الأخبار

قرار النائب العام تكتمل الصورة.. طالبة “صفر الثانوية” راسبة

 

30

 

عد أن وافق المستشار علي عمران النائب العام المساعد القائم بأعمال النائب العام، على قرار حفظ التحقيقات في القضية المعروفة إعلاميا بـ “صفر الثانوية العامة”، وبذلك تكون الطالبة مريم ملاك ذكري راسبة.

جاء قرار حفظ التحقيقات بعد ورود تقرير قسم أبحاث التزييف والتزوير بمصلحة الطب الشرعي، والمتضمن فحص أوراق إجابات طالبة الثانوية العامة مريم ملاك ذكري، والذي انتهى إلى أن جميع الإجابات الواردة بكراسات الإجابة في امتحانات شهادة الثانوية العامة لهذا العام، بخط يد الطالبة وعدم وجود أي تلاعب أو استبدال في الأوراق.

البداية

ترجع وقائع القضية إلى البلاغ المقدم من طالبتي الثانوية العامة مريم ملاك ذكري تادرس، ورضوى محمد علي أحمد، والذي ورد به قيامهما بأداء امتحانات الثانوية العامة للعام الحالي 2015، غير أن النتيجة الخاصة بهما جاءت متدنية، مما حدا بهما التظلم من النتيجة لإعادة التصحيح، غير أنهما فوجئتا أثناء عرض كراسات الإجابة عليهما، أنها لا تخصهما.

وأنكرت الطالبتان المذكورتان مضمون ما جاء بمحتوى كراسات الإجابة المعروضة عليهما، وأقرت كل منهما أن البيانات الخارجية الخاصة بهما، والمدونة على الغلاف الخارجي لكراسات الإجابة، تخصهما وصادرة عن خط كل منهما، وأنه تم استبدال أوراق الإجابات بأوراق أخرى مما أدى إلى حصولهما على نتائج متدنية في نتيجة هذا العام.

وقامت النيابة العامة باستدعاء رئيس لجنة النظام والمراقبة بوزارة التربية والتعليم، والذي قرر بأقواله باستحالة استبدال محتوى كراسات الإجابة، وذلك وفقا للإجراءات المتبعة في هذا الصدد، وعليه فقد تم التحفظ على جميع أوراق الإجابات الخاصة بالطالبتين في الصفين الأول والثاني الثانوي، بالإضافة إلى أوراق الصف الثالث الثانوي وإرسالهم إلى قسم أبحاث التزييف والتزوير بمصلحة الطب الشرعي لإجراء الاستكتابات اللازمة بمعرفة الطب الشرعي، وإجراء المضاهاة اللازمة، لبيان ما إذا كانت هذه الإجابات صادرة عن يد كل منهما من عدمه، وما إذا كان قد حدث بأي من أوراق إجابات الطالبتين تلاعب من عدمه.

الطب الشرعي

وكشف تقرير مصلحة الطب الشرعي، أن الخطوط الواردة بأوراق إجابات الامتحانات الخاصة بها، تتطابق تماما مع خط يد الطالبة المذكورة، وهو ما يعني أنه لا صحة لما تردد حول استبدال أوراق إجاباتها بأوراق أخرى.

وقال المتحدث الرسمي لمصلحة الطب الشرعي الدكتور هشام عبد الحميد، في تصريح له، إن التقرير النهائي المتضمن نتيجة فحص أوراق إجابات الطالبة المذكورة في امتحانات الثانوية العامة بأعوامها الثلاثة، وعملية استكتابها ومضاهاة الخطوط بمعرفة خبراء الخطوط بالطب الشرعي، تم تسليمه إلى النيابة العامة.

وأوضح أن الطالبة المذكورة تم استكتابها 3 مرات بمعرفة خبراء الخطوط بمصلحة الطب الشرعي، بناء على طلب من النيابة العامة، كما تم طلب أوراق الإجابات الخاصة بها في امتحانات الصف الأول الثانوي والصف الثاني الثانوي في 13 أغسطس الجاري، وأن تلك الأوراق وردت إلى مصلحة الطب الشرعي في 22 أغسطس حيث تم فحص كافة تلك الأوراق بمعرفة خبراء الخطوط بالمصلحة.

وأوضح المتحدث أنه تم مضاهاة خط يد الطالبة من واقع عملية الاستكتاب الرسمية التي أجريت، والخطوط الواردة بأوراق إجاباتها في امتحانات الصفين الدراسيين الأول والثاني الثانوي والتي تسلمتها مصلحة الطب الشرعي، مع أوراق إجاباتها في امتحانات الصف الثالث الثانوي لهذا العام، حيث تأكد تماما للطب الشرعي تطابق تلك الخطوط جميعا، وأنها تعود للطالبة المذكورة.

“مريم” تُصاب بانهيار عصبي

أكد مينا ملاك ذكري، أن شقيقته في حالة يرثى لها، حيث أجرت مداخلة هاتفية مع برنامج في إحدى الفضائيات، بعد ما أعلن من قبل هيئة الطب الشرعي بالقاهرة، ثم أصابها انهيار عصبي بعدها.

وأضاف ملاك، أن شقيقته فقدت الوعي لدقائق، وقام هو وشقيقه الأكبر باسم، بإسعافها بالتغذية الوريدية بمحلول ملحي وجلوكوز، نظرا للهبوط الملحوظ في ضغط الدم لديها، خاصة أنها ممتنعة عن الأكل وحتى شرب المياه ترفضه.

وشدد مينا على تأكد الأسرة من عدالة قضية مريم، وأن ما أعلن من قبل الطب الشرعي لم يأتي على خاطرهم نهائيا، لأن مريم كانت تراجع إجاباتها مع مدرسيها أولا بأول بمجرد انتهاء كل امتحان، وكانت تترقب إعلان أسماء أوائل الجمهورية متمنية أن تكون واحدة منهم.

وتساءل ملاك: “كيف بعد كل التفوق اللافت لشقيقتي في كل مراحل التعليم، تخرج بصفر في امتحانات أهم مرحلة تعليمية على الإطلاق، وإذا كانت غير موفقة في الامتحانات من البداية فلماذا كانت تحضر كل اللجان الامتحانية في مواعيدها، وتخرج فرحة وتستعد للامتحان التالي بدافعية أكبر وفرحة لاطمئنانها لأدائها في الامتحانات يوما بعد يوم؟”.

وقال هاني كمال، المتحدث باسم وزارة التربية والتعليم، إن تقرير الطب الشرعي أثبت أن الخط الموجود في أوراق الإجابة مطابق لخط مريم، وفي هذه الحالة ستغلق القضية وستعلن وزارة التربية والتعليم في بيان رسمي ما ورد إليها من تقرير الطب الشرعي ويتم التعامل مع مريم كطالبة راسبة، ومن حقها أن تعيد الامتحان، ولن تضار على الإطلاق، رغم موقفها السلبي والذي شوه صورة الوزارة إعلاميا”.

وأضاف كمال، في تصريح تليفزيوني له، نحن في دولة مؤسسات والقضاء قال كلمته ويجب احترام القضاء ولا نعلق على أحكام القضاء.

محاولات للتصعيد

وطالبت أسرة الطالبة، بمقابلة الرئيس السيسي لاطلاعه على أدلة صحة شكواهم أن أوراق مريم تم تبديلها.

من جانبه، قال مينا ملاك، طبيب بشري وشقيق الطالبة، إن بيان الطب الشرعي كارثة بكل المقاييس، واصفًا إياه بـ”المسيس” للحفاظ على موقف الوزارة، لافتًا إلى أن شقيقته مريم في حالة صحية وعصبية سيئة وحرجة.

صدمة عصبية ـ نفسية

قال الدكتور إبراهيم مجدي، اخصائي الطب النفسي وعلم النفس السياسي، إنه وارد جدًا أن تكون الطالبة مريم قد تعرضت لصدمة نفسية ـ عصبية أثناء أداء الامتحانات، والتي جعلتها غير قادرة على الإجابة، قائلًا: “مثل هذه الصدمات تجعل الطالب لا يتذكر الإجابة وإن كان مذاكر كويس”.

وأضاف مجدي، في تصريحاته لمصراوي، أن شخصية مريم قوية وليست بالضعيفة إطلاقًا، فهي قادرة على الحديث بشكل متوازن في وسائل الإعلام، بالإضافة إلى قدرتها على كسب تعاطف من حولها، قائلًا: “من الممكن أن تكون مريم كذبت على أهلها وخلقت حكاية من لا شيء، واستمرت فيها حتى صدقتها”.

وأرجع اخصائي الطب النفسي وعلم النفس السياسي، أن تكون مريم قد أخفت على أهلها عدم قدرتها على الإجابة أثناء الامتحان، وهو ما زاد الأمر تعقيدًا، مضيفًا أن السيء هو إذا تدخل الرئيس قائلًا: “لا يمكن أن يتدخل الرئيس في كل مشكلة، فهناك العديد من الطلاب الذين يتعرضوا للظلم في الثانوية العامة دون قصد، فلا يصح أن نحول القضية إلى أمن قومي من خلال التشكيك في منظومة التعليم بمجرد ظهور حالة فردية، فذلك سيفتح بابا لن يُغلق”.

 

مصراوى

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى