هانى شاكر: السياسة «خربت بيوتنا» مصر تدفع الفاتورة من تاريخها وكبريائها

مصطفى يحيى
يمثل المطرب الكبير هانى شاكر حالة غنائية خاصة منذ أن احترف الغناء واللون العاطفى الذى يقدمه بالتأكيد يحتاج إلى مناخ لا تتناسب معه الأحداث التى يمر بها الوطن الآن.. حيث التناحر السياسى الذى خلق جوا مشحونا بالعواصف، وهى أمور لم نعتد عليها فى مصر. تعودنا فى مصر على الاستقرار والجو الذى كان يحفز كل النجوم العرب لعمل هجرة فنية إلى القاهرة التى أصبحت قبلة الفن ومملكته. الوضع تبدل. وآخر الأرقام تقول إن 3 ملايين تضرروا من تلك الأحداث. سألت المطرب الكبير هانى شاكر عما يحدث فى مصر وهل فعلا تسبب فى خسائر للعاملين فى هذا الحقل.. قال: نعم السياسة خربت بيوتنا جميعا ليس العاملين فى الغناء فقط لكن كل العاملين فى المجالات التى تقوم على الاستقرار مثل السياحة. مايحدث أثر على المزاج العام للمواطن البسيط، عندما تنظر فى وجهه تجد ملامحه ليست ملامح المصرى التى اعتدنا عليها الابتسامة فارقته هناك هم كبير يحمله بداخله. لا نعلم بكره فى إيه وماذا يخبئ لنا القدر. الصراع بين الأطراف السياسية خلق جوا لم نعتد عليه. كل طرف يريد أن يحصل على أكبر قدر من المنافع. وجميعنا كمصريين ندفع الثمن والفاتورة باهظة لأن مصر أيضا تدفع معنا من تاريخها وحضارتها وكبريائها. ولو تتبعت معى خلال الفترة الأخيرة مجموعة كبيرة من النجوم الكبار طرحوا ألبومات ولم نسمع عنها شيئا كل هذا سببه ما يحدث..
• هل المناخ السياسى فقط هو السبب؟
ــ بالتأكيد، كثيرون فى مصر وخارجها يسألوننى عن الجديد ولا أعرف الإجابة لأننى بصراحة لا يمكن أن أقدم أغانى عاطفية وسط ما يحدث لوطنى. وحتى لو عرضت علىّ أعمال، وهذا يحدث كثيرا لا أشعر بطعم أى كلمة أو لحن. ربما عقلى وقلبى يكون مستعدا أكثر للغناء الوطنى. المزاج العام كما قلت غير مهيئ لأى إنتاج. لأننا نبدأ يومنا دائما بأخبار سيئة. من نوعية الصراعات التى تحدث وفرض آراء بالقوة.
• ما أغرب مشهد شاهدته خلال الفترة الأخيرة؟
ــ بصراحة استفزنى مشهد على إحدى القنوات لشخص رأيته يرتدى الزى الأفغانستانى ويحمل علم مصر. ولا أعرف أين زيه المصرى. وألا يعلم أين هو؟ أتصور أنه تائه. وهذه ليست بلده. الصورة فى الشارع مهزوزة والمشاهد مرتبكة. بسبب أمور كثيرة منها الاختلاف على مسودة الدستور بين أطراف كثيرة. وكذلك تلك الصلاحيات المطلقة التى وضعها الرئيس لنفسه. أتمنى من الرئيس مرسى أن يعيد النظر، ويحسبها ببساطة. فالشىء الذى يفرق جموع المصريين معناه أنه لا يناسبنا. والدستور الجديد فعل هذا الانقسام. وعليه أن يعيد النظر فيه. ولماذا نصمم على شىء قد يحرق البلد. فأهلا بأى دستور يحدث توافقا بين الناس. وأنا أيضا مندهش من تشبث المستشار الغريانى برأيه فى أوقات كثيرة أثناء مناقشة المسودة كنت أتمنى أن يجعل الكل يبدى رأيه.
• هذه الأحداث السياسية هل من الممكن أن تساهم فى هروب الفنان إلى الخارج بحثا عن مناخ أفضل يقدم فيه إبداعه؟
ــ أنا شخصيا لن أترك بلدى مهما حدث. رغم الضرر الذى يقع على وعلى كل من يعملون بالموسيقى والغناء. هذا وطنى.
• لكن هناك فنانون قد يهربون على الأقل لتنفيذ أعمالهم فى بيروت أو الخليج؟
ــ لن أفعل حتى هذا سأسجل فى استوديوهات بلدى ومع العازفين والملحنين والمؤلفين الذين تعودت على العمل معهم. لكن من الممكن أن يهرب الأخوة العرب الذين كانوا يحضرون لمصر من أجل تسجيل أعمالهم لأنهم بالتأكيد يحتاجون مناخا هادئا ولن أعتب عليهم لو فعلوا هذا.
• فى الفترة الأخيرة تعددت سفرياتك إلى بيروت مع برنامج صوت الحياة ألم تخلق هذه الزيارات رغبة فى التعاون مع أحد الملحنين اللبنانيين؟
ــ حتى الآن لم يحدث لأن وقتنا ضيق للغاية نذهب قبل التصوير بيوم ونعود بعده بيوم أيضا. لكننى أتمنى أن يحدث هذا قريبا. لا يوجد أى مانع فى هذا لأن لبنان بها فنانون كبار.
الشروق