الأخبار

“الأرملة السوداء” تهدد الأولمبياد

 

RUSSIA-UNREST-POLITICS-OLY-2014-RUS-BLAST

تسارعت وتيرة العمليات الانتحارية الدموية في روسيا مع اقتراب موعد الألعاب الأوليمبية الشتوية في مدينة سوتشي، في ما يبدو أنه تنفيذ لتهديدات الزعيم الشيشاني المتشدد دوكو عمروف بتوجيه ضربات قاتلة تستهدف هذه الألعاب، نفذت عددا منها “الأرامل السوداء”.

في يومين متتاليين قتل أكثر من 30 شخصا في مدينة فولغوغراد الروسية. كما قتل ثلاثة أشخاص بانفجار سيارة مفخخة في مدينة بياتيجورسك جنوبي روسيا، الجمعة.

نفذت عملية الأحد الانتحارية التي قتل فيها 17 شخصا، سيدة تدعى أوكسانا أصلانوفا، حسب ما أعلنت لجنة مكافحة الإرهاب الوطنية الروسية وفصل رأسها عن جسمها في الانفجار.

أصلانوفا هي إحدى “الأرامل السوداء” وقد “تزوجت مرتين برجلين من صفوف المتمردين. قتل زوجاها على يد القوات الروسية”، حسبما أعلن موقع لايف نيوز الروسي.

“الأرامل السوداء” هو الاسم الذي أطلق على الشيشانيات اللاتي قمن بعدة عمليات انتحارية في روسيا، من أشهرها اختطاف رهائن في مسرح موسكو عام 2000. ولقبن بهذا الاسم نسبة لكون عدد منهن أرامل لمقاتلين شيشان قتلوا على يد القوات الروسية.

ولم تعلن لجنة التحقيق بعد عن هوية منفذ عملية الإثنين التي قتل فيها 14 شخصا.

“تشير أصابع الا إلى المتشددين الإسلاميين الموجودين جنوبي روسيا، وهي جماعات مسلحة راديكالية إسلامية”، حسب الصحفي هاني شادي المتخصص في الشأن الروسي في اتصال هاتفي مع سكاي نيوز عربية من محل اقامته بموسكو.

يرى الصحفي أن توالي هذه الهجمات على الرغم من إعلان السلطات حالة التأهب القصوى في المطارات ومحطات القطار والحافلات “يعتبر اختراقا أمنيا كبيرا جدا، لا سيما أنه بعد انفجار أكتوبر الماضي تنبأت أجهزة الأمن الروسية بحدوث مثل هذه العمليات”.

ويردف “لا أحد يعلم ماذا سيحدث في الشهر القادم مع اقتراب موعد الألعاب الأوليمبية الشتوية” التي ستقام في مدينة سوتشي من 7 إلى 23 فبراير.

كانت امرأة من داغستان عمرها 30 عاما تدعى نادية أصيالوفان قد فجرت نفسها على متن حافلة وقتلت 7 أشخاص في 21 أكتوبر.

فولغوغراد، أو ستالينغراد سابقا، مدينة من مليون نسمة تقع على بعد نحو 700 كيلومترا شمالي سوتشي. وتقع في أعلى منطقة شمال القوقاز بروسيا وهي شريط من الأقاليم ذات الغالبية المسلمة، وتضم الشيشان التي خاضت فيها روسيا حربين ضد الانفصاليين في العقدين الماضيين.

كان القائد الشيشاني الراديكالي دوكو عمروف قد دعا أنصاره إلى اللجوء إلى “القوة القصوى” لمنع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من إقامة الأوليمبياد، في شريط نشر على الانترنت في 3 يوليو.

عمروف، هو أبرز الرجال المطلوبين في روسيا، ويقود تنظيم “إمارة القوقاز” وهي حركة متشددة ولدت من رحم حربي الاستقلال في الشيشان ومدرجة على قائمة الولايات المتحدة للمنظمات الإرهابية.

قال عمروف في شريطه إن السلطات الروسية “تريد تنظيم الألعاب الأوليمبية فوق رفات العديد من المسلمين المدفونين على أرضنا بطول البحر الأسود. يجب أن نمنع ذلك بكل الطرق الممكنة”.

في رسالته، المصورة من داخل غابة، دعا عمروف أنصاره “في كل أنحاء روسيا إلى بذل أقصى الجهد لإفشال إقامة هذه الرقصات الشيطانية على أراضينا وفوق رفات أجدادنا”.

أعلن عمروف مسؤوليته عن عدة هجمات قاتلة تمت في روسيا في السنوات الماضي، إحداها في مطار موسكو-دوموديدوفو التي قتل فيها 37 شخصا وهجمات في مترو موسكو خلفت 40 قتيلا. وكان قد أكد اعتزامه توجيه ضربات لأهداف روسية خارج منطقة القوقاز أيضا.

وكانت السلطات الروسية قد أعلنت العام الماضي إلقائها القبض على جماعة منتمية لعمروف تخطط لاعتداءات في سوتشي قبل وأثناء الألعاب الأوليمبية التي وضع بوتن كل ثقله الدولي من أجل الحصول على حق إقامتها.

تقع سوتشي بين الجبال والبحر الأسود وهي قريبة من المنطقة الروسية من القوقاز، وهي منطقة نزاعات جنوبي روسيا تتكرر فيها هجمات الجماعات المتشددة بصورة شبه يومية.

أما سوتشي فهي على بعد 25 كيلومترا فقط من حدود روسيا مع أبخازيا، وهي منطقة انفصالية جورجية مؤيدة لروسيا.
.

 

سكاى نيوز

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى