الأخبار

الأقباط الهاربون من دلجا يروون أيام الجحيم والهجرة

77

 

 

أكثر من 55 أسرة قبطية هاجرت من قرية دلجا بالمنيا، هربا من الجحيم الذى أشعله أنصار الرئيس المعزول محمد مرسى بعد 30 يونيو، واستغله البلطجية لفرض إتاوات عليهم والاعتداء على منازلهم وخطفهم مقابل دفع فدية، وعلى الرغم من الحملة التى شنتها قوات الأمن على القرية لتحريرها من سيطرة الجماعات المتطرفة، إلى أن الأسر القبطية لا تزال تخشى العودة خوفا من أن يتعرضوا للانتقام.

عن المعاناة التى واجهتها الأسر القبطية، قال التاجر جورج اسحاق بسخرون، 55 سنة، إنه ولد وعاش بقرية دلجا، وكانت 30 يونيو فاصلا فى علاقته بالقرية، بعدما اضطر إلى الهرب منها بعد «الويلات» التى عاشها، مضيفا «لى 5 بنات وولد، من بينهم ابنة مريضة بالقلب عمرها 7 سنوات، وبعد 30 يونيو كنا نفاجأ يوميا بالطوب والحجارة مصاحبا لمسيرات الإخوان وأنصارهم من الجماعة الاسلامية والسلفيين، كانوا يحطمون أبواب منازلنا، ولم يكن أمامنا غير اللجوء للبلطجية لحمايتنا من هذه الهجمات، وفرضوا على كل منزل قبطى بجوار كنيسة مارجرجس أن يدفع 100 جنيه يوميا». وأضاف بسخرون «لما عجزنا عن سداد هذه الإتاوة، بدأ البلطجية فى الاستيلاء على ما نملك من آثاث منازلنا من خلال إجبارنا على بيعها بأبخس الأثمان، ولما بعنا كل ما نملك، بدأت عمليات الاختطاف حتى يجبرونا على بيع منازلنا».

وتابع «طال علينا العذاب، وقررت أكثر من 55 أسرة قبطية الهجرة، وقبل أن نرحل تماما لجأ بعض الأسر إلى منزل الشيخ محمد على العوامى، وهو أحد عقلاء القرية والمعروف عنه تمسكه بالحق، واستطاع حماية 4 أسر قبطية من هجوم البلطجية وخطف أطفالها».

وقال بسخرون، باكيا، «عند خروجى من القرية قابلنى أحد البلطجية، واختطف ابنتى المريضة، توسلت له أن يتركها، لكنه طلب 50 ألف جنيه فدية، أكدت عجزى عن سداد مثل هذا المبلغ، بعد أن أفلست تماما، وبعد أن حجزها نحو 4 ساعات، تدخل الشيخ العوامى وحررها، بعدها تركت القرية وأقمت عند أقارب لى بمدينة المنيا.

وأكد بسخرون انه يتمنى العودة لقريته ولكنه ينتظر القبض على البلطجية كافة، الذين هربوا إلى الجبال، ويشكلون عصابات مسلحة.

أما التاجر إسحاق تادرس عبده، فقد تعرض للاختطاف بالفعل، وحين تأكد البلطجية أنه لا يمتلك مالا للفدية تركوه ليعود إلى منزله لكنه اكتشف أن زوجته وأبناءه فروا من الجحيم، وحتى الآن لا يعرف طريقا لهم.

يقول تادرس «من المؤكد أنهم هربوا بعد أن أشاع البلطجية أنهم قتلونى، عقب اختطافى بيومين، لذا هربت الأسرة المكونة من طفلين، وأنا الآن فى انتظارهم لعلهم يرجعون بعد أن عرفوا أن الأمن دخل دلجا».

الشروق

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى