الأخبار

المعارضة الشعبية للإخوان دفعت الجيش

67

مازالت الأحداث الثورية في مصر تحظى بالاهتمام العالمى من قبل العلماء والخبراء السياسيين والعسكريين، حيث استطاع المصريون أن يثبتوا للعالم كله أن لديهم وعيا سياسيا ناضجا.. وقاموا بثورة ثانية.. أطاحت بنظام الإخوان المسلمين من الحكم..
وها نحن الآن مع الكاتب الصحفي الأمريكى توماس فريدمان. مهتم بشئون الشرق الأوسط.. الذي يقدم رؤيته فيما حدث ، في مصر.. في مقاله بعنوان : مصر الثورة … الجزء الثانى”
 وردا على سؤال مضمونه: هل نحن في يوم من الأيام ننظر إلى الوراء في هذه اللحظة وبداية العودة إلى الحالة السابقة من الإسلام السياسي؟
أجاب فريدمان  قائلا: زرت كلا من تركيا ومصر في الأسابيع القليلة الماضية – و رأيت: تمرد  غير الاسلاميين والجيش في مصر ضد جماعة الإخوان مسلم الاسلامية.
لقد اطلعت على التمرد من العلمانيين والشباب في تركيا ضد حزب العدالة الاسلامية وحزب التنمية هناك.  لقد شهدت الانتخابات الإيرانية حيث الناخبين الإيرانيين – الذين سمح فقط للاختيار بين ستة مرشحين على موافقة مسبقة من قبل القيادة الدينية الايرانية – التعرف بسرعة أي من الستة كان الأكثر اعتدالا، حسن روحاني ، وصوت بأغلبية ساحقة لصالحه.
وتابع : رأيت حزب النهضة الإسلامية في تونس القسري من قبل الناخبين هناك الى حل وسط مع اثنين من العلمانية أحزاب يسار الوسط في كتابة الدستور الذي هو قاعدة عريضة وليس مائلا نحو مفرط الشريعة.
ومنذ عام واحد فقط في ليبيا، ورأيت فاز ائتلاف بقيادة أستاذ العلوم السياسية الذين تعلموا في الغرب منافسيها الاسلاميين في أول انتخابات حرة ونزيهة في ليبيا.
وأكد فيردمان أنه من السابق لأوانه القول بأن هذه الحقبة من الإسلام السياسي قد انتهت، لكنه بالتأكيد حان الوقت لنقول أن، المركز السياسي غير الإسلامى أكثر اعتدالا، بدأت أدفع مرة أخرى على هذه الأحزاب الإسلامية وأن المواطنين في جميع أنحاء هذا المنطقة على حد سواء يشعرون أكثر تمكنا والصبر.
 وأكد الكاتب  الأمريكى أن ما حدث يعد نكسة في مصر وينطوي على الإطاحة بالحكومة المنتخبة من قبل الجيش المصري،  و يضع عبئا كبيرا على الجيش – وأولئك الذين يشجعون ذلك – على التصرف بطريقة أكثر ديمقراطية من تلك التي حلت محلها . ولكن هذا كان وضعا غير عادي حقا.
وأضاف فريدمان: المعارضة الشعبية لجماعة الإخوان المسلمين، دفعت الجيش المصري لطرد الرئيس محمد مرسي من منصبه في الذكرى السنوية الأولى له منذ توليه السلطة.
 وتابع : من الأفضل لتجنب لغة السياسة – ألا نعتبر ما حدث كان انقلاب الجيش؟ وكان ثورة شعبية؟ – والتركيز بدلا من ذلك على لغة القانون والنظام.
ويمكنني تلخيص ما سبق  من  حديث للمصريين في الأسابيع الأخيرة، أن هناك كلمة واحدة أفضل وتلك الكلمة هي “سرقة”.
وقال فريدمان:
 مرسي فاز بفارق ضئيل في الرئاسة بنسبة 51 في المئة من الأصوات لأنه تمكن من اقناع العديد من المصريين العلمانيين الإسلاميين.
الإخوان المسلمون أبدا يمكن أن فاز 51 في المئة فقط مع قاعدته وحدها. اختار العديد من النخب الحضرية المصرية الوسط على التصويت لصالح مرسي لأنهم لم يستطيعوا تقديم أنفسهم للتصويت لمنافسه أحمد شفيق، وهو محتفظ بمنصبه من نظام حسني مبارك. حتى أنها تحدثت أنفسهم بالاعتقاد ما مرسي كان يقول لهم.
كما أصبح تدريجيا واضحا أن مرسي، كلما كان لديه خيار من يتصرف بطريقة شاملة – وسحب في جميع قطاعات المجتمع المصري – أو الاستيلاء على المزيد من السلطة، والاستيلاء على المزيد من السلطة، جزء كبير من الناخبين مرسي والإسلاميين وغير الاسلامية، بدأت أشعر للغش من قبله.
 ورأوا أنه وحزبه قد سرق شيئا قيما جدا – فرصتهم طويلة سعى إلى وضع مصر حقا على مسار الديمقراطية، مع نمو أكثر مساواة.
شعر الشباب غير الإسلاميين، الذين شنت الثورة في ميدان التحرير في عام 2011، أكثر من أي أشخاص آخرين، أن ثورتهم قد سرقت من قبل جماعة الإخوان مسلم، الذي أصبح أكثر تركيزا بكثير على تأمين أنفسهم واتباعهم في السلطة من إصلاح الاقتصاد المصري وجعل حكومتها أكثر تمثيلا. وفي الوقت نفسه، عن استيائها من فقراء الريف والحضر حقيقة أنه بدلا من تقديم وظائف والخبز، كما وعدت، وسلمت مرسي خطوط الغاز وانقطاع الكهرباء. المسيحيين الأقباط في مصر، وبعض منهم من الداعمين الرئيسيين للثورة ضد مبارك، لم يثق مرسي، الذي يبدو أن تغض الطرف عن الهجمات على المسيحيين.
بهذا المعنى الواسع النطاق للسرقة هو ما جلب الكثير من المصريين إلى الشوارع، والذي هو السبب في أنه كان سخرية تماما أن كلمات الرئيس مرسي الماضي قبل أن الإطاحة به- الكلمات التي نقلها في شريط فيديو قصير على موقع ويب الرئاسية – هم: “إن الثورة هي يجري سرقت منا “.
اللص كان يدعو 911. لسوء الحظ بالنسبة له أجاب الجيش المصري. وقد تم بالفعل دعا قادتها بواسطة رقعة كبيرة من الشعب المصري، لذلك هو الآن مرسي الذي يجد نفسه في السجن.
سوف المؤرخين تفكير بالتأكيد أكثر لماذا جماعة الإخوان مسلم تصرفت بغباء. الجواب القصير يبدو أن هذا الطابع هو مصير. فقد كان دائما حزب اللينيني مثل، مع تسلسل هرمي صارم جدا وطريقة عرض التآمرية من الحياة السياسية شحذها من سنوات طويلة في باطن الأرض. خصائص جدا مكنتها من البقاء على قيد الحياة hammerings والاعتقالات المتكررة لمدة 80 عاما من قبل الأنظمة العسكرية في مصر عملت ضد أي روح الشمولية مرة واحدة كان في السلطة. أن هذا لا يعني أن بقايا النظام القديم وأجهزتها الأمنية لم تفعل كل ما في وسعها لجعل مرسي تفشل. فمن يقول انه جعل من السهل بالنسبة لهم لتحويل الشعب المصري ضده.
وفي الوقت نفسه، كانت إدارة أوباما إلى حد كبير المشاهد لهذا كله. أبقى جماعة الإخوان المسلمون واشنطن في الخليج عن طريق شراء تشغيله مع نفس العملة القديمة التي استخدمت مبارك: القبض أسوأ الإرهابيين الجهاديين على قائمة المطلوبين في أميركا وإسرائيل لا مشاحنات – والأميركيين سيتيح لك ان تفعل كل ما تريد أن الخاص الناس الخاصة.
وردا على كون الجيش المصري، وسيط السلطة الحقيقية، و أنه يصر على أن الحكومة الجديدة ستكون أكثر شمولا من مرسي – وإلى أي حد؟
قال الكاتب الأمريكى : إن مصر لن تكون مستقرة إلا إذا كان لديها حكومة تمثل جميع القوى السياسية الرئيسية في البلاد – والتي لا تزال تضم جماعة الإخوان المسلمون، والتي ربما لا يزال يتمتع بتأييد من 25 في المئة على الاقل من جمهور الناخبين. فإنه يجب أن يكون جزءا من أي حكومة جديدة. لكن الجيش المصري واعتقلت العديد من الناشطين الإخوان مسلم اليوم. وهل تسمح لهم ليتم تضمينها في مستقبل مصر السياسي؟ وسوف الجيش المصري، الذي لديه شبكته الواسعة من المصالح الاقتصادية الخاصة التي تركز على حماية، تنفتح على أي إصلاحات؟
وأكد فريدمان أنه لابد أن يتفق المصريون على خارطة طريق للمضي قدما، حتى لا يضيع سنوات عديدة من التنمية..
وأضاف : يمكن الجهات الفاعلة السياسية الرئيسية (بما في ذلك الجيش) التوصل إلى إجماع ديمقراطي على مجموعة من الإصلاحات الاقتصادية والأمنية والسياسية المطلوبة لوضع مصر على مسار النمو..

الفجر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى