الأخبار

«الفتنة الطائفية» خطة الإخوان الأخيرة لإشعال الصعيد

37

العزف على أوتار الفتنة الطائفية.. ربما غدا الورقة الأخيرة لجماعة الإخوان، التى تحاول بشتى الطرق، نشر الفوضى فى ربوع مصر، منذ الإطاحة بالرئيس المعزول، ولم تجد الجماعة مجالاً أرحب من نشر الفتنة، من محافظات الصعيد، فمن الفيوم إلى المنيا، إلى أسيوط.. لا يزال نهر فتن الإخوان، يجرى ويتدفق..

 

ففى الفيوم.. واصلت الجماعة، وذراعها السياسية حزب «الحرية والعدالة»، خطتها التى تهدف إلى بث الفتنة الطائفية بين المسيحيين والمسلمين، خاصة بعد أن حققت فتنتهم فى محافظة المنيا أهدافها، وأتت ثمارها المرجوة، بالنسبة لهم.

 

كوادر الجماعة ومرتزقتها، انتهجوا أسلوباً جديداً فى إشعال نار الغضب، حيث كانت الجماعة تنظم مسيرات يومية، فى شهر رمضان المنقضى، خاصة بعد صلاة التراويح، وخلالها يتسلل بعضهم لكتابة عبارات طائفية، بـ«الإسبراى»، على جدران المؤسسات الحكومية، والمبانى الدينية التابعة للكنائس بطوائفها الثلاث: الأرثوذكسية والإنجيلية والكاثوليكية، تحض على الفتنة بين المسيحيين والمسلمين.

 

ومن بين العبارات، التى رصدتها «الوطن»، على جدران بعض الكنائس ونادى شباب ناصر بمنطقة الحادقة: «يسقط تواضروس».. «مصر إسلامية.. رغم أنف النصرانية.. ومرسى رئيسى»، كما كان متظاهرو الجماعة، يتعمدون ترديد الهتافات المسيئة للمسيحيين، لحظة مرورهم أمام الكنائس.

 

هذا التصعيد من جانب جماعة الإخوان، واجه انتقادات غاضبة من سياسيين ونشطاء بالمحافظة المسالم أهلُها، حيث شدد شحاتة إبراهيم، منسق حركة «كفاية» بالفيوم، على أن الهجوم اللفظى على المسيحيين فى مظاهرات الإخوان، يعكس غباءً سياسياً وأخلاقياً، ويهدف إلى خلق حالة من الفوضى والاشتباكات، على غرار ما حدث بمحافظة المنيا مؤخراً.

 

وقال إبراهيم لـ«الوطن»: يجب على «الإخوان» ألا يحاولوا، كل يوم، افتعال الفتن، لأن أمريكا وإسرائيل ساعدتهما فى الوصول للسلطة لإحداث فتنة فى مصر، حتى تتحول إلى سوريا أو ليبيا أو عراق آخر، مضيفاً: «أثق أنه لن تكون هناك، بإذن الله، أية فتنة طائفية لأن هذا ليس طبع الشعب المصرى».

 

وأكد منسق حركة «كفاية» بالفيوم، أن محاولات الإخوان صُنع فتنة فى الفيوم لن تنجح، كما أن أهدافهم السياسية، من وراء ذلك بعودة «مرسى» بعد نشر الفزع بين الناس لن تنجح أيضاً.

 

من جانبه، قال الدكتور نصر الزغبى، عضو مجلس الشعب السابق وأمين حزب «الثورة مستمرة» بمحافظة الفيوم: أن جماعة الإخوان لا تدرك ما تفعل، لأنها فقدت عقلها، منذ الإطاحة بالرئيس المعزول.

 

مشدداً فى تصريحات لـ«الوطن»، على أن مخطط الجماعة لإشعال الفتنة بين المسيحيين والمسلمين، سواء فى الفيوم أو غيرها، لن ينجح لأن الشعب المصرى أدرك من يحاول بث الفتنة الطائفية فى مصر ولمصلحة لمن!

 

غير أن الزغبى عاب على الحكومة ما وصفه بـ«ارتعاش أيديها وعدم قدرتها على مواجهة ألاعيب الجماعة، لا سيما أنها لم تتخذ موقفاً قوياً إزاء ما حدث بالمنيا».

 

وسخر الزغبى من استقواء «الإخوان» بالدول المسيحية، فى الوقت الذى تتفنن فيه فى صناعة الفتنة بين المسلمين والمسيحيين.

 

فيما أكد أحمد الشربينى، أمين حزب الدستور بمحافظة الفيوم، رفض تلك المحاولات من جانب جماعة الإخوان، وقال لـ«الوطن»: «نرفض دائماً استغلال الدين، وتوظيف العبارات الدينية من أجل مكاسب سياسية»، مشدداً على أن «خطة الإخوان فى زرع وإحداث فتنة طائفية، سواء فى الفيوم أو غيرها، فاشلة، لأن مسلمى مصر ومسيحييها فى مصر أكبر من أية محاولات خبيثة تعكر صفوهم».

 

ومن الفيوم إلى أسيوط.. استنكر أبناء المحافظة، مسلمين ومسيحيين، ظاهرة انتشار عبارات ورسومات طائفية على جدران المنازل والمبانى الحكومية، تحض على كراهية الأقباط، وتسىء إلى البابا «تواضروس الثانى»، مؤكدين أن أنصار الرئيس المعزول هم من يفعلون ذلك، بغية بث الفتنة بين أبناء المحافظة.

 

أحد المواطنين الأقباط، رفض ذكر اسمه، أكد أن أنصار السابق، يشنون حملات تصعيد ضد المسيحيين بالمحافظة، حيث رسموا رسومات مسيئة للبابا على جدران المنازل، فى الوقت الذى الذى لا يتم فيه اتخاذ أية إجراءات ضدهم».

 

أما إسماعيل محمود، من أبناء المحافظة، فقال لـ«الوطن»: ما يفعله أنصار الرئيس السابق من بث الفتنة والكراهية، لا يمت إلى الدين بصلة.

 

وطالب الجهات المعنية بإزالة هذه العبارات المسيئة وملاحقة من يكتبونها ومعاقبتهم.

 

فى السياق ذاته، انتقد ائتلاف «شباب القبائل العربية»، على مستوى الجمهورية، حالة الانفلات الأمنى المفتعلة التى يعيشها صعيد مصر، ومختلف محافظات الجمهورية بعد 30 يونيو من قبل جماعة الإخوان، محذراً من تكرار سيناريوهات الفتن الطائفية، كورقة ضغط سياسية على الغرب، لإعادة الرئيس السابق، إلى السلطة، داعياً جميع قبائل «العرب، والأشراف، والهوارى» إلى الاتحاد ومواجهة التحديات الراهنة.

 

وأكد البيان تبرؤ الائتلاف من «تلك الفئة التى تقوم بما تقوم به، مدفوعة بتأثيرات خارجية، وتتعاون بشكل مشبوه مع بعض الأشخاص غير المصريين، والذين تحوم حولهم الشبهات فى صلاتهم بأجهزة مخابرات خارجية».

الوطن

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى