الأخبار

غضب أمريكي شديد من إسرائيل

11

 

 

عبرت إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما الاثنين عن غضبها الشديد من سيل الانتقادات الإسرائيلية لوزير الخارجية الأمريكي جون كيري حول مساعيه الأخيرة لوقف إطلاق النار بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية في قطاع غزة.

ووفقا لوكالة أسوشيتد برس الأمريكية بعض الإسرائيليين بشن “حملة تضليل” ضد رأس الدبلوماسية الأمريكية.

وقالت جين ساكي المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية في مؤتمر صحفي في واشنطن أمس “هذه ببساطة ليست الطريقة التي يتعامل بها الشركاء والحلفاء مع بعضهم البعض”.

وجاءت تعليقات ساكي تكرار لتعليقات صدرت عن البيت الأبيض، حيث قال مسؤولون إنهم أصيبوا بخيبة أمل من تقارير إسرائيلية تقول إن جهود كيري للتفاوض على وقف إطلاق النار جاءت أكثر ملاءمة لحماس.

وقال توني بلينكن، نائب مستشار الرئيس أوباما للأمن القومي إن “إسرائيل ليس لديها صديق أفضل أو مدافع أقوى من جون كيري”.

وأضاف إن انتقاد كيري كان بناء على “تسريبات أشخاص إما لديهم معلومات خاطئة أو يحاولون تضليل الآخرين”.

وقال مسؤولون آخرون في لهجة قوية غير معتادة، إن انتقاد كيري يمكن أن يضع العلاقة بين الولايات المتحدة وإسرائيل في موقف خطر، مضيفين أن الهجوم الشخصي على كيري تخطى الحدود وإنهم محبطون على الأخص أن يأتي ذلك في وقت صراع، بحسب تعبيرهم.

كان معلقون في الإعلام الإسرائيلي قد صعدوا من انتقاداتهم المستمرة لكيري في الأيام الأخيرة بسبب محاولته إشراك قطر وتركيا في مفاوضات وقف إطلاق النار، لأن الدولتين في نظر إسرائيل داعمتان لحماس.

وعقد اجتماع في العاصمة الفرنسية باريس قبل أيام دعيت إليه تركيا وقطر، ولم تشارك فيها السلطة الفلسطينية أو أي من الفصائل الفلسطينية الأخرى أو إسرائيل.

واتهم كيري بتجاهل أهم مطالب إسرائيل خلال هذه المفاوضات، في إشارة إلى نزع سلاح حماس.

وفي محاولة لتطبيق وقف إطلاق النار هذا الأسبوع، “دمر وزير الخارجية الأمريكي جون كيري كل شيء”، حسبما قال أري شافيت في صحيفة هاآرتس الإسرائيلية اليوم الاثنين.

وأضاف “مسؤولون رفيعو المستوى في القدس وصفوا العرض الذي قدمه كيري باعتباره (هجوم إرهابي استراتيجي)”.

أما بلينكن فاختلف مع هذه التوصيفات، وقال إن عرض كيري يتضمن “افتراضيا كل عنصر” كان في المبادرة المصرية التي وافق عليها الإسرائيليون منذ أكثر من أسبوع مضى ورفضتها حماس.

وتشترط حماس أن تتضمن أي هدنة دائمة عددا من المطالب في مقدمتها رفع كلي للحصار البري والبحري الذي تفرضه اسرائيل على القطاع، وهو ما ترفضه اسرائيل.

وقالت ساكي إن الولايات المتحدة “تفاجأت وأصيبت بخيبة أمل واضحة” لرؤيتها مقترحات كيري وقد جرى نشرها للعامة.

وأضافت أن هناك فرق أيضا بين توصيف تعامل كيري مع المفاوضات من قبل وسائل الإعلام الإسرائيلية وبين ما كان يقوله المسؤولون الحكوميون الإسرائيليون للولايات المتحدة بشكل خاص.

وقالت “لا يشكو أحد من تعامل وزير الخارجية مع الوضع”.

ولم يشر كيري مباشرة إلى الانتقادات خلال ملحوظاته القصيرة الاثنين، لكنه سعى إلى دحض فكرة أن الولايات المتحدة تراجعت عن دعمها لنزع سلاح غزة، وهي أولوية لإسرائيل.

وقال كيري “أي عملية لحل الأزمة في غزة بشكل مستديم وفعال عليها أن تتضمن نزع سلاح حماس وكل الجماعات الإرهابية”.

فشل

وعاد كيري إلى واشنطن الأحد بعد أسبوع من الدبلوماسية المكوكية في الشرق الأوسط والتي فشلت في تحقيق وقف إطلاق النار لمدة أسبوع، إلا أن إسرائيل رفضت مقترح كيري الذي قدمه من القاهرة الجمعة الماضية.

وكانت مصر قد أعلنت عن مبادرة لوقف العدوان الإسرائيلي على غزة ووقف إطلاق الصواريخ على إسرائيل إلا أن المبادرة قوبلت بالرفض من قبل حماس. وتوصل بعدها إلى هدنة إنسانية مدتها 12 ساعة جرى تمديدها إلى 24 ساعة أخرى، إلا أن حماس وإسرائيلي تبادلتا الاتهامات بخرق الهدنة.

وتسرب إحباط الولايات المتحدة من إسرائيل في محادثة هاتفية الأحد بين أوباما ونتنياهو. قال البيت الأبيض إن أوباما أخبر نتنياهو أن الولايات المتحدة “لديها مخاوف جادة ومتزايدة بشان تدهور الوضع الإنساني في غزة”، وطالب أيضا “بوقف إطلاق نار فوري وغير مشروط”.

أكثر من ألف قتيل فلسطيني

وبلغت حصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي على غزة حتى الآن ما لا يقل عن 1095 قتيلا و6500 جريح في صفوف الفلسطينيين.

وقتل من الجانب الإسرائيلي 48 جنديا وثلاثة مدنيين بينهم عامل تايلاندي.

وبدء العدوان الإسرائيلي بغارات جوية على القطاع في الثامن من يوليو الجاري، وبعد ذلك بعدة أيام اجتاحت إسرائيل غزة. في المقابل أطلقت الفصائل الفلسطينية مئات الصواريخ على البلدات الإسرائيلية كما اشتبكت مع القوات الإسرائيلية التي توغلت في غزة.

ودمرت إسرائيل مئات المنازل في قطاع غزة. مما أدى إلى نزوح عشرات الآلاف من سكان القطاع إلى مؤسسات تابعة للأمم المتحدة في القطاع الذي يعد الأعلى كثافة سكانية على مستوى العالم.

كما قصفت إسرائيل مدرسة تابعة لوكالة غوث اللاجئين أونروا ومستشفى الشفاء في غزة.

وتقول منظمات إغاثية إن القطاع يعاني نقصا شديدا في الدواء والاحتياجات الطبية، كما أن العديد من السكان بحاجة إلى مساعدات إنسانية فورية.

مصراوى

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى