الأخبار

الاسد يجدد تأكيد صموده في وجه اي “عدوان”

53

 

ا ف ب – دمشق, (ا ف ب) – اكد الرئيس السوري بشار الاسد الاحد ان بلاده قادرة على مواجهة اي “عدوان خارجي”، في حين ابدت المعارضة السورية “خيبة املها” ازاء قرار الرئيس الاميركي باراك اوباما انتظار الضوء الاخضر من الكونغرس قبل شن اي ضربة على دمشق.

وفي القاهرة حيث بدأ وزراء الخارجية العرب اجتماعا طارئا مساء الاحد، دعا وزير الخارجية السعودي الامير سعود الفيصل الى اتخاذ “قرار حاسم” بدعم التدخل الدولي في سوريا معتبرا ان معارضة هذا التدخل لا تعني الا “تشجيعا للنظام السوري”.

وقال الفيصل “ان اي معارضة لاي اجراء دولي لا يمكن الا ان تشكل تشجيعا لنظام دمشق للمضي قدما في جرائمه” مضيفا انه “آن الاوان لمطالبة المجتمع الدولي بتحمل مسؤوليته واتخاذ الاجراء الرادع” ضد النظام السوري.

واشار الفيصل الى استخدام النظام السوري “للاسلحة الكيماوية” معتبرا ان “هذا السلوك المشين يعد ردا على المطالبين بالعودة الى مجلس الامن الدولي المكبل بالفيتو الروسي-الصيني”.

وطلب رئيس الائتلاف الوطني السوري احمد الجربا من الوزراء العرب في كلمة القاها خلال الجلسة نفسها بدعم العملية الدولية في سوريا.

وقال الجربا “اقف اليوم بينكم لاطالبكم بكل الحمية الاخوية والانسانية ان تدعموا العملية الدولية ضد آلة الدمار” التي يستخدمها النظام السوري.

في المقابل، حذر مسؤول ايراني من دمشق الاحد ان المصالح الاميركية ستتعرض للخطر اذا نفذت الولايات المتحدة تهديداتها بضرب سوريا، ملمحا الى رد ايراني من دون توضيح ماهيته.

وقال رئيس لجنة الامن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى الايراني علاء الدين بروجردي في مؤتمر صحافي عقده في العاصمة السورية حيث اجرى لقاءات مع عدد من المسؤولين السوريين على راسهم الرئيس بشار الاسد، ان “طبيعة القضايا الامنية في المنطقة مترابطة بشكل كامل، والاميركيون لا يمكن ان يهددوا الدول في المنطقة ويتوقعوا عدم حصول تهديد لمصالحهم”.

وجدد الموقف الايراني القائل ان “اي عدوان عسكري ضد سوريا ستتسع حدوده الى كل منطقة الشرق الاوسط ولا سيما الى الكيان الصهيوني”.

بدوره، قال وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف الاحد ان الكونغرس الاميركي غير مخول باعطاء الجيش الاميركي الضوء الاخضر لضرب سوريا لان مثل هذا العمل سيشكل انتهاكا للقانون الدولي.

وبعد ان بدت الضربات الغربية المحتملة لسوريا وشيكة طوال الاسبوع المنصرم، استبعد الرئيس الاميركي السبت اي تدخل سريع في سوريا مفضلا احالة المسألة على تصويت الكونغرس الذي لن يلتئم قبل التاسع من ايلول/سبتمبر بعد انتهاء اجازته.

وقال الاسد في تصريحات نقلتها وكالة الانباء السورية الرسمية (سانا) “ان سوريا بصمود شعبها المقاوم وتلاحمه مع جيشه الباسل، قادرة على مواجهة اي عدوان خارجي كما تواجه يوميا العدوان الداخلي المتمثل بالمجموعات الارهابية ومن يقف خلفها حيث تحقق الانتصار تلو الاخر وصولا لاعادة الامن والاستقرار لكامل ربوع الوطن”.

وصرح نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد ان الرئيس الاميركي بدا عليه “الارتباك والتردد” خلال كلامه عن تريث في اتخاذ القرار حول الضربة العسكرية لسوريا. ودعا المقداد الكونغرس الاميركي الى اظهار “حكمة” في التعامل مع الوضع السوري.

من جهته، دعا الائتلاف السوري المعارض الاحد الكونغرس الاميركي الى اتخاذ “القرار الصحيح” الذي يدعم توجهات الحكومة الاميركية بتوجيه ضربة عسكرية الى النظام السوري.

وقال عضو الائتلاف السوري المعارض سمير نشار لوكالة فرانس برس “نشأ عندنا شعور بخيبة الامل. كنا نتوقع ان تكون الامور اسرع، وان تكون الضربة بين ساعة واخرى”، مضيفا “لكننا نعتقد ان الكونغرس سيوافق بعد الاطلاع على الادلة غير القابلة للشك التي جمعتها الاستخبارات الاميركية حول مسؤولية النظام في ارتكاب الهجوم الكيميائي” في 21 اب/اغسطس.

وكان وزير الخارجية الاميركي جون كيري اعلن ان الولايات المتحدة تمتلك دليلا على ان غاز السارين استخدم في هجوم 21 اب/أغسطس الذي اتهم النظام السوري بشنه قرب دمشق، داعيا الكونغرس الى الموافقة على توجيه ضربة عسكرية للنظام. وكان تقرير استخباري اميركي اشار الى ان الهجوم الكيميائي في ريف دمشق اسفر عن 1429 قتيلا بينهم 426 طفلا.

في نيويورك، اعلنت الامم المتحدة الاحد ان العينات التي جمعها مفتشو الامم المتحدة من مواقع في سوريا قد تكون تعرضت لقصف بالسلاح الكيميائي، ستنقل الاثنين الى المختبرات المناسبة.

وبحسب رئيس فريق المفتشين اكي سيلستروم الذي تحادث الاحد هاتفيا من لاهاي مع الامين العام للامم المتحدة بان كي مون “فان مسؤولين سوريين يراقبان هذه العملية”.

في هذا الوقت، تجاوزت حصيلة القتلى الذين سقطوا في سوريا منذ بدء النزاع في منتصف آذار/مارس 2011 المئة وعشرة الاف، بحسب ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان الاحد.

وقال المرصد في بريد الكتروني انه “وثق سقوط 110371 قتيلا منذ انطلاقة الثورة السورية مع سقوط أول شهيد في محافظة درعا في 18 آذار/مارس 2011، حتى تاريخ 31 اب/اغسطس 2013”.

وتشهد منطقة الرحيبة شمال شرق دمشق منذ صباح الاحد معارك عنيفة بين القوات النظامية ومقاتلي المعارضة السورية تخللها قصف عنيف من قوات النظام وغارات جوية، ما تسبب بمقتل 14 شخصا حتى الآن، بحسب المرصد السوري.

وقتل تسعة اشخاص آخرين بينهم ثلاثة اطفال في قصف وغارات على مناطق اخرى في ريف دمشق.

في درعا، انفجرت سيارة مفخخة في مدينة الصنمين تسببت بمقتل سيدة وطفلتين، بحسب المرصد. فيما ذكر التلفزيون الرسمي السوري ان السيارة انفجرت خلال قيام “ارهابيين بتفخيخها” ما ادى الى مقتل عدد كبير منهم.

في عمان، اعلن رئيس الوزراء الاردني عبد الله النسور الاحد ان بلاده “لن تكون جزءا من أي حرب متوقعة على سوريا”، مؤكدا استعداد اجهزة الدولة الاردنية للتعامل مع أي تطورات قد تحدث في الجارة الشمالية.

من جهته جدد رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو تأكيده ان الدولة العبرية مستعدة “لاي سيناريو محتمل” في سوريا.

واعلن الازهر الشريف، رفضه الاحد توجيه اي ضربة عسكرية لسوريا، ورأى في ذلك “اعتداء على الأمة العربية والاسلامية”.

كما اعلنت الفصائل الفلسطينية بما فيها حركة حماس رفضها شن اي هجوم على سوريا ودعت وزراء الخارجية العرب لعدم توفير الغطاء له. وفي حاضرة الفاتيكان، اعلن البابا فرنسيس يوم صوم وصلاة في العالم اجمع في السابع من ايلول/سبتمبر من اجل السلام في سوريا وفي الشرق الاوسط، ودان استخدام الاسلحة الكيميائية مجددا معارضته للتدخل العسكري.

 

ا ف ب

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى