الأعياد تفشل فى انتشال السوق من الركود

الأعياد تفشل فى انتشال السوق من الركود

لم تنجح احتفالات رأس السنة وعيد الميلاد المجيد فى إنعاش ما سببته الأحداث السياسية خلال العام المالى الجارى من ركود ضرب أنحاء السوق بمختلف قطاعاتها. موسم الأعياد الذى ينتظره التجار والمصنعون قبل المحتفلين فشل هذا العام المضطرب اقتصاديا وسياسيا فى تحقيق أمانيهم، فقد بدا واضحا أنه لا شىء يقف أمام ارتفاع الأسعار المطرد والمخيف، بفعل تراجع الجنيه أمام كل العملات الأجنبية والضرائب المزمع فرضها، ناهيك عن باقى الصدمات التى يعجز الاقتصاد عن امتصاصها بفعل التخبّط الاقتصادى للنظام الإخوانى فى المجمل.

«45%»، هذه هى نسبة الركود التى تعانى منها السوق خلال موسم الأعياد، كما يقول نائب رئيس شعبة المواد الغذائية بغرفة القاهرة التجارية عمرو عصفور، مؤكدا أن قرارات زيادة الضرائب المؤجل تطبيقها أسهمت فى فك حال الركود التى ضربت السوق خلال الفترة السابقة، نتيجة قيام المواطنين بتخزين السلع الغذائية استعدادا لمواجهة ارتفاع الأسعار، وهو ما سيتضح بشكل رسمى بداية الأسبوع المقبل، لافتا إلى أن ارتفاع الدولار لم يسهم بعد فى زيادة أسعار السلع الغذائية نظرا لعدم دخول رسائل سلعية جديدة بالسعر الجديد للدولار، وما يحدث من زيادات يأتى خوفا من بعض التجار من تآكل رؤوس أموالهم، مؤكدا أن أعياد الميلاد هذا العام لم تنعش السوق مما تعانيه من ركود، نظرا لتراجع السيولة والحال الاقتصادية السيئة وارتفاع أسعار بعض السلع نتيجة رفع سعر الطاقة كذلك، وحول توقعاته لسوق المواد الغذائية فى موسم إجازة منتصف العام الدراسى قال عصفور «لا نعلم ما يمكن أن يحدث غدا، لأن النظام تخلى عن أهل الخبرة لصالح أهل الثقة»، فى إشارة إلى التغيير الوزارى الأخير.

وعلى صعيد قطاع الملابس الجاهزة باعتبارها أهم مظاهر الاحتفال بالأعياد وواحدة من السلع الرائجة فى الإجازات قال صابر صباحى سرور رئيس شعبة الملابس الجاهزة بغرفة الجيزة التجارية «هناك ركود بلا شك وصل إلى 50 %»، مشيرا إلى أن الضغوط النفسية نتيجة الأحداث السياسية الساخنة التى شهدها شتاء مصر البارد إلى جانب الغلاء والدخول المحدودة هى التى دفعت الاستهلاك نحو التراجع عن معدلاته التى شهدها السوق فى الأعوام الماضية بما فيها عام حكم المجلس العسكرى 2011، نافيا أن يكون لموسم أعياد الشتاء هذا العام أى تأثير فى إنعاش السوق، وألمح سرور إلى أن ارتفاع الدولار سيؤثر حتما على زيادة الركود خلال موسم الصيف نظرا لارتفاع التكلفة الاستيرادية بنسبة 30% حتى الآن، مؤكدا أن الأسعار الحالية لم تتأثر بعد نظرا لاستلام رسائل موسم الشتاء قبل ارتفاعات سعر الدولار المتكررة، وأكد سرور أن التجار لا يجرؤون هذا الموسم على رفع الأسعار نظرا لما تعانيه السوق من ركود، لأن رفع السعر يعنى مزيدا من الإحجام عن الطلب، ومزيدا من الركود الذى دفع الكثير من المصنّعين لتخفيض الإنتاج والعمل بنصف طاقاتهم نتيجة تراجع معدلات الطلب منذ بداية العام الماضى، متوقعا أن تستمر.

وعلى الرغم من أن عيد الميلاد المجيد لدى الأقباط بمثابة عيد الأضحى لدى المسلمين سلعته الأساسية اللحوم فإن سوق اللحوم لم ينجح فى إنقاذ السوق من سباتها العميق الذى دخلته منذ أشهر طويلة، حيث أكد سيد نواوى عضة رابطة مستوردى اللحوم وعضو مجلس إدارة غرفة القاهرة التجارية أن معدلات الركود بلغت نحو 70% خلال الأسابيع القليلة الماضية، مؤكدا أن سوء الإدارة وسوء التنظيم والإصرار على أخونة الدولة هى التى دفعت الحال الاقتصادية نحو مزيد من السوء، مشددا على أن الركود يضرب رؤوس أموال المستوردين والتجار فى مقتل نظرا لحاجة هؤلاء المستثمرين لدوران أكثر سرعة لرؤوس أموالهم للالتزام بتعهداتهم المالية بالخارج.

 

 

 

 

التحرير

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى