الأخبار

شهادة قاض عن «الرئاسة»

 

157

 

نشر المستشار أحمد أبوشوشة، الذي أشرف على لجنة فرعية بقرية الغرباوي بالمحمودية في محافظة البحيرة في الانتخابات الرئاسية، شهادته عن أيام التصويت، قائلًا: «ليس من سمع كمن رأى، وتأمل المشهد وتعايش معه، سأحاول أن أقدم صورة موضوعية محايدة من قلب الواقع».

 

 

وكتب «أبوشوشة»، في صفحته على «فيس بوك»، الخميس، شهادته تحت عنوان: «صورة انتخابات الرئاسة 2014 كما رأيتها بنفسي».

 

 

وقال: «أشرفت على لجنة فرعية بقرية الغرباوي بالمحمودية، محافظة البحيرة، كان عدد الناخبين المقيدين بها 2108 ناخبين، بعد أن قمت بحذف المصوتين بالخارج والوافدين، وقد كانت هي اللجنة الوحيدة بالقرية، أي أنها تضم جميع الأعمار رجالًا ونساءً، لذلك أعتبرها صورة مصغرة لما حدث في باقي اللجان، خاصة أن ما علمته من زملائي المشرفين في المحافظات المختلفة يتشابه كثيرا مع ما سأرويه، مع اختلافات بسيطة في الأحداث والنتائج لا تؤثر في المجمل».

 

 

وأضاف: «لم يحضر إلا مندوب المرشح الأول (السيسي)، ولم أشاهد أي مندوب أو وكيل يمر على اللجنة من المرشح الثاني (صباحي) طوال العملية الانتخابية، حضر في اليوم الأول 331 ناخبًا فقط، بنسبة حوالي 16% من المقيدين، ولم يكن هناك مجال للتزاحم أو الطوابير لأن الناس كانوا يأتون بشكل فردي على فترات».

 

 

وتابع: «كان دخول فردين داخل اللجنة في وقت واحد مع سهولة الاختيار بين 2 مرشحين فقط كفيلًا بالقضاء على أي تزاحم، وقد كان هناك شعور بالصدمة من مندوبي ووكلاء المرشح الأول».

 

 

وأوضح: «كانت أغلبية الحاضرين من النساء بمختلف أعمارهن، وكبار السن من الجنسين، حاولت مرارًا منعهم من إعلان اسم المرشح الذي اختاروه، حفاظًا على سرية التصويت، إلا أنهم كانوا بعد قيامهم بالتصويت يعلنون أنهم اختاروا المرشح الأول، ثم يُتبعون ذلك بعبارات موجزة بأنه سينتشلهم من الفقر وسيقوم بحل كل مشاكلهم.. إلخ، فكان من الواضح أن سقف آمالهم وطموحاتهم مرتفع للغاية».

 

 

وعن أحداث اليوم الثاني، كتب: «كان هناك شعور بالتحرك في كل مكان، فكنا نسمع الميكروفونات تتجول في القرية تطالب الناخبين بالنزول والمشاركة»، مضيفًا: «سمعت مصادفة أحد مفتشي الأوقاف يأمر شيخ مسجد القرية تليفونيًا، كتعليمات من الوزارة، بضرورة حث المواطنين بميكروفونات المسجد بعد صلاة العصر على المشاركة».

 

 

وقال: «الوكيل العام لحملة المرشح الأول بالمنطقة كان يتحدث مع مندوبه باللجنة عن أن المحافظ قام بتوبيخه بسبب عدم النزول بالشوارع للحشد»، مضيفًا: «عمومًا، محاولات المسؤولين بالدولة لحث المواطنين على المشاركة لم تكن بحاجة للإثبات بعد منحهم عطلة رسمية لهذا الهدف، وقد حضر في هذا اليوم 472 ناخبًا، بنسبة حوالي 22% من المقيدين، ليكون مجموع اليومين 803 أصوات بنسبة 38% منهم».

 

 

وتابع: «انتظرنا نهاية اليوم الثاني الذي كان سيمتد ساعة إضافية كنا نراها بلا مبرر لعدم وجود تزاحم باللجان، حتى فوجئنا بقرار مد التصويت ليوم ثالث، وكان الحضور بالطبع أقل كثيرًا من اليومين السابقين، فكانوا يسألون عن الغرامة (التي لا يمكن عمليا تطبيقها)، ليكون إجمالي الحاضرين 986 صوتًا بنسبة 46,77%، وقد حصل المرشح الأول على 942 صوتًا بنسبة حوالي 95.5%، والمرشح الثاني على 19 صوتًا بنسبة حوالي 2%، وكانت الأصوات الباطلة 25 صوتًا، ولم أجد من أسلمه نتائج الفرز إلا مندوب المرشح الأول».

 

 

واختتم: «هذا هو الواقع بلا تهويل أو تهوين، وهو ما يتشابه مع ما حدث بباقي اللجان، وأعتقد أن النتيجة النهائية لن تبتعد كثيرًا عن هذه النسب، وعلى من يريد أن يفهم طبيعة الشعب المصري ليتعامل معه في المستقبل أن يدرس هذه النتائج وأسبابها بجدية وكيفية التعامل معها ولا يعيش في أوهام التزوير المادي، الذي انتهى كأحد أهم إنجازات ثورة يناير، خاصة ما يُطلق عليها إعلاميًا (القوى المدنية)، التي لا وجود لها في المناطق الريفية والشعبية، التي ينتشر فيها الجهل والأمية بصورة مفجعة، هذه القوى لا تتمكن حتى من تغطية 14 ألف لجنة فرعية بالجمهورية بمندوبين لمرشحهم، فما بالكم بالمنافسة!».

المصرى اليوم

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى