت مصادر محلية لـ«الشرق الأوسط» إن العشرات من القناصة التابعين للقوات الخاصة (الحرس الجمهوري – سابقا)، استسلموا لرجال المقاومة، وزعم الحوثيون، أمس، أن قواتهم طهرت المعلا وبعض مناطق محافظة أبين من العناصر التي وصفتها بـ«الإرهابية»، ودحضت مصادر ميدانية في عدن هذه الادعاءات، وقالت المصادر إن «الحوثيين حاولوا تطهير المعلا من السكان، لكنهم فشلوا وفي القلوعة هزموا شر هزيمة وطردوا»، وأشارت إلى أن «اللجان الشعبية موجودة في كل المديريات وهناك مجاميع من الحوثيين لكنهم تحت سيطرة اللجان ولم تعد لديهم أسلحة ثقيلة، وهناك مجاميع من الحوثيين تحت الحصار من قبل المقاومة الشبابية، كما هو الحال في صوامع الغلال بالمعلا».

وفي محافظة الضالع الجنوبية، لقي أكثر من 20 مسلحا حوثيا مصرعهم على يد رجال المقاومة الشعبية الجنوبية، أمس، ويتقاسم الطرفان السيطرة على مدينة الضالع، رغم أن طيران قوات التحالف في عملية «عاصفة الحزم» تمكن من تدمير المقر الرئيسي للواء العسكري «33 مدرع» الموالي لصالح، والذي تقوم دباباته بقصف الأحياء السكنية في مدينة الضالع من المواقع التي نقلت إليها تلك الدبابات قبل عملية القصف المدمرة التي تعرض لها المعسكر، وذكرت مصادر ميدانية في محافظة أبين بشرق عدن أن المقاومة الشعبية وقوات «اللواء 111»، صدت تقدما لقوات المتمردين الحوثيين نحو عدن من جهة الشرق، وذكرت معلومات ميدانية أن قبائل «المراقشة» و«باكازم» تمكنت من السيطرة على معسكر حرس الشواطئ في منطقة شقرة في أبين، شرق عدن، في حين ما زالت ميليشيات الحوثيين تتعرض لهجمات رجال القبائل في محافظة شبوة.

وضمن تطورات الحرب في اليمن، تمكن مسلحو القبائل في مديرية القفر بمحافظة إب، بوسط البلاد، أمس، من طرد المسلحين الحوثيين من مديرية المخادر المجاورة، وقالت مصادر قبلية محلية لـ«الشرق الأوسط» إن المسلحين القبليين سيطروا على معسكر للحوثيين واستولوا على أسلحة ومعدات عسكرية كانت بداخله، وكانت قبائل القفر طردت، قبل أيام، المسلحين الحوثيين من المديرية بصورة نهائية، وفي مدينة القاعدة التابعة لمحافظة إب والقريبة من محافظة تعز، تمكن مسلحون من تدمير رتل عسكري كان في طريقه من صنعاء إلى تعز ومن ثم إلى عدن في الجنوب، وأشارت المعلومات إلى أن الرتل كان عبارة عن تعزيزات عسكرية للمقاتلين الحوثيين في جنوب البلاد، وقالت مصادر في المنطقة إن مسلحي القبائل بمدينة القاعدة، التابعة لمحافظة إب نصبوا كمينا مسلحا لجماعة الحوثي المسلحة المتجهة إلى الجنوب، ما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى من المسلحين الحوثيين، وقصف الطيران «معسكر الحمزة»، الواقع في منطقة ميتم بمحافظة إب ويتمركز فيه «اللواء 30» التابع لما كان يعرف بالحرس الجمهوري، والمقار العسكرية الخاصة بجماعة الحوثي المسلحة والرئيس السابق علي عبد الله صالح، وقد سمع أهالي مدينة إب دوي الانفجارات من داخل المعسكر، وأكدت مصادر محلية سيطرت المسلحين القبليين على إحدى النقاط الأمنية وموقع عسكري كانت تتمركز فيه جماعة الحوثي المسلحة بمحافظة إب التي تؤكد المصادر أن الحوثيين قصفوا فيها مدرسة، الأمر الذي أسفر عن مقتل طالبين، وقال شاهد عيان في إب لـ«الشرق الأوسط» إن قيادة المعسكر نشرت الدبابات والآليات العسكرية إلى جوار منازل المواطنين، بعد اشتداد القصف عليهم والذي استمر حتى مساء أمس.

من جهة أخرى، تستمر جماعة الحوثي المسلحة بعمليات اقتحام لمنازل المناوئين لهم من جميع الأحزاب السياسية والناشطين والحقوقيين والصحافيين وخصوصا أعضاء وقيادات حزب الإصلاح اليمني حيث اقتحمت، أمس، منزل عبد الوهاب الانسي، الأمين العام للتجمع اليمني للإصلاح في العاصمة صنعاء، بالإضافة إلى عمليات اقتحام المقرات الحزبية للصلاح ومقر حزب التضامن الوطني بالعاصمة صنعاء والسكنات الطلابية الخاصة بطلاب جامعة صنعاء والتي يسكن فيها من جميع المحافظات اليمنية ومنها السكن الطلابي الخاص بطلاب محافظة صعدة الدارسين بالعاصمة واعتقلوا أكثر من 25 طالبا جامعيا من أبناء منطقة رازح، وقال مصدر خاص لـ«الشرق الأوسط» إن «جماعة الحوثي المسلحة اقتحمت، أمس، مكتب النائب العام واعتقلت كثيرا من الشباب في العاصمة صنعاء، وتشهد العاصمة صنعاء نزوحا كبيرا للسكان منذ بداية عمليات (عاصفة الحزم)، وذلك نحو الأرياف بسبب اشتداد القصف على المواقع العسكرية لجماعة الحوثي المسلحة والرئيس السابق علي عبد الله صالح التي توجد في أوساط الأحياء السكنية، وبسبب ضرب الحوثيين لمضادات الطائرات ما تسبب في إقلاق السكان والإصابات التي قد تطالهم بسبب ما يسمونه (الراجع – الشظايا)، في ظل تكدس كبير للقمائم الذي تشهده العاصمة وأزمة المشتقات النفطية من البترول والديزل، خصوصا بعد القرار الذي كانت جماعة الحوثي قد أصدرته بعدم تعبئة السيارات سوى بـ40 لترا».

وفي الملف السياسي، ورغم استمرار المواجهات، لمح الحوثيون، اليومين الماضيين، إلى رغبتهم في العودة إلى الحوار السياسي، بعد الضربات الموجعة التي تلقوها على يد طيران قوات التحالف، وقال سعيد يافعي، رئيس ملتقى أبناء الجنوب في صنعاء لـ«الشرق الأوسط» إن «الحوثيين إذا كانوا صادقين في دعوة الحوار، فعليهم أن يوقفوا الحرب العبثية التي يقومون بها في عدن والضالع وبيحان».

في السياق ذاته، قال مصدر في المعارضة اليمنية في الخارج لـ«الشرق الأوسط» إنه «لا يوجد حل في الأفق غير وقف الحرب واستئناف الحوار خارج صنعاء وبمشاركة كل الأطراف المعنية بالأزمة»، وأشار المصدر، الذي فضل عدم ذكر اسمه، إلى «جهود مضنية تبذل لوقف الحرب والعودة إلى العقل والحوار الجاد والهادف»، هذا في وقت جددت الرياض التأكيد على أن أبوابها مشرعة ومفتوحة أمام الأطراف اليمنية من أجل التحاور في أي وقت.

على صعيد الوضع الإنساني، قالت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف) إن 74 طفلا قتلوا بينما أصيب 44 آخرون بتشوهات حتى الآن، منذ بداية الاقتتال في اليمن في 26 مارس (آذار)، وذكرت المنظمة أن هذه الأرقام «تعد متحفظة، حيث تعتقد اليونيسيف أن أعداد الأطفال الذين قتلوا أعلى بكثير، خصوصا مع ارتفاع حدة النزاع خلال الأسابيع الماضية»، وصرح ممثل المنظمة الدولية لدى اليمن جوليين هارنيس من العاصمة الأردنية عمان أن «الأطفال يدفعون ثمنا باهظا لهذا النزاع. فهم يقتلون ويشوهون ويجبرون على الفرار من منازلهم. كما أصبحت صحتهم مهددة وتعطلت مسيرتهم التعليمية. يجب على جميع أطراف النزاع أن تقوم على الفور باحترام وحماية الأطفال بما يتوافق مع القانون الإنساني الدولي»، وأشارت المنظمة إلى أن أكثر من 100 ألف يمني غادروا منازلهم وديارهم من مختلف أرجاء اليمن بحثا عن الأمان، وإلى أن المستشفيات تعاني من «ضغط متزايد لتتمكن من التعامل مع أعداد الحالات الكبيرة في ظل تناقص الإمدادات وتعرض كثير من المستشفيات والمرافق الطبية للهجوم، إذ تسببت الهجمات المتعددة لغاية الآن بمقتل 3 من أفراد الطواقم الصحية، من بينهم سائق سيارة إسعاف».

الشرق الاوسط

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى