أزهرى: مظاهرات التحرير نوع من الإرهاب !

أكد الدكتور محمد عبد الرحمن عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين – دكتوراه التاريخ والحضارة الإسلامية بجامعة الأزهر الشريف – أن أعمال العنف الدائرة الآن بالشوارع المحيطة بميدان التحرير والتي تشمل أعمال عنف وتخريب وسفك للدماء تحت زعم التظاهر على قرارات الرئيس محمد مرسي تخرج عن حدود الشريعة والقانون وتتناقض مع مبادئ وأخلاق السلف الصالح رضوان الله عليهم وتعدت حدود التعبير عن الرأي إلى حد الإرهاب وترويع المسلمين الآمنين.
وأضاف الدكتور محمد عبد الرحمن أن الإسلام حريص على حرية الرأي والتعبير بشرط ألا تنتهك حرمات الآخرين ولا تتسبب في أذى الآخرين وما يحدث الآن من أعمال عنف وقذف بالحجارة واعتداء على الأبرياء والجنود الذين يؤدون الخدمة الوطنية بدون أي ذنب يتعارض تمامًا مع الحرية وعن أي مطالب مشروعة ويعد انتهاكًا صارخًا لحدود الله التي أمر الله بها أن تحتفظ.
وأضاف: أن هذه الأعمال التي يترتب عليها دائمًا العديد من الجرائم مثل جرائم الاعتداء على حرمات المسلمين في نفوسهم وأعراضهم وأموالهم، فضلاً عما تسببه الأعمال التخريبية من الإخلال بالأمن العام في البلاد، ونشوء حالة من الفوضى والاضطراب، وإخافة المسلمين وترويعهم إنما تتنافى مع مقصود الله في الأرض حيث خلق الإنسان وضمن له أن يطعمه من جوع وأن يؤمنه من خوف، قال تعالي “الذي أطعمهم من جوع وأمنهم من خوف”، والله سبحانه وتعالى قد حفظ للناس أديانهم وأبدانهم وأرواحهم وأعراضهم وعقولهم وأموالهم بما شرعه من الحدود والعقوبات التي تحقق الأمن العام والخاص، حيث قال سبحانه وتعالى: {مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا} ( المائدة 32).
وقال سبحانه: {إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلَافٍ أَوْ يُنْفَوْا مِنَ الْأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ} (المائدة 33 ).
وأضاف الدكتور محمد عبد الرحمن، أن للطرق حدودا وللشوارع محارم لا ينبغي انتهاكها أو تعديها لأنها تعد من الإفساد في الأرض الذي نهى الله عنه، حيث قال تعالى: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللَّهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الْأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْفَسَادَ} (البقرة 204،205).
وقال تعالى: {وَلا تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاحِهَا} (56)، قال ابن كثير في تفسير هذه الآية: ينهى تعالى عن الإفساد في الأرض وما أضره بعد الإصلاح، فإنه إذا كانت الأمور تسير على السداد ثم وقع الإفساد بعد ذلك كان أضر ما يكون على العباد؛ فنهى تعالى عن ذلك.
المصريون