الأخبار

تفاصيل احتفال مصر بـ«عيد العمال» بحضور السيسي

شهد الرئيس عبد الفتاح السيسي، صباح اليوم الأحد، الاحتفالية التي نظمها الاتحاد العام لنقابات عمال مصر بمناسبة عيد العمال، بحضور الدكتور على عبد العال رئيس مجلس النواب، والمهندس شريف إسماعيل رئيس مجلس الوزراء، والإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، فضلًا عن عدد من الوزراء وكبار المسئولين وأعضاء مجلس إدارة الاتحاد العام لنقابات العمال، ورؤساء النقابات العامة.

وألقى كل من محمد سعفان وزير القوى العاملة، وجبالي المراغي رئيس الاتحاد العام لنقابات عمال مصر، كلمة بهذه المناسبة، كما أهدى الرئيس العام لنقابات عمال مصر درع الاتحاد للرئيس السيسي.

وشهد الاحتفال كذلك تكريم الرئيس، عشرة من قدامى النقابيين ومنحهم وسام العمل من الطبقة الأولى، فضلًا عن تكريم اثنين من العاملين السابقين بوزارة القوى العاملة، بمنحهم نوط الامتياز.

وألقى الرئيس كلمة بمناسبة الاحتفال بعيد العمال استهلها بدعوة الحضور للوقوف دقيقة حدادًا على أرواح شهداء مصر، كما أعلن دعم صندوق طوارئ القوى العاملة بمبلغ مائة مليون جنيه تُخصص من صندوق تحيا مصر، وفي نهاية الكلمة وجه الرئيس تحية خاصة لسيدات مصر تقديرًا لدورهن وتفانيهن في خدمة المجتمع والوطن.

وفيما يلي نص الكلمة:

“بسم الله الرحمن الرحيم

الإِخوة والأَخَوَات عمال مصر الشرفاء في كل ربوع الوطن،

شعب مصر العظيم،

السيدات والسادة،

أتحدثُ إليكم اليوم في عيدِ العمال.. عيد كُلِّ مصريٍ شريف.. يَكِّدُ ويَعرَق.. ويبذلُ غايةَ جهدِه لتعميرِ الوطن ونفعِ الناس.. أقفُ بينكم اليوم.. بقلبِ مواطنٍ مصريٍ.. يُقدِّر جهدَ العاملِ في مصنعِه.. وفي موقع عَمَلِه أيًا كان.. أَشّدُ على أيديكم.. وأُذكرَكّم بأنَّ مِصرِنا العزيزة.. تنتظر منكم الكثير.. لنُشَيِّدَ معًا أركان المستقبل.. لنا ولأجيال قادمة خلفنا.. فكل عامٍ ومِصر ناهضةً بسواعدكم.. متقدمةً بإخلاصكم..

عمال مصر الكرام،

إن حرصَ الدولة على الاحتفال سنويًا بعيد العمال.. يجسد في جوهره احترامَها وتقديرَها العميق.. لما يقدمه العمال من عطاءٍ في شتى ميادين الإنتاج.. ويؤكد دورَهَم الكبير في دفع مسيرة البناء والتطوير.. للمساهمة في رفعةِ هذا الوطن العظيم..

وبهذه المناسبة.. فإننا نؤكد أن العامل المصري هو ثروة الوطن الحقيقية ومحور التنمية.. وقاعدة الانطلاق نحو مستقبل أفضل.. من خلال تعزيز مسيرة اقتصادنا الوطني.. وكما أوصت تعاليم الأديان السماوية بأن العمل عبادة.. فأوصيكم ونفسي بإخلاص وإتقان العمل.. واعلموا أن وطنَكَم الذي ينتظر ثـمرةَ جهودكم عملًا دءوبًا وإنتاجًا وفيرًا.. يحرص على أن تكون حقوقكم دومًا مُصانة..

شعب مصر العظيم،

لقد عانت مصر خلال السنوات الماضية.. شأنها في ذلك شأن غالبية دول المنطقة.. من تحدياتٍ خطيرة.. ذات أبعادٍ اقتصاديةٍ واجتماعيةٍ وسياسيةٍ.. ولعلكم تعلمون جسامة تلك التحديات.. وتعلمون أنه لا سبيل للخروج منها إلى بر الأمان سوى بالعمل الجاد والمستمر.. واثقين من أن النجاحَ حليفُ المجتهدين.. وأن الأممَ لا تُبنَى إلا بمجهودات أُولِي العزمِ من أبنائها..

ويأتي خطر الإرهاب على رأس ما نواجهه من تحديات.. وكانت مصر من أولَى الدول في العالم التي حذرت منه.. وطالبنا من الجميع التكاتفَ لحماية الإنسانيةِ من شرورِه.. والقضاء على مسبباته سواء المباشر منها أو الكامن.. وخاض ويخوض الجيش المصري العظيم.. ورجال الشرطة البواسل.. حربًا ضروسًا ضد بؤر التطرف المختلفة.. خاصة في أرض سيناء الغالية.. وعانينا معًا من ويلاتِ الغدرِ وآلام فَقدِ الأحباء.. وتحمل المصريون في تلاحمٍ.. تعجب منه العدو قبل الصديق.. تَبعاتِ تمسكهم بوطنهم.. والتضحية من أجله.. فتحية منّا لأرواحِ شهداءِ الوطن.. الذين نتذكرهم بكل فخر وعزّة.. ونؤكد دومًا أنهم في قلوبنا أحياء.. وأننا قادرون بإذن الله على القصاص لحقهم.. وسنحيا معًا حياةَ كريمةَ آمنةَ في وطننا.. مهما كلفنا ذلك من تضحيات.. معتمدين على سواعدنا.. ومدافعين عن قضيتنا العادلة.. لا نخشى في الحق لومة لائم..

وبينما نواجه تحدي الإرهاب.. نستمر في العمل على إصلاح بيتنا من الداخل.. إدراكًا لضرورة مواجهة الأزمات التي طال أمدها في الاقتصاد.. ولذلك اعتمدنا خطةً طموحة للإصلاح الاقتصادي الشامل.. ترتكز بالأساس على دعم المنتج الوطني.. وزيادة الصادرات.. وجذب مزيد من الاستثمارات.. بهدف زيادة فرص العمل للشباب.. وتعظيم الاستفادة من طاقاتهم في خدمة الوطن.. ووصولًا إلى توفير المستوى المعيشي اللائق الذي يستحقه كل المصريين.. والعمالِ في القلبِ منهم..

كما وجهنا بسرعة الانتهاء من حزمة التشريعات العمالية المنظمة لقضايا العمل والعمال والاستثمار.. لتوفير مناخٍ من الاستقرار والطمأنينة في العلاقة بين طرفي العملية الإنتاجية.. وأتطلع إلى انتهاء البرلمان في أقرب وقت ممكن من إصدار هذه التشريعات.. لنبدأ خطوات التطوير ونجتاز معًا تلك المرحلة بنجاح.. ونُرسي دعائمَ النمو والتقدم والتنمية الشاملة..

الإخوة والأخوات،

إنني أتطلع خلال الفترة المقبلة.. لأن نُزيدَ اهتمامَنا بالفئات العمالية التي تعمل في بيئة وظروف عمل قاسية.. وعلى رأسهم العمالة الموسمية والعمالة غير المنتظمة.. وأن نوفرَ لهم التغطية التشريعية والصحية والاجتماعية التي يستحقونها..

كما أتطلع إلى بذلِ مزيدٍ من الجهد.. لدمج القطاع غير المنظم في الاقتصاد الرسمي.. للاستفادة من إمكانياته في دعم الاقتصاد الوطني.. فضلًا عن توفير الحماية اللازمة للعاملين فيه وتحسين مهاراتهم ورفع إنتاجيتهم..

السيدات والسادة،

إن الدولةَ تولى اهتمامًا كبيرًا بالصناعات كثيفةِ العمالة.. خاصةً صناعة الغزل والنسيج.. والتي يعمل بها أكثر من مليون عامل.. ويمكن أن تسهم بدرجةٍ كبيرة في حل مشكلة البطالة.. ولذلك فإننا نعمل على تطوير الشركات ذات الإنتاجية العالية في هذا القطاع الإستراتيجي.. والتحول إلى الأساليب التكنولوجية ذات التقنية العالية وتدريب العمالة عليها.. بما يضمن خفض تكلفة الإنتاج ورفع القدرة التنافسية للمصانع المحلية للغزل والنسيج في مواجهة المنتجات الواردة من الخارج.. والعمل كذلك على توفير التمويل اللازم للمصانع المتوقفة عن العمل في هذا المجال.. أو التي تعانى من عدم تحديث الآلات والمعدات بها..

السيدات والسادة،

إنني أناشد أصحابَ الأعمال الشرفاء.. بالاستمرار في حل المشكلات التي تواجه عمالهم.. وصونَ حقوقهم.. والاضطلاع بمسئولياتهم الاجتماعية تجاه الوطن.. وليتذكر كل منا أننا شركاء في هذا الوطن.. وأن مصيره في يدنا.. نكتبه جميعًا باجتهادنا وعملنا وتكاتفنا..

السيدات والسادة،

في نهاية كلمتي.. أجدد خالص شكري واعتزازي بعمال مصر الشرفاء.. وأوجه التحية للكادحين من أجل حياة كريمة.. وللقطاع الخاص الذي يعد شريكًا أساسيًا في التنمية.. ويفتح أبوابًا للرزق ويتيح فرصَ عملٍ جديدة.. وأسال اللّه العلىَّ القدير أن يحفظ هذا البلد الأمين.. ويكلل جهودنا المخلصة بالنجاح والتوفيق..

كل عام وأنت بخير.. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

 

فيتو

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى