الأخبار

«30 دقيقة رعب» لاصطياد 3 إرهابيين

 

104

قبل شهر واحد، استأجر 3 أشخاص شقة بالطابق الثانى من عقار بسيط مكون من 3 طوابق، ليصبحوا الجيران الأكثر غرابة وانطواءً لـ«أم هانى»، السيدة الأسوانية، التى حضرت إلى المنطقة قبل 5 سنوات، وتردد عليها خلال هذه الفترة الكثيرون لاستئجار الشقة، لكن هؤلاء الأشخاص الثلاثة بدوا منذ الأيام الأولى مشبوهين، السيدة الخمسينية لا تبالى بما يجرى فوقها طالما تغلق بابها على نفسها ونجلتها الصغيرة.

ومنذ يومين، وداخل إحدى الحارات، التى لا يتعدى عرضها مترين، جرت عملية تبادل إطلاق نار مكثف فى الثانية ظهراً، لتحيل المنطقة إلى أجواء حرب وذعر انتاب الأهالى، خاصة من كان منهم عائداً من زراعته ويقضى القيلولة. حالة الذعر ما زالت تسيطر على الأهالى حتى بعد انتهاء المواجهات، ما دفع بعضهم لرفض الحديث عما جرى، فقط تحدثت «أم هانى»، لتقول إنها كانت داخل شقتها مع نجلتها، حين سمعت صوت الطلقات النارية لتفزع إلى الخارج أعلى المصطبة التى تفصلها عن الأرض الطينية للحارة، فتفاجأ ببنية جسدية ضخمة يرتدى بزته الشرطية السوداء، ملثماً وجهه، يأمرها بالسكوت والعودة إلى داخل منزلها، ليتبعه «2» من القوات إلى داخل المنزل، بينما يتواصل إطلاق النار من شقة الطابق الثانى: «دخلوا بالسلاح يتلفتوا يمين وشمال، وأنا أصرخ أنا وبنتى لوحدى حرام عليكم عايزين إيه، فيردوا ما تخافيش إحنا بنأمن المكان».

العملية استمرت 7 ساعات.. والجيران: الأمن قتل إرهابياً وقبض على الثانى.. والثالث تسلق منزلاً مجاوراً وهرب

استمر إطلاق النار قربة 30 دقيقة، تمكن خلالها أحد الإرهابيين الثلاثة من التسلق إلى البناية المقابلة للهرب، بينما دخلت القوات إلى المنزل بعد إطلاق نار مكثف، وقتلت واحداً، وألقت القبض على الآخر.. توجد آثار الطلقات فى كل مكان بالشقة، التى تصل مساحتها إلى 30 متراً، بينما الدماء تتوسط الصالة المقابلة لباب الشقة، ولم تكن آثار الطلقات النارية على جدران غرف الشقة فقط، بل وجدنا آثاراً لخروقات كبيرة على الحوائط المقابلة لباب الشقة من الخارج، ما يعنى أن الإرهابيين تبادلوا إطلاق النار من الداخل لإبعاد الأمن عن الاقتحام، مستخدمين أسلحة آلية.

آثار دماء الإرهابى تغرق أرضية «شقة كرداسة»

تتابع «أم هانى» روايتها قائلة: «قتلوا الراجل فوق، وبعدها نزلوا السلاح، وراحوا بالقنابل على الأرض الزراعية اللى قدامنا دى وراحوا جابوا الخبير، وحاوطوا المكان، وأبطلوا القنابل، ما عدا واحدة فجروها بعيد»، تشير جارة الإرهابيين إلى أنها لم تشك يوماً خلال فترة إقامتهم التى امتدت لثلاثة أيام، بأنهم إرهابيون، وأنها كان تظنهم انطوائيين، أو أصحاب سوابق من جرائم جنائية ومخدرات، وحينما كانت تلقى عليهم السلام كانوا يردون بصوت خافت، ويحرصون على ألا يظهروا وجوههم، مستخدمين غطاء الرأس، و«شالاً» يغطون به رقابهم وجزءاً من وجوههم.

«الثلاثة» كانوا يخفون وجوههم.. والأمن أخلى المنازل وفجّر القنابل فى الزراعات

وتقول نجلتها «هـ. ا»: إنها كانت تسمع صوت طرق فى الشقة كل مساء دون أن ترى أى أثاث يجرى نقله أو تجهيزه، وأشارت إلى أنها كانت تتعجب من خلو الشقة من أى أثاث، وكانت تتساءل دوماً كيف ينامون دون أثاث، وتتابع: «كنت بستغرب كل يوم بالليل بسمع صوت خبط، ولما أشوفهم ينزلوا يكونوا منزّلين الزونط بتاع الجاكيت أوى ومداريين وشهم، بس كنت بقول يمكن طلعوا عِزال وبيركبوا فيه، وبريح دماغى».

يقول «م. ع»، 37 عاماً، أحد الجيران، إن الحادث أصاب كل الحارة بالذعر، وإن قوات الأمن أخلت المنازل، حتى يتمكنوا من إبطال القنابل أو تفجيرها، مضيفاً أن قيادات الأمن تحدثوا مع الأهالى بأنهم جاءوا لحمايتهم من قنابل كان من المحتمل أن تنفجر فى الشقة وتصيب وتقتل الأهالى، فى محاولة منهم لطمأنة الجيران، ويؤكد أن أهل الحارة لا يخرجون منها حتى الآن، خوفاً من أى تبعات، رغم هروب ومقتل الإرهابيين.

الوطن

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى