الأخبار

بالفيديو..أسقف المنيا: ما يحدث لا يعبر عن عموم المسلمين

5

 

بالتزامن مع فض اعتصامات الإخوان وأنصار الرئيس المعزول في 14 أغسطس الماضي، كان للمنيا النصيب الأكبر في الاعتداءات على الكنائس ومنازل الأقباط -أكثر من 18 كنيسة-  بالإضافة إلى محلاتهم التجارية، وسط محاولات كبيرة للشحن ضدهم منذ 30 يونيه في محاولة واضحة لإشعال نيران الفتنة الطائفية وتحويل المعركة السياسية داخل مصر إلى مربع آخر أكثر خطورة.

 وعلى مدار ثلاثة أيام قامت “البديل” بلقاء الأهالي المتضررين والذين أكدوا على أن علامات “إكس” سوداء رُسمت على جدران منازلهم ومتاجرهم لسهولة التعرف عليها ومهاجمتها في الوقت المحدد.

وأفاد الشهود برواية واحدة للمهاجمة، والتي تبدأ بمسيرات ترفع شعارات مؤيدة للرئيس المعزول إلى كنائس أو ممتلكات لمواطنين أقباط وتنتهي عادة إما بإحراق كامل لهذه المنشآت أو نهبها أو إحداث تلفيات بأجزاء منها، وتقسيم المهاجمين بمنهجية، بحيث تتفرغ أعداد للسرقة وأعداد أخرى للحرق، ويحدث ذلك عادة في ظل غياب شبه كامل لقوات الأمن أو قوات الإطفاء والحماية المدنية أو القوات المسلحة.

رائحة الحرائق واللون الأسود الناتج عن التفحم هما المسيطران على المشهد داخل الكنائس والمنازل المعتدى عليها، وأخيراً التقت “البديل” بأسقف المنيا، ودار الحديث عن الاعتداءات التي جرت والتخوفات مما هو قادم.

وإلى نص الحوار:

قال الأنبا “مكاريوس” أسقف عام المنيا، أن جميع الاعتداءات حدثت في وقت متزامن مع فض الاعتصام برابعة العدوية، من هجوم على كنائس مسيحية سواء أرثوذكسية أو كاثوليكية أو إنجيلية، بجانب الاعتداء على بعض منازل الأقباط ومحلاتهم وأماكن أشغالهم.

مضيفاً: كنا متوقعين حدوث اعتداء واسع على الأقباط، وأفصحنا عن تخوفنا أكثر من مرة لأكثر من جهة، لأن التظاهرات بالمنيا كانت دائما ما يردد فيها هتافات تحريضية، إضافة لبعض الخطب في المساجد التي كانت تحرض على ذلك.

·ماذا عن رد الأجهزة الأمنية حين تم الإبلاغ بهذه التخوفات؟

كانوا يقدمون وعودا بالتحرك، ولكن على الأرض لم يكن هناك تواجدا للأمن مما سهّل على المعتدين إتمام مخططهم ببساطة.

وماذا عن دور الكنيسة في إحصاء الخسائر ومساعدة المتضررين؟

قمنا بعمل تقديرات للتلفيات والخسائر، التي تخطت الملايين، وقدمنا لأصحاب المتاجر والمنازل المتضررة المواساة وشجعناهم على عدم التنازل عن حقوقهم ومطالبة الحكومة بالتعويضات وتقديم ما يثبت الاعتداء على ممتلكاتهم من صور وفيديوهات وشهادات، والتأكيد عليهم بضرورة عدم التنازل عن حقوقهم.

أما الكنيسة فمن الممكن أن تساعد بقدر بسيط، لأن من ضمن أعمال الكنيسة الرعوية مساعدة الفقراء والأرامل، لكن لا يمكن للكنيسة أن تعوض عدة ملايين، وهناك من فقد مبالغ صغيرة لكن هو كل معيشتهم، مثل بعض الأرامل التي فقدت بضعة آلاف بسيط كانت هي كل ما تملكن، ويعولن عليهن في فتح البيوت ورعاية أبنائهن الأيتام.

·الأمن عاد نسبياً لشوارع المنيا .. لكن ماذا عن الأمن في القرى والمراكز النائية مثل دلجا؟

لست متابعا لدلجا لأنها تتبع إبراشية أخرى،  لكن المنيا بأكملها في حاجة لإعادة نظر من جهة الأمن وانتشاره قوته والإجراءات السريعة، وأيضاً تمشيط ترسانات الأسلحة التي أعلنت الداخلية عن ضبط كميات ضخمة منها بالمنيا.

·وهل شاهدتم في الشوارع من قبل تواجد للأسلحة سواء في التشاجرات أو المظاهرات؟

 بالطبع لامسنا تواجد للأسلحة بوفرة الفترة الأخيرة، والمسيرات كان يخرج أصحابها معهم أسلحة ثقيلة، ونسمع أصوات لطلقات رصاص بشدة.

·بحسب رواية المتضررين.. فإن بعضهم يتواجد بشكل مستمر أمام متجره المحترق لتخوفه من السطو عليه بوضع اليد فيكون خسر المكان للأبد ولا يمكنه إصلاحه مرة أخرى.. هل هناك تخوفات حقيقية من سرقة الأماكن المعتدى عليها بهذا الشكل؟

 من الناحية العملية لم يحدث هذا الأمر، ولا أعتقد أن تحدث هجمات منظمة بهذا الشكل مرة أخرى، لكن  ستتكرر أعمال عنف كاختطاف أو سرقات بالإكراه بشكل متفرق، لذلك فإننا نطالب بوجود الشرطة وإظهار القانون لأن ذلك سيجعل كل من يفكر في الاعتداء على الآخرين خائفا ويعيد حساباته.

 أما عدم وجود الأمن فيشجع من هم أقل في الحرفية والإجرام بإعادة الاعتداء وعمل الأسوأ وسيشعر مسيحيو المنيا أن بيوتهم وتجارتهم مهددة طوال الوقت.

·الكنائس محترقة بشكل كامل.. ماذا تعتقد بشأن المواد الحارقة التي استخدمت في الاعتداء؟

اعتقد أنهم استخدموا مواد حارقة غير تقليدية وشديدة الاشتعال، فبحسب شهود العيان إن المعتدين كانوا يرشون المباني بمادة أشبه بالبودرة، وهكذا رأينا نتيجة غير طبيعية بداية من حرق جدران الكنيسة والأسقف إلى الحدائد والنجف والزجاج.

·كيف كانت ردود أفعال مسلمو المنيا؟

بعض العقلاء تأسفوا لنا كثيرا، وأكدوا هؤلاء لا يمثلونا وهناك من يشعر بالخجل الشديد  لعدم رغبتهم في أن تنسب مثل تلك التصرفات للمسلمين.

ولكن بشكل عام لازالت هناك أفكار تحتاج للتغيير وهناك جهل عام، مثل إحساس بعض المسلمين أن المسيحيين “كفرة” وعليه إما إشهار الإسلام أو دفع الجزية وكلها ثقافات لابد وأن تتغير.

·هل ترك الأقباط أماكن منازلهم خاصة بالمناطق النائية؟

لا أعتقد أنه حدث تهجير بالمعنى الحرفي للكلمة، لكن هناك من ترك منزله أو متجره بعد الاعتداءات بشكل مؤقت.

·بشكل شخصي.. هل نيافتك متشائم بسبب تلك الأحداث؟

كمواطن مصري أرفض ما حدث، وحزين لأجله لأن أي اعتداء يؤثر على الاقتصاد والعمل والانجاز ويؤثر كذلك على صورة مصر التي تستحق الأفضل،  لكن كمسيحي فرحان بما حدث، لأنه فخر لنا أن نتعرض لضيقات لكوننا مسيحيين.

·ماذا تقول للأقباط الخائفين والراغبين في الهجرة؟ 

أقول لهم إحنا في إيدين ربنا، مش ممكن يترك حياة الناس للخطر، لكن ربنا يستثمر كل الأحداث القاسية من اجل تحقيق كل الخير لنا جميعاً، والكنيسة القبطية هي الوحيدة على مدار التاريخ التي لن تكف عن تقديم شهداء وقديسين وهذا سر قوتها، فالمسيحية في مصر هي أقوى مسيحية في العالم لأنها قائمة على دماء القديسين والشهداء وتضحياتهم من أجل الكنيسة.

البديل

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى