الأخبار

تلف بطاقات التموين يهدد الأسر الفقيرة بـ”الجوع”

ملأت عينيها الدموع حزنًا، ألا تجد ما تطعمه أبناءها، بعد أن رفض صاحب أحد مخابز مدينة إدكو إعطاءها 5 أرغفة، فاتخذت السيدة من جدران المخبز “حائطًا للمبكى”، وظلت تستجدي صاحب المخبز منحها طعام أبنائها، إلا أن صاحب المخبز الذي قال إنه”عبد المأمور”، عاود الرفض؛ لأن المقرر لها من التموين 10 أرغفة فقط، وقد استنفدتها، بعد تلف البطاقة الذكية، التى تصرف بها مقراراتها، منذ أبريل الماضي.

تحدثت “بوابة الأهرام” مع السيدة؛ لمعرفة من أين بدأت المشكلة؟ والتي يبدو أنها ليست وحيدة في معاناتها، من تلف بطاقتها التموينية.

“عطيات”، هذا اسم السيدة “المكلومة” التي لم تجف دموعها، قالت إن بطاقتها التموينية تلفت منذ 7 أشهر، وأدى ذلك إلى وقف التموين عنها، وإعطائها “ورقة” لصرف 10 أرغفة يومًا،برغم أن بطاقتها بها 6 أفراد، هي وزوجها و4 أبناء، مستطردة “زوجي صياد والدخل قليل، والسكر والزيت كانوا بيكفونا طول الشهر”، لافتة إلى أنه بعد تلف البطاقة لا تستطيع شراء هذه السلع، مؤكدة “كل ما نسأل في التموين يقولولنا لسه بدري”.

مصطفى محروس أحد المواطنين الذين حصل على رقم في طابور “من تلفت بطاقاتهم”، قال لـ”بوابة الأهرام”: “بطاقتي تلفت فى شهر يونيو، وأعطاني مكتب التموين ورقة لصرف التموين، وورقة تانية لصرف 10 أرغفة، حتى إصلاح البطاقة”، مشيرًا إلى أنه تمكن من صرف المقررات التموينية لمدة شهرين، وفى شهر أغسطس تم منع صرف التموين بالورقة، مؤكدًا حرمانه من صرف أى دعم، سوى الـ 10 أرغفة، برغم أن عدد أفراد بطاقته 5 أشخاص، ومتابعًا عدم قدرته على صرف “فرق العيش”، قائلًا: “وكل ما نروح التموين يقولولنا الشركة السبب”.

وراء من تلفت بطاقاتهم يقف أحمد إبراهيم -موظف- مؤكدًا لـ”بوابة الأهرام” أن الوضع سيء جدًا، وبنبرة أسف قضب معها جبينه، قال إن عددًا كبيرًا من المواطنين لا يجدون قوت يومهم، وتم حرمانهم من الدعم بسبب تلف بطاقة التموين أو ضياعها، برغم أنهم أشد ما يحتاجون إليها، ولا يعطيهم أي مسئول ردًا قاطعًا بموعد لانتهاء مشكلتهم، ويلقي الجميع بالمسئولية على شركات إنتاج البطاقات.

“بوابة الأهرام” اتصلت بالمهندس كمال راشد، وكيل وزارة التموين بالبحيرة، لنقل شكوى المواطنين، ومعرفة موعد الحل، وبمجرد استقبال الاتصال أخبرنا أنه فى اجتماع مع مسئول الشركة المسئولة عن إصدار البطاقات، “أسامة محلاب”، وأعطى له الهاتف للإجابة.

“محلاب” قال لـ”بوابة الأهرام”، عند ضياع البطاقة أو تلفها يقوم المواطن بالتوجه إلى مكتب التموين التابع له، ويقدم الأوراق المطلوبة، وسداد حوالة بمبلغ 20 جنيها فى البنك، وبعد ذلك يتم مراجعة الأوراق فى الإدارة للمرة الأولى، ثم فى مديرية التموين للمرة الثانية، ثم تراجعها وزارة الإنتاج الحربى قبل الطباعة، وهذه المراحل تتسبب في تأخير تسليم البطاقات، مشيرًا إلى أن آخر دفعة بطاقات تم توزيعها فى شهر مايو الماضى”.

يمسك وكيل وزارة التموين بالهاتف من رئيس الشركة المصدرة للبطاقاتـ، نافيًا حديث “محلاب” لـ”بوابة الأهرام”، مؤكدًا أن السبب الرئيسى للتأخير، هو تأخر الشركة فى إدخال البيانات، ولافتًا إلى أنه عندما استلم العمل قبل 3 أسابيع، كان هناك 6 آلاف بطاقة فقط، تم إدخال بياناتهم من إجمالى 22 ألف بطاقة، لذلك أصدر قرارًا بإشراك إدارات التموين فى إدخال البيانات، وبالفعل تم إدخال بيانات 16 ألف بطاقة، وجاهز حاليا 22 ألف بطاقة، يتم مراجعتها من قبل وزارة الإنتاج الحربي، قبل طباعتها.

وعن وقف صرف التموين للمواطنين، المتوقفة بطاقاتهم، قال “راشد”: “تلاعب المواطنين هو سبب الإيقاف للأسف”، لافتًا إلى أن المواطنين المفقودة بطاقاتهم أو التالفة كانوا يحررون محاضر مختلفة بفقدان البطاقات، ثم يصرفون التموين من محافظاتهم باستخدام ورقة مكتب التموين، ويصرفون بالبطاقة من محافظة أخرى، وهو ما يتسبب فى وجود فروقات كبيرة فى مبالغ الدعم، تتحملها الدولة، وهو ما دعى وزير التموين لإصدار قرار، بوقف الصرف عن طريق الإذن الورقى.

 

 

الاهرام

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى