اخبار عالمية

لعنة الخروج البريطاني

 

أيقظت بريطانيا العالم على صدمة لم تلبث إلى أن تحولت زلزالا على الصعيد الأوروبي، وسرعان ما تجلت توابع الزلزال على الأسواق العالمية، عقب تصويت الناخبين البريطانيين بنسبة 51.9% لصالح الخروج من الاتحاد الأوروبي الذي انضموا إليه عام 1973، في الوقت الذي هددت فيه 6 دول أخرى بالانسحاب من الاتحاد الأوروبي.

وفي أولى تبعات الخروج البريطاني شهد سعر صرف الجنيه الإسترليني، تراجعاً إلى أدنى مستوى في 31 عاماً، وخسر 11٪ من قيمة إلى 1.325 دولار أميركي/جنيه نزولاً من 1.5 دولار أميركي/جنيه، قبل أن يعاود الصعود قليلاً.

وشهد الاستفتاء الذي نظمته بريطانيا أمس، نسبة مشاركة كبيرة بلغت 72,2%، وأظهرت نتائجه دولة منقسمة حيث صوتت لندن وإسكتلندا وإيرلندا الشمالية لصالح البقاء، فيما صوتت شمال إنكلترا أو ويلز للخروج.
وأعلن رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون عزمه الاستقالة مشيرا إلى أن عملية الخروج من الاتحاد سيقودها رئيس وزراء آخر، مؤكدًا أن حرية التجارة والحركة وأوضاع الأوروبيين في بريطانيا لن تتغير بشكل فوري.
وتوالت ردود أفعال الزعماء الأوروبيين على قرار الناخبين البريطانيين الانفصال عن الاتحاد الأوروبي، فيما كان موقف بوريس جونسون الذي تزعم الحملة من أجل خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي غير متوقع.
طالب زعيم حزب الاستقلال البريطاني (يوكيب)، نايجل فاراج، بتشكيل “حكومة خروج من الاتحاد الأوروبي” أو “حكومة بريكسيت” بعد تأييد البريطانيين لهذه الخطوة.

واعتبرت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل الجمعة 24 يونيو/حزيران 2016 أن خروج بريطانيا “ضربة موجهة إلى أوروبا”، وأعلنت أنها دعت الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند ورئيس الوزراء الإيطالي ماتيو رينزي ورئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك إلى عقد اجتماع في برلين الإثنين، فيما علق نائب المستشارة الألمانية، على النتائج الأولية للاستفتاء البريطاني بقوله “اللعنة..إنه يوم مشؤوم لأوروبا”.
ووقع آلاف البريطانيين على عريضة تطالب عمدة لندن، صديق خان، بإعلان لندن دولة مستقلة عن المملكة المتحدة، وضمها للاتحاد الأوروبي.

وحتى الساعة (15:00 تغ)، بلغ عدد الموقعين على العريضة، المتاحة عبر شبكة الإنترنت، 27 ألف شخص، ويطالبون خان بأن يكون “رئيسًا” للدولة التي طالبوا بإعلانها.
وأوضح جيمس أوميللي، وهو ناشط سياسي بريطاني وصاحب فكرة العريضة، في بيان له، وصل “الأناضول” نسخة منه،” أن الحملة تلفت انتباه الكثيرين، مشيرًا إلى أن العديد من الأشخاص يريدون بقاء لندن مدينة عالمية.
في السياق ذاته، أطلق مؤيدو “استقلال” لندن عن بريطانيا على موقع التواصل الاجتماعي “تويتر” هاشتاغا (وسما) بعنوان: “Lexit”؛ للتعبير عن رأيهم في انفصال لندن عن المملكة المتحدة.
من ناحيته، قال وزير الخارجية الألماني “فرانك فالتر شتاينماير” إن القرار يشكل نكسة كبرى للاتحاد الأوروبي الذي يعاني من أزمة المهاجرين واستمرار الأزمة الاقتصادية، ويعد يوم حزين لأوروبا وبريطانيا.
وأعلنت وزارة الخارجية الألمانية أن وزراء خارجية الدول الست المؤسسة للاتحاد الأوروبي سيعقدون اجتماعا السبت في برلين للتباحث في تبعات الاستفتاء البريطاني.
ورأى مراقبون أن بريطانيا تخطو خطوة نحو المجهول، حيث تضع النتائج وحدة بريطانيا على المحك، حيث أعلنت رئيسة وزراء إسكتلندا نيكولا ستورجيون إن بلادها “ترى مستقبلها ضمن الاتحاد الأوروبي”، ما يعني عمليا الدعوة إلى استفتاء مزدوج حول الاستقلال عن بريطانيا، والبقاء ضمن الاتحاد الأوروبي.

كما دعت حركة “شين فين” الإيرلندية الشمالية المؤيدة للبقاء ضمن أوروبا الكبيرة إلى تنظيم استفتاء حول وحدة إيرلندا، ما قد يرجع الأمور إلى ما قبل توقيع اتفاق السلام مع الجيش الأحمر الإيرلندي.
وقالت وكالة موديز للتصنيف الائتماني، الجمعة، إن تصويت بريطانيا لصالح الخروج من الاتحاد الأوروبي يؤثر سلبا على التصنيف الائتماني السيادي لبريطانيا وتصنيفات المصدرين الآخرين لأدوات الدين في البلاد.
ونقلت رويترز عن بيان للوكالة: “هذه النتيجة تحمل في طياتها فترة طويلة من الضبابية بشأن السياسات، ستفرض ضغوطا على الأداء الاقتصادي والمالي للمملكة المتحدة”.
وأضاف البيان: “زيادة الضبابية ستقلص تدفق الاستثمارات والثقة على الأرجح بما يضغط على آفاق النمو في المملكة المتحدة وهو ما يؤثر سلبا على التصنيف الائتماني للديون السيادية و(ديون) المصدرين الآخرين للسندات في المملكة المتحدة”.
والمملكة المتحدة حاصلة على تصنيف يقل درجة واحدة عن AAA من وكالة موديز، مع نظرة مستقبلية مستقرة.

 

الوطن الكويتي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى