ربط السيارات بسلاسل فى السيدة زينب

حالة من الترقب والحيطة يعيشها سكان وسط البلد وأصحاب المحال فى هذه المنطقة، خاصة فى محيطى ميدان التحرير ووزارة الداخلية، فالمنطقة التى تحيطها الجدران العازلة من كل مكان تحولت إلى ثكنة عسكرية وبعض شوارعها أصبحت خالية تماما من المارة. سكان وسط البلد استعدوا لاستقبال 30 يونيو بتحضير كمامات وخل لمواجهة الغاز المسيل للدموع فى حال وقوع اشتباكات بين المتظاهرين وقوات الأمن، وأصحاب المحال أيضاً ممن توقف حالهم بسبب الجدران العازلة استعدوا لهذا اليوم باستبدال أبواب حديدية وجنازير بأبوابهم الزجاجية.

«أبواب مصفحة وحديد على النوافذ وأقفال على بوابات العقارات».. هى الطريقة التى أمّن بها سكان وسط البلد والعاملون فيها أنفسهم، خوفاً من 30 يونيو وما قد يحدث فيه. قال محمد سعيد، مدير أحد محال الأجهزة الكهربائية فى شارع التحرير، إنه قام بتأمين المحل من أى اعتداء، خوفاً من إتلاف البضائع التى تقدر بمبالغ كبيرة، ورغم أن 30 يونيو سيوافق يوم أحد والمحال فى ذلك اليوم تكون إجازة، فإن أصحاب المحال والعاملين اتفقوا على المجىء والوقوف أمام محالهم لحمايتها.

فى شارع جانبى قريب من ميدان التحرير، تجد «عم سليمان»، بائع أدوات منزلية، استعد لهذا اليوم بتحضير كمية كبيرة من الكمامات والخل والخميرة والبخاخات لبيعها للثوار الذين يخشون التعرض للاختناق من تأثير الغازات المسيلة للدموع، ويقول: «خدت خبرة من أيام ثورة يناير، وعارف إيه اللى الثوار محتاجينه، خصوصاً إن صيدليات وسط البلد بتقفل لما يكون فيه اشتباكات».

أما أهالى منطقة السيدة زينب، فيعيشون أيضاً حالة من القلق، خوفاً من سرقة سياراتهم، كما حدث أثناء اندلاع ثورة يناير، لذا قاموا بعمل سلاسل وأعمدة من الحديد تحيط بأماكن السيارات، على أن يتم ربط السلاسل مع بعضها البعض، وإغلاقها بالأقفال.

وكان شارع «يعقوب» بمنطقة السيدة زينب، هو أول من ابتدع هذا الأسلوب، لحماية السيارات، فيقول سيد حسن، ميكانيكى سيارات بالشارع، إنه بسبب تكرار عمليات سرقة السيارات لم يجد أصحاب السيارات حلاً لإنقاذ ممتلكاتهم سوى عمل سلاسل حديدية تحيط بالسيارات يتم غلقها كل ليلة بعد عودة أصحابها من أعمالهم.

ويضيف «عم سيد» أن الشوارع الأخرى عندما رأت الفكرة قامت بتطبيقها، ليس هذا فحسب بل سيقوم الأهالى بعمل لجان شعبية إذا حدث أى انفلات أمنى، أو اعتداء على الأشخاص والممتلكات.

الوطن