الأخبار

أنفلونزا الطيور رعب المصريين في الشتاء

39

 

بدأ الشتاء، وبدأ معه شبح الأنفلونزا يطل برأسه من جديد علي المصريين، بؤر للإصابة بأنفلونزا الطيور هنا، وأخرى لأنفلونزا الخنازير هناك، ثلاثة مواطنين دفعوا حياتهم ثمناً لفيروس أصبح متوطناً في بلادنا، والعدد قابل للزيادة رغم إعلان وزارة الصحة رفع حالة الطوارئ في مستشفياتها.

حالة من الرعب انتابت المواطنون بسبب الأخبار التي ثبت يومياً عن ظهور الأنفلونزا في إحدى المحافظات، ورغم تأكيدات وزارة الصحة أن كله تمام، وأن التاميفلو متوافر في المستشفيات لمواجهة أي حالات إصابة بأنفلونزا عنيفة، إلا أن الرقم الساخن الذي خصصته الوزارة للرد على استفسارات المواطنين حول مرض الأنفلونزا خارج الخدمة دائماً، وهو ما زاد من حالة القلق حول إجراءات الحكومة.
منذ ظهور أول حالة إصابة بشرية بأنفلونزا الطيور عام 2006 وحتي الآن، والمصريون يعيشون في حالة رعب دائم، فهناك 70 حالة وفاة بسبب هذا الفيروس الخطير منذ هذا التاريخ وحتى الآن، ومنذ أيام قليلة أعلنت وزارة الصحة عن وفاة ثلاث حالات خلال أسبوع واحد تأكد إصابتها بالفيروس لتصل عدد حالات الوفاة خلال هذا العام لـ7 حالات من بين 14 حالة إصابة مؤكدة، ومن المتوقع أن يرتفع عدد الضحايا خلال الأشهر القادمة ومع زيادة برودة الجو، حيث ينشط فيروس H5N1 المعروف بفيروس أنفلونزا الطيور، والذى أودى مؤخراً بحياة شاب من المنيا يبلغ من العمر 26 عاماً، رغم أنه من المعروف أن تأثير هذا الفيروس يكون أخطر على كبار السن، ومرضى الأمراض المزمنة وغيرهم.
جدير بالذكر أن مرض أنفلونزا الطيور هو مرض حيوانى بالأساس يصيب الدواجن والطيور، وتسبب في نفوق جماعى تصل نسبته إلي 100٪، وتبدأ أعراضه بفقدان شهية للطيور، وانخفاض حاد في إنتاج البيض، ثم استسقاء في الوجه، وانتفاخ في الرأس والرقبة مع خروج إفرازات مخاطية من الأنف وسيلان اللعاب وإسهال وفقدان سوائل الجسم ثم النفوق.
ونتيجة لهذه الأضرار الجسيمة علي صناعة الدواجن يتم تحصين الدواجن باستمرار ضد هذا الفيروس منذ عام 2003، إلا أن المشكلة الأساسية تظل في المنازل الريفية، حيث يتم تربية الدواجن في نفس المنزل، وتتعامل المربيات أو المربية مع الدواجن بدون اتخاذ أي إجراءات احترازية ومن ثم تظهر حالات إصابة بين البشر من وقت لآخر، وكانت الأيام الماضية شهدت اكتشاف 23 بؤرة إصابة بالمرض بين الدواجن في محافظة المنيا، وكشفت التحاليل المعملية عن إيجابية إصابة 3 حالات بشرية في المحافظة بينها طفل تم علاجه، والشاب الذي لقى مصرعه مؤخراً.
وفي المنوفية طالبت مديرية الطب البيطرى بتحصين الطيور بمركزى أشمون والباجور بشكل فورى، نتيجة اكتشاف اشتباه إصابة 3 سيدات بالمركزين بمرض أنفلونزا الطيور نتيجة التعامل المباشر مع الطيور المصابة.
أما أعراض الفيروس الخطير علي الإنتاج فيظهر في البداية على هيئة أعراض الأنفلونزا العادية كالتهاب الحلق والسعال وارتفاع درجة الحرارة، ثم تزداد الأعراض لتصل إلي التهابات رئوية خطيرة تصيب الجهاز التنفسى بالكامل، ويصاحب ذلك قرحات بالرئتين، وضيق حاد في التنفس، وإذا لم يعالج المصاب بعقار التاميفلو خلال 48 ساعة من الإصابة بالمرض، تزداد الحالة سوءاً وتصل إلي فشل فى التنفس، ويحتاج الإنسان لوضعه علي جهاز تنفس صناعى، وتكون الوفاة هي النتيجة الحتمية.
ويصف الدكتور صلاح لبيب، أستاذ الأمراض الباطنة والحميات بمستشفى حميات الصف، مرض أنفلونزا الطيور بأنه من الأمراض المتوطنة، التي يتم التعامل معها بتهاون شديد، ومن ثم تظهر إصابات متكررة به كل فترة، ويدفع المواطنين حياتهم ثمناً لهذا التهاون.
وأضاف: حتى الآن مازال المصريون يقومون بتربية الدواجن المنزلية، وهي أحد أهم أسباب نقل العدوى للإنسان، لذلك لابد من اتخاذ إجراءات حثيثة لمكافحة المرض بدءاً من منع تربية الطيور المنزلية، أو على الأقل تحصينها ضد الإصابة بهذا المرض، وتنظيف اليدين جيداً بعد التعامل مع الدواجن، أما علي مستوي الدولة فيجب أن يتم الإفصاح عن أي حالة إصابة، والإبلاغ الفورى عن أى بؤر إصابة، خاصة في الطيور القوية مثل البط والأوز والتي تتحمل الفيروس لفترة أطول من الدواجن، أما الحالات البشرية التي يوجد تعامل بينها وبين الدواجن، ففور الشعور بأي من أعراض البرد يجب عليها التوجه إلي أقرب مستشفي حميات، ويجب على المسئولين بالمستشفيات أخذ مسحة من الحلق، وبدء العلاج بالتاميفلو، مع ضرورة متابعة الحالات الأخرى المعرضة للإصابة بالمرض.
ولكن الدكتور عبدالعاطى عبدالعليم، رئيس الإدارة المركزية للشئون الوقائية بوزارة الصحة سابقاً، يفرق بين أمرين: فمرض أنفلونزا الطيور يعد من الأمراض المتوطنة بالنسبة للدواجن، ولكنه ليس كذلك بالنسبة للبشر، ومكافحته تتم علي أكمل وجه بتوفير عقار التاميفلو في المستشفيات وتدريب الأطباء علي اكتشاف الحالات المصابة والسيطرة علي العدوى في التعامل مع الحالات. وأكد أن فيروس H5N1 يعد من أخطر فيروسات الأنفلونزا، والحمد لله أنه لا ينتقل بين البشر لأنه فيروس خطير، وله مضاعفات شديدة، وخطيرة، ونسبة الوفيات فيه تكون عالية جداً، فالحالات التي لا تعالج بالتاميفلو خلال 48 ساعة غالباً لا يجدى معها العلاج، وتسوء حالاتها، لذلك فالاكتشاف المبكر للمرض أفضل وسيلة للحماية منه، وعلي كل المتعاملين مع الدواجن التوجه إلي المستشفى فور الشعور بأعراض الأنفلونزا.

105 خارج الخدمة
وتؤكد المعلومات أن وزارة الصحة وزعت المخزون الاستراتيجي من عقار التاميفلو علي المستشفيات، استعداداً لمحاصرة انتشار مرض أنفلونزا الطيور، حيث تم توزيع 660 ألف جرعة من العقار للكبار، و130 ألف جرعة للصغار.
وأكد الدكتور عمرو قنديل، رئيس قطاع الطب الوقائى، أن الوزارة خصصت خطاً ساخناً برقم 105، يعمل على مدار 24 ساعة لتلقى شكاوي واستفسارات المواطنين حول أنفلونزا الطيور، وكيفية الحالات المصابة.
من ناحية أخرى قررت أمانة المراكز الطبية المتخصصة نشر التثقيف والتوعية بمرض أنفلونزا الطيور، وأعراضه من خلال نشر الملصقات والأدلة الاسترشادية بالمستشفيات عن مرض أنفلونزا الطيور.
ورغم تأكيدات رئيس قطاع الطب الوقائى بأن «كله تمام»، إلا أن «الوفد» حاولت مراراً الاتصال بالخط الساخن (105) الذي ظل مشغولاً علي مدى يومين كاملين، ولم ننجح في الوصول للمسئولين عنه.

أنفلونزا الخنازير أكذوبة حولها الإعلام لوحش

تحقيق – نادية مطاوع:
H1N1 فيروس آخر، كدر حياة المصريين خلال الأعوام الخمسة الماضية، حينما أعلنت الحكومة عن ظهور هذا الفيروس المعروف بفيروس أنفلونزا الخنازير، وتم إغلاق المدارس والجامعات، وأعلنت وزارة الصحة حالة الطوارئ القصوى تصدياً لهذا الوباء، الذي راح ضحيته عدد من المواطنين، إلا أن الأحداث أكدت فيما بعد أنه أقل خطراً حتى من الأنفلونزا الموسمية نفسها. وتم إعدام الخنازير خوفاً من تحور الفيروس داخلها واتحاده مع فيروس أنفلونزا الطيور، مما قد ينتج عنه فيروس أشد فتكاً وأكثر خطورة، ومع بدء الشتاء أعلنت وزارة التعليم حالة الطوارئ في مدارسها خوفاً من عودة هذا الفيروس الذي أدى إلي إغلاق المدارس لفترات طويلة خلال العامين الماضيين.
وكان فيروس H1N1 قد تسبب في عدة أوبئة اجتاحت العالم كله خلال عام 1918 وراح ضحيته ما يقرب من 51 مليون شخص حول العالم، ثم في 1967 ظهر الفيروس من جديد، ثم خمد ليظهر مرة أخرى عام 1988، ليجتاح العالم ثم في عام 2009 عاد ليظهر من جديد وينتشر بشكل أسرع، حتي إن منظمة الصحة العالمية صنفته في المستوي الخامس من تصنيف الجوانح العالمية، وتوفي علي أثره خلال هذا العام حوالى 15174 حالة، وفي مصر لقى ما يقرب من 50 شخصاً حتفهم جراء هذا الفيروس الذي أكد الأطباء أنه من الفيروسات الضعيفة وأن الشفاء منه يتم سريعاً عكس مرض أنفلونزا الطيور، وأن مضاعفاته بسيطة، ومع ذلك تم إغلاق المدارس وتم تمديد إجازة نصف العام في العام الماضى لأكثر من شهر ونصف الشهر خوفاً من انتشار العدوى ودخول شتاء هذا العام، وخوفاً من تكرار ما حدث في العام الماضى بدأت وزارة التربية والتعليم في اتخاذ عدة تدابير، وردت علي لسان الدكتور محمود أبوالنصر وزير التربية والتعليم الذي أكد أن وزارته اتخذت إجراءات احترازية بالتنسيق مع وزارة الصحة والمحافظات للتصدى للأمراض المنتشرة، خاصة مرض أنفلونزا الخنازير H1N1، وأنفلونزا الطيور، وذلك بالتزامن مع فصل الشتاء لمنع انتشار الأمراض الوبائية بين التلاميذ.
وتشمل هذه الإجراءات تشكيل لجنة داخلية للصحة المدرسية بكل مدرسة، برئاسة مدير المدرسة، وعضوية كل من طبيب المدرسة والزائرة الصحية، والأخصائى الاجتماعى ومشرف التربية البيئية والسكانية بالمدرسة.
وأشار «أبوالنصر» إلى أن هناك تنسيقاً كاملاً مع وزارة الصحة لمحاصرة الأمراض المنتشرة في المدارس مع بداية فصل الشتاء.
ورغم أن بعض المدارس مازالت توجد بها لوحات إرشادية للوقاية من الأنفلونزا، فإن معظم المدارس تعاني من نقص حاد في الأطباء والممرضات، وهو ما يؤكد صعوبة تنفيذ تلك الإجراءات الاحترازية التي تحدث عنها الوزير.
علي الجانب الآخر، أكد مصدر مسئول بمديرية الصحة بالجيزة، أن الوزارة وزعت منشوراً علي المستشفيات بتقديم التاميفلو كعلاج لكل حالات الأنفلونزا الشديدة، خوفاً من تداعيات مرض أنفلونزا الخنازير الذي اجتاح مصر في الأعوام الماضية، إلا أن الدكتور سعيد السيد مصطفى، مدير مستشفي حميات شبين الكوم سابقاً، يري أن مرض أنفلونزا الخنازير يعد «أكذوبة»، فالفيروس المسبب لها أقل خطراً من الأنفلونزا الموسمية، ويمكن علاجه عن طريق المسكنات والراحة، إلا أنه قد يمثل خطورة علي مرضى الأمراض المزمنة، والحوامل والمسنين والأطفال، فهؤلاء يلزمهم رعاية أكثر لعلاج الآثار الناجمة عن الإصابة بالفيروس وأعراض أنفلونزا الخنازير، مثل أعراض الأنفلونزا العادية وهي الصداع والسعال وارتفاع درجة الحرارة والتهاب الحلق، والعينين، والمصاب يحتاج إلي الراحة وعلاج هذه الأعراض، وبما أن هذا الفيروس ينتقل بين البشر بسهولة عكس فيروس أنفلونزا الطيور، لذلك فالوقاية خير من العلاج، وذلك بتجنب ملامسة إفرازات المصاب، وتهوية الغرف تهوية جيدة، وعدم التواجد في الأماكن المزدحمة، وغسل اليدين جيداً، وهذه كلها تعليمات صحية لا بد من اتباعها لتجنب الإصابة بكل أنواع الأنفلونزا.
وأضاف: الأنفلونزا بشكل عام من الأمراض الفيروسية التي تنشط في الشتاء ومن ثم لابد من اتباع القواعد الصحية لمنع انتشارها.
جدير بالذكر أن وزارة الصحة أكدت في العام الماضى أن أنفلونزا الخنازير هي الأنفلونزا الموسمية، ولكن الأطباء أكدوا أنه رغم ضعف الفيروس إلا أنه يجب الاحتياط منه، خاصة مع انتشار فيروس أنفلونزا الطيور، حتي لا يحدث تزاوج بينهما، وينتج عنهم فيروس أخطر يحمل خصائص فيروس أنفلونزا الطيور القاتل، وتكون لديه قدرة علي الانتشار بين البشر بسهولة مثل فيروس أنفلونزا الخنازير ومن ثم يطالب الأطباء بضرورة عزل مرضى أنفلونزا الطيور عن مرضى أنفلونزا الخنازير في المستشفيات تفادياً لخطر تزاوج الفيروسين.

الأمصال قدر كبار السن والحوامل

تحقيق – نادية مطاوع:
«يوجد هنا مصل الأنفلونزا».. لافتة معلقة أمام بعض الصيدليات، بعضها يكتفى بهذا القدر، وبعضها الآخر يغالى، مؤكداً أنه مصل ضد جميع أنواع الأنفلونزا، الأسعار تتراوح بين 35 و40 جنيهاً، وتصل في بعض المناطق إلى 50 جنيهاً.
كثير من المواطنين يقبلون على هذه الصيدليات لأخذ «حقنة التطعيم» ضد وباء كل شتاء، الصيادلة يؤكدون فاعلية هذه الأمصال للوقاية من الأنفلونزا، وكذلك دخلت الحكومة على الخط، فأعلنت هيئة المصل واللقاح عن توافر أمصال ضد الأنفلونزا فيها، ولكن للأطباء رأياً آخر، حيث كشف الدكتور سليمان عبدالعاطى، استشارى الحميات، أن هذه الأمصال ليست سحراً كما يعتقد البعض، ولكنها قد تكون مفيدة لذوي الأمراض المزمنة، والحوامل والمرضى الذين يعانون من أمراض نقص المناعة لتخفيف هذه الإصابة بأعراض الأنفلونزا، ولكنها لا تقى من الإصابة بأنفلونزا الخنازير أو الطيور كما يعتقد البعض.
وأضاف: هذه الأمصال يتم تصنيعها من الفيروسات المعروفة والتي كانت منتشرة في المواسم السابقة، ولكن فيروس الأنفلونزا من الفيروسات التي تغير من طبيعتها من وقت لآخر، لذلك لا يمكن التطعيم ضدها تماماً، وإنما الأمصال الموجودة تؤدى إلي تقليل الأعراض، ولا بأس من حقن الفئات الضعيفة التي تحدثنا عنها بها، ولكن يجب ألا يغالى البعض ويعتقد أنه بمجرد حصوله علي المصل لن يصاب بفيروس الأنفلونزا.

الوفد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى