“القاهرة خارج الخدمة”.. نجاح جزئي للعصيان
ووصف تحالف دعم الشرعية استجابة المواطنين لدعوة العصيان المدني بالجيدة. مشيرا إلى مواصلة التصعيد للفعاليات الرافضة للانقلاب خلال الفترة المقبلة.
ومع انطلاق الدراسة اليوم الأحد في محافظات القاهرة الكبرى، شهدت عدة مدارس ثانوية احتجاجات واسعة ضد الانقلاب العسكري، كما شهدت الجامعات الرئيسية بالإقليم (القاهرة، وعين شمس، وحلوان، وبنها) مظاهرات داخل الحرم الجامعي.
يقول صاحب محل بيع الأجهزة الطبية محمد السيد (35 عاما) إنه استجاب لدعوة تحالف دعم الشرعية، وأغلق محله تعبيرا عن رفضه للانقلاب. مشيرا إلى أن محلات أخرى كثيرة استجابت للدعوة تضامنا مع الشرعية.
وأضاف السيد للجزيرة نت أنه رغم أن الاستجابة لم تكن كاملة، إلا أنها خطوة مهمة للتعبير عن رفض الانقلاب والتصدي له.
ويؤكد عمرو علي أحد الطلاب للجزيرة نت أن مدير المدرسة اتصل بالشرطة بعدما نظم الطلاب وقفة سلمية ضد الانقلاب، وحضرت الشرطة على الفور، وقامت بإطلاق غاز مدمع وبعض أعيرة الخرطوش، مما تسبب بإصابة عدد من الطلاب إصابات بالغة.
وفوجئ طلاب ومعلمو بعض المدارس عقب الانتهاء من فقرة القرآن الكريم في الإذاعة المدرسية بالأغنية الأشهر تأييداً للانقلاب العسكري الدموي “تسلم الأيادي” بديلا عن النشيد الوطني، وسط استنكار من الطلبة والمدرسين.
خطوة مهمة
ورأت الحركات والائتلافات الداعية للعصيان المدني في استجابة المواطنين خطوة مهمة، خاصة مع شدة القبضة الأمنية على المرافق الحكومية، وتهديد الموظفين في حال تغيبهم عن وظائفهم.
ويرى هشام رافع عضو ائتلاف القوى الإسلامية الثورية، أحد الداعين للعصيان المدني، أن الاستجابة رغم أنها جزئية، إلا أنها تعبر عن رفض حقيقي للانقلاب، خاصة من قبل طلاب المدارس الثانوية والجامعات الذين كانوا أكثر الفئات استجابة للدعوة، وهو ما يقلق السلطات الانقلابية.
ويضيف رافع للجزيرة نت أن الحركات والائتلافات الرافضة للانقلاب ستكثف من فعالياتها خلال الأيام المقبلة، لا سيما في الجامعات وبين طلاب المدارس الثانوية، فهم الوقود الحقيقي للثورة.
من جانبه يرى ياسر محمود عضو حركة شباب ضد الانقلاب، إحدى الحركات التي دعت للعصيان المدني، أن الاستجابة الجزئية لدعوتهم جاءت نتيجة خشية المواطنين من بطش الأمن، كما حدث في دلجا وكرداسة، إلا أن ذلك لم يمنع الشباب من تنفيذ فعاليات ضد الانقلاب أمام المدارس الثانوية والجامعات.
ويضيف محمود للجزيرة نت أن الأهالي أصبحوا يخشون على أبنائهم بعدما شهدت بعض الأحداث إطلاق نار على المتظاهرين، ومن ثم فإن الاستجابة للدعوة تعد جيدة في ضوء هذه الظروف.
في المقابل أبدى بعض المواطنين رفضهم لدعوة العصيان المدني معللين ذلك بخوفهم من تفاقم الأوضاع في مصر، وتزايد المشكلات الحياتية للمواطنين جراء الممارسات التي ترد بها سلطة الانقلاب على المظاهرات والإضرابات.