قداسة البابا يعطى رسالة سلام الى مصروالعالم

فى حكمة بالغة وبفطنة وذكاء المصرى الأصيل وبروحانية رجل الدين أجاب صاحب القداسة البابا المعظم الانبا تواضروس الثانى بابا الاسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية على كل ما يشغل الرأى العام فى مصر والمهجر حول أوضاع الأقباط وعلاقتهم بالسلطة الحالية ومخاوف الحكم الدينى والهجرة المتزايدة وقضايا أخرى شائكة اجتازها قداسة البابا بمهارة ربان سفينة الكنيسة الذى يعايش كل هموم ومتاعب كل أبنائه .

 

جاء ذلك فى حواره قداسته الممتع والشيق مع التليفزيون المصرى وأداره الزميل الاعلامى عاطف كامل  واستمر قرابة الساعة فى الهواء الطلق باحدى الغابات المجاورة لدير الأنبا أنطونيوس العامر بقرية اوبرزيبنبروند بالقرب من العاصمة النمساوية فيينا فى مساء الاربعاء 29 مايو 2013.

 

وقال البابا تواضروس ان رحلته الى النمسا هى رحلة رعوية لمتابعة الخدمة فى كل أوروبا نظرا لصعوبة أن يقوم بزيارة كل كنائس الأقباط فى مختلف الدول الاوروبية مشيرا الى أن هناك جزء من الزيارة لرعاية إبراشية النمسا ومتابعة التدريس فى كليتها الإكليركية .

 

وأضاف ان الزيارة صاحبها بعض من الأنشطة الرسمية مثل لقاء الرئيس النمساوى هانز فيشر ورئيس الاساقفة الكاردينال شونبرن وحضور حفل هيئة بروأورينتا بمناسبة مرور 10 سنوات على الاعتراف بالكنيسة القبطية الأرثوذكسية والكنائس الشرقية كطوائف رسمية فى النمسا .

 

وأشاد البابا تواضروس  بجهود قداسة البابا شنودة الثالث فى بدء التفكير فى انشاء مجلس كنائس مصر والذى يعد حاليا خطوة قوية نحو التقارب والوحدة المسيحية حيث استكمل العمل وخرج المجلس الى النور كما ساهم البابا شنودة أيضا فى التقارب مع الكنيسة الكاثوليكية من خلال اتفاقية الحوار الاولى فى عام 1973 .

 

وفى سؤال عن تقييمه للأوضاع فى مصر رد قداسة البابا بسرعة بديهة وإستيعاب سريع لما بين السطور فقال الاهتمام بتطورات الاوضاع فى مصر يشغل بال الجميع فى الداخل والخارج وأيضا على مستوى الرسميين مشيرا الى أن مصر تعيش حالة من الثورة المستمرة وهناك حالة طبيعية من عدم الاستقرار فى كل النواحى وهذه الحالة قد تستمر عدة سنوات ولم نصل بعد للاستقرار ولكن هناك جهود تبذل لتحقيق ذلك.

 

وفى إجابة تتسم بالبساطة والعمق والتلقائية فى وقت واحد أجاب قداسة البابا عن حال الاقباط فى مصر وقال أنه لاشك أن هناك مخاوف بين الاقباط وقدر من الغموض نحو المستقبل وهذا الخوف بين كل المصريين وتزداد هذه المخاوف مشيرا الى حاجتنا الى الطمأنينة وقال أنه متفائل ونحن نحتاج الى رسائل طمأنة .

 

وفى سؤال شائك جديد اجتازه قداسة البابا بإقتدار عن اللجوء الدينى والهجرة المتزايدة بين الأقباط قال البابا ان الهجرة قرار فردى حسب ظروف كل إنسان وما يتم تصويره عن أن هناك نزوح جماعى فى مصر أمر خاطىء مشيرا الى ان الهجرة من مصر موجودة منذ فترة لاسباب العمل والعائلة والدراسة وقد أضيف لها سبب جديد وهو الخوف .

 

واشار الى أن الهجرة من مصر ليست سهلة فهناك صعوبات مثل تعلم اللغة الى جانب الأزمة الاقتصادية العالمية والتى أدت الى تراجع حاد فى فرص العمل .

 

وشدد على أن فتح بعض الدول باب اللجوء الدينى اليها يعد اساءة بالغة لمصر وحكومتها .

 

وفى رد فعل عفوى وصادق قال البابا تواضروس أن بعض القنوات الدينية تساهم فى زيادة الفتنة والمخاوف من التيارات السياسية التى تحكم حاليا مشيرا الى أنه منذ أحداث الخصوص والاعتداء على الكاتدرائية لم يتلق الا وعود وتطييب خواطر ويأمل فى أى يرى تطورا ايجابيا فى مجال حماية المواطنة والاقليات .

 

وبمصرية أصيلة لقن قداسة البابا تواضروس المتشددين دينيا درسا فى أن التهنئة بالاعياد مشاركة انسانية واجتماعية ولا علاقة لها بالمعتقدات.

 

وبالنسبة لمشكلة مياه النيل قال البابا أن الرئيس محمد مرسى لم يتصل به لهذا الشأن وانما طلب فى اتصال اجراه قداسة البابا للتهنئة بعودة الجنود المختطفين بأن يتم تمثيل الكنيسة فى زيارته لأثيوبيا وتم اسناد الامر لنيافة الانبا بيمن.

 

وقال ان مشكلة مياه النيل هى مشكلة على مستوى الحكومات والكنيسة فى البلدين تقوم بدور مساعد وسيتم مناقشة الامر مع بطريرك اثيوبيا فى زيارته القادمة للقاهرة منتصف الشهر المقبل .

 

وحول زيارة القدس قال قداسة البابا أنه يجب الا نزور القدس بدون أخوتنا المسلمين والزيارة لها طابع سياسى يختلف عن العلاقات بين الحكومات وهى مخالفة كنسية تستوجب العقوبة .

 

وبالنسبة لمزاعم استقواء الأقباط بالخارج قال قداسة البابا أن الأقباط يستقون بالمسلمين المعتدلين ولايمكن الاستقواء بأى قوى خارجية وهم يستقون أيضا بنا لأننا شركاء فى وطن واحد .

موقع الكنيسة القبطية في النمسا

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى