مظاهرات بالسودان في “جمعة الحرية”

 

تجددت المظاهرات الاحتجاجية بعدد من أحياء العاصمة السودانية الخرطوم، فيما سميت بجمعة الحرية، وذلك لليوم العاشر على التوالي بعد رفع الحكومة الدعم عن المحروقات البترولية، وسط تعزيزات أمنية لم يسبق لها مثيل.

وتزايدت رقعة الاحتجاجات اليوم لتشمل، بالإضافة إلى ضاحيتي بري بالخرطوم وود نوباوي بأم درمان، كلا من شمبات والدروشاب وود مدني عاصمة ولاية الجزيرة ومدينة بورتسودان شرقي البلاد وبعض الأحياء الأخرى بالخرطوم.

واعتقلت قوات الأمن عددا من المتظاهرين أثناء فضها مظاهرة ود نوباوي، قبل أن تطلق سراح بعضهم لاحقا.

وهتف مئات المتظاهرين اليوم بسقوط النظام وسقوط حكم العسكر، منادين في الوقت ذاته بالحرية والسلام والعدالة.

وبينما نجحت قوات الشرطة والأمن في تفريق مظاهرات خرجت من مسجد السيد عبد الرحمن المهدي بود نوباوي باستخدم الغاز المدمع، احتلت أخرى ميدان الشيخ زين العابدين بمدينة شمبات قبل وصول المتظاهرين إلى ساحته.

وبرغم الهتافات العنيفة التي رددها المتظاهرون حول الميدان، فإن قوات الشرطة التزمت الهدوء دون استخدام لأي نوع من القوة أو محاولة فض المتظاهرين عبر استخدام الغاز المدمع.

وقفات حقوقية
وكانت ناشطات بمجال حقوق الإنسان ومحامون نظموا ثلاث وقفات احتجاجية بالخرطوم أمس، للتنديد باعتقال المئات من النساء والرجال على خلفية المظاهرات المناهضة لقرارات حكومة الرئيس عمر البشير برفع الدعم عن المحروقات البترولية الأسبوع الماضي، قبل أن تتحول للمطالبة برحيل النظام.

وأدانت عشرات النساء اللاتي يمثلن أسر بعض المعتقلين بضاحية شمبات بالخرطوم بحري، قتل واعتقال المئات من المشاركين بالمظاهرات.

وطالبت مجموعة أخرى من النساء في وقفة مماثلة أمام مقر رئاسة جهاز الأمن والمخابرات بالإفراج الفوري عن المعتقلين أو تقديمهم لمحاكمة عادلة، بجانب السماح لأسرهم بمعرفة أماكن اعتقالهم والوقوف على أوضاعهم.

كما نفذت مجموعة من المحامين وقفة مماثلة أمام إدارة المحاكم وسط الخرطوم، للمطالبة بوقف ما أسموها الانتهاكات المتوالية تجاه المواطنين.

اعتقال المئات
وخرجت بعض المظاهرات منذ 30 سبتمبر/أيلول الماضي احتجاجا على قرار الحكومة رفع الدعم عن المحروقات.

واعتقلت السلطات أكثر من سبعمائة شخص وفقا لحصيلة رسمية، غير أن منظمة العفو الدولية ذكرت نقلا عن “معلومات لصحفيين وعناصر من أحزاب المعارضة وناشطين وأفراد عائلات” أن عدد المعتقلين “أكبر بكثير”.

وبينما تعلن الحكومة أن 34 قتيلا سقطوا خلال الحركة الاحتجاجية، أكدت العفو الدولية ومصادر طبية بالعاصمة مقتل أكثر من مائتي متظاهر، أصيب عدد كبير منهم بالرصاص في الرأس والصدر، وفق المنظمة الدولية.

ومثل أمام إحدى المحاكم بضاحية الحاج يوسف شرق الخرطوم الخميس 35 شخصا، بينهم ثمانية مواطنين من دولة جنوب السودان وثلاث نسوة وثمانية أطفال اتهموا بالمشاركة في عدد من الاحتجاجات التي شهدتها البلاد خلال الفترة الماضية.

ووفق نشرة للهيئة السودانية للدفاع عن الحقوق والحريات فإن محاكم بالخرطوم ستشهد الأحد المقبل مثول مجموعات من المعتقلين على خلفية الاحتجاجات التي تجري في البلاد.

 

الجزيره.نت