الأخبار

مطران السريان الأرثوذكس: إسرائيل المستفيد الأكبر من تفتيت الجيوش العربية

93

 

رغم كل ما جرى ويجري في مصر ودول الربيع العربي من اضطرابات، مازال المشهد السوري هو الأكثر دموية، حيث تشهد سوريا كل يوم قتل أبرياء وتهجير أسر وهدم وحرق كنائس وخطف رجال دين، وكي نقترب من الصورة أكثر ونتعرف على موقف الكنيسة السريانية (الأرثوذكسية السورية) كان هذا اللقاء مع الأب الخوري، عبد الأحد شارا، نائب مطران غرب الولايات المتحدة الأمريكية للسريان الأرثوذكس، وإلى تفاصيل الحوار..

بداية.. كيف ترى الوضع الراهن في سوريا ووضع المسيحين خاصة ؟

هناك مخطط لتهجير المسيحين من المنطقة للسيطرة عليها مثلما فعلوا في العراق. نحن كرجال دين نحارب هذه الفكرة ونشجع المؤمنين ألا يغادروا مناطقهم لأنها أرضنا تاريخيا. لكن في ظل هذا العنف والقتل والحرب، الناس تضطر للهروب ونحن لا نملك إجبارهم على البقاء.

وبرأيك.. من يقف وراء هذا «المخطط» كما وصفته ؟

هذا مخطط ليس من الدول العربية ولا المسلم العادي الذي عاش معنا على مدار سنوات وعشنا معه. هذا مخطط من الإرهابين الدخلاء المخربين الذين يريدون إفراغ العالم العربي منا. أما المسلم العاقل فيعرف قيمه وضرورة وجود جار مسيحي له و يشعر أن المسيحي مكمل للمجتمعات العربية الإسلامية. الدول العربية والمسلمون يريدون بقاء المسيحيين في الشرق الأوسط، لكن الإرهابين المخربين يعتقدون أن الإسلام يأمر بقتل المسيحي، وأن النصارى لا دين لهم. الإرهابيون جهلاء لا يعرفون المعني الحقيقي للدين. الدين الحقيقي يأمر بالحب والخير والسلام، سواء كان إسلاما أم مسيحية، لذلك نحن نحب جيرانا الذين عشنا معهم قرونا طويلة، ولا نحب الإرهابين الذين يريدون تهجيرنا من المنطقة.

كيف تنظر إذا لموقف أمريكا التي كادت تخطو خطوة عسكرية في سوريا ؟

الكنيسة ككل لا تحبذ الحرب والقتل. نحن نصلي من أجل أن تُحل المشاكل بالسلام. هذه ليست مهتمتنا بل مهمة السياسين. نحن فقط نصلي ونتضرع لله أن يهب الرؤساء والملوك الحكمة كي يجنبونا شر الحروب.

لكن بعض شيوخ الفضائيات أفتوا بأن ضرب أمريكا لسوريا حلال للتخلص من نظام بشار الأسد. فما موقف الكنيسة ؟

لا طبعا نحن نقول أن الشأن السوري الداخلي يخص السورين فقط. ولا ينبغي على أي دوله أخري التدخل فيه. حرام أن تدخل دوله لضرب شعب هو أصلا مضروب على خده الأيمن والأيسر. حرام طبعا. أنا كرجل دين وكنيستي أيضاً من الرياسة العليا لأصغر عضو فيها لا نؤيد الحرب.

والآن بعد الوساطة الروسية.. هل تتوقع خوض أمريكا في حرب ضد سوريا؟

الموضوع ليس موضوع وساطة أو كيماوي. إنما هي مصالح بين الدول العظمي. هذه الدول تقاسمت الشرق الأوسط من أجل مصالحها العليا على حساب المسيحين والمسلمين البسطاء ممن لا يتمتعون بوعي سياسي كاف. الكل مخدوع، فريق يظن أن أمريكا تدافع عنه، والآخر يتصور أن روسيا تقف إلى جانبه.

تحدثت عن الإرهابيين.. لكن ماذا عن المعارضة السورية والجيش السوري الحر؟

نعم هناك معارضة سورية، لكنهم ليسوا ممن يأكلون قلب السوري بعد قتله. العصابات الإرهابية شوهت المعارضة الوطنية المستعدة للحوار مع النظام، والتي ترفض التدخل الأجنبي في الشأن الوطني.

وبنظرك من المستفيد من كل ما يجري؟

إسرائيل هي المستفيد الأكبر. تل أبيب الآن في أمان ولا تخشى حربا من الجيش السوري المنخرط في حرب داخلية. الدول العظمى أوقعتنا في بعض، الآن صار هناك عداء بين سوريا والعراق، وسوريا والأردن، وبين مصر و«حماس». في رأيي أن كل هذا ليس عفويا، و إنما مدروس من الدول العظمي لحماية إسرائيل. أنا لا أثق في أي دوله عظمي تقول إنها تريد مصلحة العرب، فهم من أضعفوا السياسية والاقتصاد العربي، وفتتوا الجيوش العربية . إسرائيل هي المستفيد الوحيد من هذا الخراب. ما حدث ليس بربيع عربي إنما خريف حركته الدول العظمى.

البعض يرى أن مسيحيي سوريا هم شيبحة النظام. ما تعليقك ؟

نحن نصلي كي يعطي الرب الحكمة للرؤساء، ولا ندعو الله أن يؤيدهم. الفرق كبير بين الاثنين. في الوقت نفسه، يجب أن أعترف أن المسيحيين لم يعانوا من النظام السوري. لم نر أي اعتداء على رجل دين مسيحي أو على الكنائس أو على حريتنا الدينية. كنا نصلي حتي منتصف الليل ثم نعود إلى بيوتنا في أمان. الآن الإرهابيون يخطفون ويقتلون رجال الدين؛ الكنائس خربوها؛ والصلاة منعوها. لهذا يقف المسيحيون الآن مع الدولة السورية ضد الإرهاب.

ألا تري أنه حان الوقت للتحول الديمقراطي في سوريا أم أنكم توًيد استمرار الأسد في الحكم ؟

لا يوجد ضمان أن من سيأتي بعد بشار سيكون أفضل منه أو سيكون ديمقراطيا حقاً. الوضع على الأرض في غاية التعقيد والتشويش. بالنسبة لي شخصيا، أفضل بقاء بشار الظالم الديكتاتور عن أن يأتي شخص يقطع رأس ابني أو يشق بطن أخي أو يأكل قلب جاري. لا أقول هذا لأني أحب بشار. يجوز أني لا أحبه لكن سياسته في سوريا أفضل ممن يسمون أنفسهم ثوارا.

وكيف ترى منعطف ٣٠ يونيو في مصر وتداعياتها؟

عندما خرج الشباب المصري في ٣٠ يونيو لإسقاط الرئيس المعزول محمد مرسي وجماعة الإخوان المسلمين، شعرت أنه هذا هو الوعي الناضج الذي يجب أن ينتشر في كل أرجاء الأمة العربية. هذا هو الربيع العربي الحقيقي.

المصرى اليوم

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى