الأخبار

نرفض استخدام المساعدات للضغط على مصر

111

 

 

 

 

أكد د. نبيل فهمى، وزير الخارجية، أن الزيارات التى قام بها لكل من السودان وجنوب السودان والأردن ورام الله تم اختيارها تأكيدًا على رسائل سياسية محددة لمصر خارجيًا ولوزارة الخارجية على وجه الخصوص، موضحًا أن الامن القومى المصرى له أولوية قصوى ويرتبط بالاطار الاقليمى الذى تعيش فيه مصر الان والذى يتمثل فى السودان وقضايا حوض النيل أو النزاع العربى الاسرائيلى وستظل اولوية مصرية بصرف النظر عن إنشغال مصر بقضايا داخلية او دولية أخرى.

وأضاف وزير الخارجية فى مؤتمر صحفى عقده الثلاثاء أن زياراته للسودان وجنوب السودان كانت إيجابية للغاية وأكدت للبلدين أهمية العلاقات مع مصر وإعتبار البلدين إمتداد إستراتيجى طبيعى لمصر، كما أن الامن القومى السودان مرتبط بالوضع فى مصر، موضحا أنه كان من المهم إرساء قواعد مستقبلية للعلاقات بين مصر وتلك الدول المجاورة.

وأكد وزير الخارجية أن زيارته للسودان والجنوب تضمنت حديث محدد وصريح واضح وتناول قضايا الامن الاقليمى فى منطقة القرن الافريقى وقضية المياة والتعاون الاقتصادى والاوضاع الداخلية المصرية، مشيرا إلى أنه قدم شرح لمسئولي الدولتين فيما يخص الاوضاع فى مصر وإستمع لتقييمهم وتقيم للاوضاع السودانية فى الشمال والجنوب وهو نفس الشئ الذى حدث فى عمان ورام الله.

وقال إنه قدم الشكر للملك عبد الله الثانى ملك الاردن والرئيس الفلسطينى محمود عباس على وقوفهم بجانب الشعب المصرى وحضورهم كأول القادة العرب الى مصر بعد 30 يونيو.

وأضاف فهمى أنه وجه رسالة مهمة خلال زيارته لرام الله إلى الشعب الفلسطينى البطل من الشعب المصرى العظيم وهى ان القضية الفلسطينية فى وجدان الشعب المصرى ولن نهملها ولن نستطيع أن نهملها إحقاقا للحق الفلسطينى وتأكيدا على الامن القومى المصرى.

وشدد الوزير على أن هذا الموقف لن يتغير إلى أن يتم إيجاد دولة فلسطينية على حدود 67 وعاصمتها القدس الشرقية وقال ان الموقف المصرى لن يتغير وقد تم تصحيح الموقف ووضع السياسية الخارجية المصرية فى موقعها الطبيعى إقليمياً ودوليا وإفريقياً. وأضاف أن مصر قامت بشرح الاوضاع الداخلية للمجتمع الدولى والذى يتابعها بإهتمام.

وأكد وزير الخارجية أن القرار المصرى فى الشان الداخلى هو مصرى خالص، وشدد على رفض مصر تداول القضية فى المحافل الدولية. وأوضح أن إستقبال مصر للمبعوثين الدولين كان ولايزال مفتوحاً وسنظل نرحب بهم ولكن تداول القضية فى المحافل الدولية غير مقبول مصرياً.

وقال فهمى إن التحديات أمام الثورة المصرية مازالت قائمة وهناك بعض الدول التى تسعى للتصدى للثورة، مشدداً على أن مصر لن تتردد لمواجهة أى تحدى من أى دولة، مشيراً فى الوقت نفسه الى أن وزارة الخارجية لن تهدأ الى أن تشرح الامور ونضمن صيانة المصالح المصرية.

وأوضح أنه يشعر بأن العديد من الدول قامت بتغيير موقفها من تردد الى تطلع نحو المستقبل فضلا عن بعض الدول التى وقفت مع الثورة المصرية على رأسها السعودية والامارات والبحرين والكويت والاردن والعراق وعدد اخر من دول العالم والذين كانوا مترددين فى بداية الثورة المصرية ولكن مع مرور الوقت أيقنوا وتأكدوا أن ماتواجهه مصر من أعمال إرهابية يستدعى وقفة واضحة وموقف صريح.

وأضاف الوزير أنه بقدر ما كانت هناك دعوة دولية لإقامة نظام ديموقراطى طالما كانت الممارسات سلمية وفى إطار القانون وبقدر ما أن هناك تقدير للمخاطر التى تواجهها الثورة المصرية بما في ذلك إستخدام العنف ضد المواطنين الابرياء والمتحاف والكنائس.

وقال فهمى إن هناك بعض الدول غيرت مواقفها من الثورة المصرية ولكن هناك دول أخرى أخذت مواقف إيديولوجية مرفوضة وعلى رأسها تركيا، مضيفا أنه كرد فعل لهذه المواقف تم إستدعاء السفير المصرى من أنقرة منذ أسبوع تقريبا كما إستدعت تركيا سفيرها وأخذت مصر قراراً إضافيا نتيجة لإستمرار تطاول السياسيين الاتراك وعلى رأسهم رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان ووزير خارجيته، بإرجاء المناورات البحرية المشتركة مع تركيا الى اجل غير مسمى.

وأضاف وزير الخارجية أن مصر إتخذت أيضا قراراً كرد فعل للإساءة التركية على قامة دينية إسلامية ممثلة فى شيخ الازهر الشريف د. احمد الطيب والتى تعد شئ غير مقبول ولا يمكن السكوت عليه حيث رفضت مصر طلب تركيا بزيادة عدد أعضاء السفارة التركية فى مصر وكان هذا اول رد فعل عملى يضاف الى التصريحات المصرية من وزارة الخارجية ومجلس الوزراء والمتحدث بإسم رئاسة الجمهورية، مشددا على أن لمصلحة والكرامة المصرية فوق شئ.

وحول عدم قيام مصر بخطوات تصعيدية ضد تركيا لمواقفها من الثورة المصرية قال فهمى إنه يرى ويثق بأن الحكومة المصرية ترى ان العلاقات المصرية التركية علاقات مهمة للشعبين ويجب العمل على صيانتها لصالح الشعبين.

وأضاف أن الخلاف الأن ليس بين الشعبين وإنما مع تجاوزات رئيس وزراء تركيا ضد مصر ولهذا السبب لم تسع أو تبادر القاهرة بإتخاذ خطوات تصعيدية ضد التصريحات التركية عن الثورة المصرية إلا كرد فعل للتجاوزات التركية.

وأوضح أنه على المدى الطويل ستكون العلاقات بين البلدين جيدة ولكن فى الظروف الحالية الامور تجاوزت ماهو مقبول مصريا وماهو متعارف عليه فى وجود أى خلافات.

وأكد نبيل فهمى أن مصر تراجع الان المساعدات التى تحصل عليها من بعض دول العالم لانها لاتقبل أن تكون المساعدات أداة ضغط عليها من أى دولة، مضيفا أنه سيتخذ القرار حسب تقييم العلاقات مع تلك الدولة وفائدتها لمصر. وشدد الوزير على أنه لن تكون هذه المساعدات ورقة ضغط على مصر من اى دولة ولن نقبل به.

وأشار إلى أن دور المجتمع المدنى المصرى كان مهم جداً خلال المرحلة المقبلة فى تصحيح صورة الثورة المصرية ومساعدة الموقف الحكومى، موضحا أن الخارجية ستستعين بأفراد من المجتمع المدنى فى اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة التى ستعقد فى شهر سبتمبر المقبل.

وأكد فهمي علي رفض مصر لأي تدخل عسكري أجنبي في سوريا وقال ” أننا نؤيد الشعب السورى فى ثورته ونتمسك بعدم الحل العسكرى أو التدخل عسكريا للأزمة، مضيفا: نؤكد دائما علي ضرورة الحل السياسي للأزمة في سوريا من خلال مؤتمر “جنيف 2”.

وأضاف وزير الخارجية أن مصر لاتعتزم تشجيع الجهاد فى سوريا، مؤكدا ً أن استخدام السلاح الكيماوى في سوريا من أي طرف امر ترفضه مصر وتدينه بكل قوة، والقوانين الانسانية ترفض استخدام تلك الاسلحة.

وقال: “موقفنا واضح من الأزمة السورية وموقفنا واضح من استخدام السلاح الكيمائى، أيا كان مستخدم هذه الاسلحة فى أى مكان وأيا كان الطرف الذى يستخدم السلاح الخطوة الأولى أن يكون رد الفعل رد دولى.

وشدد وزير الخارجية علي أن الوضع فى سوريا اخطر ما يهدد الوطن العربى منذ الحرب العالمية الأولى، مؤكد أنه لا يستطيع أن يجزم أو ينفى وجود مشروعات لدول أخرى داخل الشرق الأوسط لتقسيمه.

وكشف عن مشروع مصرى للشرق الاوسط يقوم على تطويره وتنميته وإخلاءه من أسلحة الدمار الشامل، مشددا على ضرورة تحقيق إستقلالية القرار العربى وعودة مصر لريادة الشرق الأوسط سياسيا واقتصاديا واجتماعيا، وأن المشروع المصرى مشروع حر استنادا على الديمقراطية الداخلية ويرتكز على شباب المنطقة.

وقال فهمى إن مصر لن تقبل مطلقا بوجود أنفاق غير مشروعة على حدودها مع غزة تشكل أخطار على أمنها القومى، وأنه أيضا لن تقبل باستمرار الحصار على غزة الذى يدفع ثمنه المواطن الفلسطينى.

وحول قبول حماس بعودة أمن المعابر التابع للسلطة الفلسطينية، قال فهمى: “حماس موجودة فى غزة وهى على حدودنا ومن الطبيعى أن نناقش معها ترتيبات فتح المعابر، ولكننا أيضا نتحاور مع السلطة الفلسطينية فى هذا الموضوع”، كما ان اتفاق 2005 حول المعابر مصر ليست طرفا فيه، و لا نقبل ان يتم تجويع المواطن الفلسطينى فى غزة وايضا نرفض استمرار الانفاق.

وحول الزيارة الثانية للجنة حكماء أفريقيا الأربعاء للقاهرة، قال فهمى: “بعد عودة الوفد لأديس أبابا المرة السابقة اكتشفت اللجنة انها لم تستكمل جميع لقاءاتها فى مصر وأنه لابد من لقاء شيخ الازهر والبابا تواضروس الثانى”.

وأضاف أن اللجنة الافريقية نقلت إلى مجلس السلم والأمن الأفريقى انطباعاته لكل اللقاءات التى قام بها فى مصر خلال زيارته الأخيرة”.

وحول العلاقات مع أثيوبيا قال فهمى: “العلاقات مع أديس أبابا مهمة للغاية، وبادرنا الحديث عدة مرات مع الجانب الأثيوبي وكان هناك ترتيب لاجتماع ثلاثى بين مصر والسودان وأثيوبيا ولكن تأجل بسبب الفيضانات الحالية فى السودان”، مؤكدا أن الجانب الأثيوبى أكد انه يريد زيارة مصر وعقد لقاءات بشكل مستمر.

وحول العلاقات بين روسيا ومصر، قال فهمى: “أن الاتصالات اليوم مع روسيا تجاوزت تبادل العلاقات، وأنها تتم كل فترة حول الأوضاع الإقليمية”، مشيرا إلى أنها علاقات قوية وطويلة، مشددا على أن إذا كان هناك مصلحة قوية لزيارة روسيا سيذهب فورا.

وكشف فهمى فى نهاية المؤتمر عن زيارة وزير الخارجية السعودى الأمير سعود الفيصل للقاهرة الاسبوع القادم عقب جولته الجارية لدول أوروبا.

صدي البلد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى