الأخبار

الحرب النفسية تبدأ على معتصمى “رابعة”

17

يبدو أن صبر الحكومة قد نفذ، وحانت لحظة “فض” اعتصامات أنصار الرئيس المعزول التى طالما وعد مسئولون فى الحكومة وعلى رأسها رئيس الوزراء الدكتور حازم الببلاوى ووزير الداخلية اللواء محمد إبراهيم بتنفيذها فى أقرب وقت.

انقطعت الكهرباء بشكل مفاجئ فجر اليوم الأحد عن رابعة العدوية، وعقبه بقليل انقطع التيار الكهربائى أيضًا بميدان النهضة، وهما أكبر تجمعات لأنصار الرئيس المعزول محمد مرسى، كما أنه الإجراء الأول من نوعه طوال اعتصام دام أكثر من شهر، وهو مايشبه اللعب على وتر الحرب النفسية، واختبار مدى صمود أنصار المعزول أمام تلك الحرب قبل بدء ساعة الصفر للاشتباك مع المعتصمين فى حال مقاومتهم.
ووسط حالة من الترقت والاستنفار من قبل المعتصمين المتواجدين في الميدان، صعد قادة الإخوان المطلوبين أمنيًا أعلى منصة رابعة لحشد المعتصمين وحثهم على مواجهة قوات الجيش والشرطة إذا ما هاجمت مقر الاعتصام.
وأدى انقطاع التيار الكهربائى إلى توقف عربة البث الفضائي عن العمل، وهى العربة التابعة لاتحاد الاذاعة والتليفزيون بعد سيطرة أنصار مرسى عليها، مما أدى إلى انقطاع البث المباشر للميدان عن قنوات تنقل الاعتصام على الهواء وأهمها فضائية الجزيرة مباشر مصر.
وأدى انقطاع الكهرباء إلى حالة من التوتر والاستنفار من بين المعتصمين وسط مخاوف من فض الاعتصام بالقوة، وعلت الهتافات والشعارات الحماسية.
وقال جهاد الحداد، المتحدث الرسمي لجماعة الإخوان المسلمين، إن المعتصمين بميدان رابعة العدوية في حالة تأهب بعد انقطاع التيار الكهربائي عن الميدان.
وكتب في حسابه على “تويتر”،  ” المتواجدين في اعتصام رابعة العدوية في حالة تأهب بعد انقطاع التيار الكهربائي، ولم يحدث شيء حتى الآن، وتم تشغيل عددًا من المولدات الكهربائية”.
وأدي معتصمو رابعة العدوية صلاة الفجر على ضوء المولدات الكهربائية بعد انقطاع التيار الكهربائي بشكل كلي عن مقر الاعتصام ومحيطه، كما ردّد المعتصمون بعض الهتافات قبيل الصلاة: “بالروح بالدم نفديك يا إسلام”..”يالله يالله انقذ مرسي واللي معاه”.
وعقب انقطاع الكهرباء صعد القيادى الإخوانى محمد البلتاجى وبجواره صفوت حجازى المنصة الرئيسية بميدان رابعة العدوية وحثا المعتصمين على الثبات فى أماكنهم ومواجهة الجيش والشرطة فى حالة فض الاعتصام.
وردّد البلتاجى هتافات معادية للقوات المسلحة والفريق أول عبدالفتاح السيسى والشرطة المصرية ودعا اللجان الشعبية للاستعداد لأى محاولة لفض الاعتصام.
كما هدد أنصار الرئيس المعزول محمد مرسي، بنقل اعتصامهم إلى ميدان التحرير، في حالة فض اعتصامتهم بالقوة بمنطقتي رابعة العدوية وميدان النهضة.
ودشنت إحدي الصفحات التابعة لأنصار المعزول على موقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك” والتي تحمل اسم “شباب ضد الانقلاب”، دعوة بعنوان “لو فضوا الميادين .. هنروح على التحرير”، وطلبت من أعضائها الإنضمام إليهم للاعتصام  بميدان التحرير، وذلك في حال اقتحام قوات الأمن اعتصامهم و فضه بالقوة، قائلين “ميداننا القادم سيكون التحرير”.
وفى تقرير لها ذكرت صحيفة ” الشرق الأوسط” أن فض اعتصام جماعة الإخوان المسلمين في ميدان رابعة العدوية سيتضمن ” فضًا متدرجًا”، بدلاً من ” الفض الحاسم”، خاصة بعد أن لوح الإسلاميون بتصعيد عمليات العنف ضد الدولة في حال فض اعتصام رابعة العدوية الذي تتحصن فيه قيادات من الجماعة مطلوبة للعدالة.
وقالت مصادر للصحيفة، إن عدة اجتماعات عقدت على مستوى عال بين كبار القادة المصريين خلال الأسبوعين الماضيين “للتعامل مع مشكلة الإخوان”، بالتزامن مع محاولات أجرتها أطراف دولية من الولايات المتحدة وأوروبا انتهت بإصرار الإخوان على رفض الواقع الجديد ورفض فض الاعتصام، مشيرة إلى أن خطة القادة المصريين التي سيجري تنفيذها خلال الـ48 ساعة المقبلة تركز على فض الاعتصام بـ”شكل تدريجي” وليس كما كان يتوقع البعض بـ”الهجوم المباغت أو الضربة الواحدة تجنبا لوقوع عدد كبير من الضحايا” والتى قدرتها بنحو 10آلاف متظاهر.
وكانت قد عقدت وزارة الداخلية اجتماعاً لبدء تنفيذ خطة فض اعتصامى رابعة والنهضة خلال اليومين الماضيين، وصدرت تعليمات إلى قطعات الأمن المختلفة ببدء العمليات المسبقة لفض الإعتصامات.
وتتضمن الخطة مشاركة عناصر من الجيش فى عملية الإقتحام، وبدء بالفعل منذ أمس السبت إغلاق بعض الشوارع المؤدية إلى إعتصامى رابعة والنهضة وتحويل المسارات إلى شوارع فرعية أخرى بعيداً عن أرض العمليات، وقالت مصادر أمنية إن خطة فض الإعتصام بدءت بالفعل بإتخاذ الإجراءات التى تسبق عملية الاقتحام.

الوفد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى