اخبار عالمية

قمة “روسية – أفريقية” للمرة الأولى.. ما الفائدة العائدة على الطرفين؟

للمرة الأولى من نوعها تنطلق فعاليات القمة “الروسية – الأفريقية” في 24 أكتوبر الجاري، في مدينة سوتشي الروسية، برئاسة مشتركة من الرئيس عبد الفتاح السيسي، ونظيره الروسي فلاديمير بوتين.

وحسبما أكد الرئيس السيسي، في كلمة نشرها الموقع الرسمي للقمة، باعتباره رئيسًا للاتحاد الأفريقي، فإن هذه القمة تكتسب أهمية كبيرة نظرا لكونها الأولى من نوعها في توقيت يشهد تحولات عالمية ودولية كبرى، حيث تهدف إلى تدشين إطار متكامل لدفع العلاقات الروسية الأفريقية إلى آفاق أوسع للتعاون المشترك في مختلف المجالات.

الدكتورة أماني الطويل، الخبير في الشؤون الأفريقية، اعتبرت أن هذه القمة تأتي في إطار المحاولة الروسية للنفاذ إلى أفريقيا لتعزيز دورها في القارة.

وأضافت الطويل لـ”الوطن” أن هناك علاقات قوية بين روسيا ودول أفريقيا، منها على سبيل المثال التفاهم بينها وبين السودان للحصول على محطات إمداد بحري للسفن الروسية انطلاقا من السواحل السودانية، وهذه القمة ربما يترتب عليها قدرة بعض الدول الأفريقية متوسطة الحجم على الحركة الإقليمية بحرية بعيدا عن وطأة الولايات المتحددة الأمريكية.

وأوضحت خبيرة الشأن الأفريقي، أن القمة لها دلالة واضحة على زيادة الوزن الدولي لروسيا الفترة الحالية في المجتمع الدولي.

خبير شأن روسي: دول أفريقيا تستفيد من روسيا في تسليح جيوشها والتقدم التكنولوجي الذي تتميز به

القمة الأولى من نوعها ستفتح أوجه مختلفة للتعاون بين دول القارة السمراء وبين روسيا، وحسب قول الدكتور محمد أبو النور، الكاتب والمحلل السياسي والخبير في الشؤون الروسية، فإن هذه القمة هي نتاج العلاقات القديمة الراسخة بين روسيا ودول القارة وقت أن كانت الأولى تدعم العديد من دول أفريقيا في مواجهة الاستعمار الخارجي، إلى جانب مشروعات التعاون الروسية في أفريقيا خاصة في مصر والجزائر.

وعن أوجه استفادة الجانبين من بعضهم البعض، قال أبو النور في تصريح لـ”الوطن” إن دول أفريقيا غنية بالثروات المعدنية الخام غير المستغلة، كالذهب والنحاس والألماظ والقصدير، وهو ما يمكن أن تستفيد منه روسيا، وعلى الجانب الأفريقي تستطيع دول القارة السمراء الاستفادة من روسيا في تسليح جيوشها، والاستفادة من التقدم التكنولوجي من روسيا بأسعار مناسبة.

وأوضح أبو النور، أن القمة تأتي في عام رئاسة مصر للاتحاد الأفريقي، ما يجعل مصر على رأس دول القارة في هذه القمة ومن المهم أن تسعى مصر لاستغلال هذا الأمر لإعداد مشروعات محددة في مجال التعاون الروسي الأفريقي.

خبير تنمية مستدامة: جذب الاستثمار لأفريقيا يحقق بنية تحتية قوية وزيادة الدخل القومي

ومن الناحية الاقتصادية والتنموية، تعد القمة الروسية الأفريقية فرصة لجذب الاستثمارات الأجنبية الروسية داخل القارة السمراء وذلك يعد جزءاً من رؤية أجندة 2063 التي تسعى لتحقيق التنمية المستدامة والتي من شأنها توفير حياة كريمة للمواطن الأفريقي دون المساس بحقوق الأجيال الحالية من خلال الاستثمار، وفقا للدكتور ياسر شحاتة خبير التنمية المستدامة.

وتحقيق الازدهار لقارة أفريقيا الفترة الحالية يعتمد على قدرتها على زيادة الدخل القومي وتوفير بنية تحتية قوية كي لا تعتمد على المساعدات من الخارج، وحسب تصريحات شحاتة لـ”الوطن” هذه القمة تركز على جذب الاستثمارات الذي يحقق زيادة الناتج القومي وتأسيس بنية تحتية قوية بما يحقق ازدهاراً لدول القارة وتحسين أوضاع مواطنيها.

 

الوطن

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى