أخبار مصر

«أنفاق داعش».. حجر عثرة على طريق تحرير الموصل

 

 

قالوا إن المعركة ستكون أشد بحلول عيد الميلاد، الآن حيدر العبادي، رئيس الوزراء العراقي، يقترح تواصل معركة الموصل، ولمدة شهر تقريبا قواته لم تستطع القوات السيطرة إلا على أجزاء من الضفة الشرقية من ثاني أكبر المدن العراقية، بتكاليف مرهقة حتى أن خمس قوة النخبة في العراق سقطت في الهجوم، بحسب مجلة “اﻹيكونوميست” البريطانية.

وبدعم من القوات الخاصة الأمريكية، أطلق العبادي المرحلة الثانية من الهجوم، وتحقق القوات تقدما على الأرض لكن ما يسيطر عليه الجنود في النهار، الدولة الإسلامية المعروف بداعش غالبا ما تستعيده في الليل، وذلك بفضل شبكة الأنفاق التي لديها تحت الخطوط الأمامية.

داعش لديها فرص جيدة للحياة في العراق، عن طريق التفجيرات التي تستهدف الضواحي الشيعية في بغداد وجنوب العراق، وفي الأنبار وصلاح الدين لديها تواجد قوي، وفي 2 يناير تمكنت من السيطرة على مركز للشرطة في سامراء لعدة ساعات، وقطعت طريق بغداد الموصل، وأطفأت الأنوار في ديالى، تلك الأعمال تؤكد أنها المنظمة ليست على وشك الانهيار، بحسب خبير في الشؤون الأمنية.

ووفقا للمجلة، الحملة العسكرية في الموصل لديها تكاليف سياسية بالنسبة للعبادي، الذي كان يسعى لتحويل نفسه من نظام يتعثر إلى قائد منتصر يرتدي الزي العسكري، منافسي العبادي في بغداد ينتظرون للانقضاض، ومن بينهم نوري المالكي، وجماعته المعروفة باسم “الحشد الشعبي”.

ومع تباطؤ العملية التي تقودها الحكومة في الموصل تتصاعد الدعوة لنشر ألوية مدعومة من إيران، خاصة مع المعاناة التي تواجهها القوات لدرجة أن بعض القادة العسكريين الأميركيين يرحبون الآن بهذه المساعدة.

حتى الآن الهجوم الذي تقوده الحكومة العراقية، ويحظى بدعم جوي من قوات التحالف نجحت في تقليل الخسائر في صفوف المدنيين في الموصل، ولكن إذا أطلقت يد الميليشيات الشيعية، فإن موجة أخرى من القتل الطائفي قد تنتج ويدفع المدنيين السنة الباقين في المدينة الذين يبلغ عددهم 900 ألف، للانضمام إلى داعش.

كما أن تعزيز دور الميليشيات سيضعف الدولة من خلال تعزيز قوتهم، فهم لديهم عدة سجون سرية، ويجمعون المال عن طريق الابتزاز، والرشاوى وتحت تهديد السلاح عند نقاط التفتيش.

المالكي، من جانبه، يبدو أن لديه نية في بناء حرس ثوري، يشبه إلى حد كبير الموجودة في إيران، وخلال فترة حكمه بين 2006-2014 تمكن المالكي من إقامة شبكات لها تأثير كبير من القضاء، للخدمة المدنية، للبرلمان، بجانب تواجد الكثير من مؤيديه في المناصب العليا بالعراق.

ولعدة أشهر حاول أنصار المالكي الإطاحة بالعبادي، وفي نوفمبر الماضي صوت 26 نائبا لصالح إنشاء قوة مستقلة تضم 110 ألف من الميليشيات.

وحاول العبادي الاستفادة من القانون لتشكيل مليشيات سنية، كان المالكي نبذها خلال توليه رئاسة الوزراء.

الأمل بالنسبة للعراق – بحسب دبلوماسي- هو إدماجهم في العراق، بعض الشيعة بدأوا يدركون أنه لا يمكن استيعاب السنة والأكراد، وهو ما يرجح تقسيم العراق، الفشل الرئيسي للعبادي السياسي، هو عدم كسره قبضة الأحزاب الطائفية، التي لا تزال قوية في حكومته.

ورغم كل نكساته، العبادي استعاد معظم الأراضي التي فقدها المالكي، بجانب تجدد الدعم العسكري الأميركي، وبمساعدة أمريكية، تم تسليح الجيش المذعور الذي فر من الموصل في يونيو 2014، والآن أصبحوا قوة ورجاله يعملون جانب المقاتلين الأكراد للمرة الأولى منذ عشر سنوات.

حتى في البرلمان هناك تحالفات غير عادية تتشكل عبر الخطوط الطائفية، ولا تزال ديمقراطية العراق متعددة الأحزاب الأكثر عاصفا في العالم العربي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى